التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 09:04 م , بتوقيت القاهرة

خبراء: هذه سياسة السيسي لجذب استثمارات الإمارات

لا يفوت الرئيس عبدالفتاح السيسى فرصة إلا ويحاول الخروج بمكسب، سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي، خاصة عندما تجمعه الطاولة مع مستثمرين أو مفكرين أو ساسة.


خلال كلمة الرئيس في القمة الإماراتية للطاقة المستدامة غازل المستثمرين الإماراتيين بضرورة غزو مجال الاستثمار في الطاقة المتجددة، لافتا إلى أن العالم يعتبرها مصدر آمان للبشرية بعد نضوب الموارد التقليدية.


سياسة الترغيب


أوضح الباحث في شؤون الأمن القومي بمركز الأهرام الاستراتيجي، هاني الأعصر، أن الرئيس المصري اعتمد على سياسة "الترغيب" لجذب المستثمرين الإماراتيين، حيث قال في معرض كلمته نصا: إن "الاستثمارات الهائلة التي تتطلبها هذه الخطط الطموحة تدعو إلى مشاركة القطاع الخاص في تنفيذها، لاسيما مع عناصر الجذب التي تتمثل في استقرار سوق الطاقة المصري، وتوافر المعلومات وقلة المخاطر، والعمل بمعايير ومواصفات قياسية لمشروعات الطاقة، إضافة إلى الفصل بين الإنتاج والنقل والتوزيع، لافتا إلى أن هذه السياسية تضمن تأمين مصر وربطه بتأمين الإمارات وباقى الدول، نظرا لوجود استثمارات لهم على أرض مصر تقدر بملايين الدولارات".


تشريعات الطاقة المتجددة


وأشار الباحث في شؤون الأمن القومي بجامعة القاهرة، محمد إبراهيم، إلى أن الرئيس أكد في كلمته صباح الأحد بالإمارات، أن التشريعات الجديدة لتحفيز إنتاج الكهرباء من مصادرها المتجددة وتنمية استخدامها ستعمل على تنويع أنماط إنشاء المشروعات لإعطاء أكبر مساحة من الفرص أمام المستثمرين.


ولفت إلى تبني مصر لبرنامج التعريفة التغذية على أسس جاذبة للاستثمار، وطرح برنامج آخر طموح لبناء 4300 ميجاوات من محطات إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح خلال 3 سنوات فقط.


مشروعات قائمة


وأوضح إبراهيم أن السيسي، كعادته، استعان بنماذج ناجحة لمشروعات ليدلل على صحة معلوماته لرجال الأعمال الراغبين في استثمار أموالهم بمصر، حيث أشار إلى تنفيذ عدد من المشروعات الناجحة في مجال الطاقة المتجددة، أبرزها مشروعات توليد الكهرباء من طاقة الرياح في مناطق الزعفرانة والغردقة، ثم كشف النقاب عن بعض المشروعات المقرر إقامتها لتوليد الكهرباء من طاقة الرياح في مناطق جبل الزيت وخليج السويس، أما طاقة الشمس فاستثماراتها ستكون في منطقة الكريمات.


مسؤولية جماعية


وأضاف الباحث في جامعة القاهرة محمد إبراهيم، أن الرئيس حرص على عرض مشكلة الطاقة بمنظور دولي، لافتا إلى تضاعف معدلات الاستهلاك العالمي للطاقة خلال العقود الماضية، في محاولة منه للتأكيد على أن مستقبل الأمن العربي مرهون بتأمين مستقبل الطاقة للغرب، بما يعني أن كروت التوازنات السياسية تختلف عن ذي قبل بسبب تغيير مقاعد المتحكم في الطاقة.


وأشار إلى أن السيسي دلل على صحة نظريته بتضاعف الطلب على الطاقة بحلول عام 2050، لافتا إلى الزيادة السكانية البالغة 1.3 مليار نسمة، والقادرة على التهام أي معدلات طاقة إذا استمر الحال بنفس الإنتاج الحالي، مشيرا إلى وجود مسؤولية جماعية يجب أن يتحملها المجتمع العربي حيال القارة الأفريقية، خاصة وأن نسبة المحتاجين للطاقة في هذه القارة نصف ما يحتاجه العالم أجمع، وفق كلمة الرئيس السيسي.