ماذا وراء خطف الحوثيين للرجل الثاني باليمن؟
في خطوة تشير إلى تفاقم الاضطرابات السياسية بين الفصائل السياسية والإقليمية في اليمن بشأن الدستور الجديد، أعلنت جماعة أنصار الله "الحوثيين"، في بيان لها خطف مدير مكتب الرئيس اليمني أحمد بن مبارك في العاصمة صنعاء، معتبرة العملية "خطوة لمنع الانقلاب على اتفاق السلم".
من هو بن مبارك؟
بن مبارك، يعتبر الرجل الثاني في الرئاسة اليمنية بعد رئيس الجمهورية، حيث يتولى إضافة إلى إدارة مكتب الرئيس، رئاسة الأمانة العامة للحوار الوطني.
كان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أصدر قرارا يقضي بتعيين بن مبارك رئيسا للحكومة، إلا أن الحوثيين رفضوا شخص بن مبارك، معتبرين أن هذا القرار يعكس إرادة خارجية وخرق لقواعد اتفاق السلم والشراكة الذي يجب أن يسود على عملية الانتقال السياسي في البلاد، فاضطر الرئيس اليمني أن يطرح اسم خالد بحاح الذي اتفقت عليه جميع الفصائل السياسية والإقليمية باليمن قبل أن يصبح رئيسا للحكومة.
أسباب خطفه؟
في وقت تقول فيه مصادر بالشرطة اليمنية لـ"رويترز" إن الحوثيين خطفوا مدير مكتب رئاسة الجمهورية لمنعه من تقديم مسودة للدستور الجديد خلال اجتماع رئاسي، انسحب ممثل الحوثيين ومستشار الرئيس هادي عن الجماعة من المفاوضات بين جماعته والسلطة قبل يوم من خطف بن مبارك.
وكشف المستشار والقيادي في الجماعة صالح الصماد، عن تحرك حوثي مقبل لإطاحة حكومة الكفاءات اليمنية الجديدة وفرض "حكومة ثورية" ونزع سلطات الرئيس عبدربه منصور هادي، الذي يتهمه الحوثيون بعدم الاستجابة لمزيد من مطالبها، المتمثلة في إحلال المزيد من عناصرها في الأجهزة السيادية والمؤسسات المدنية والعسكرية.
وكان الحوثيون رفضوا تفاصيل مسربة من مسودة الدستور الذي كان يحمله "بن مبارك"، والتي كان يقول الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إنها ستضمن عدم تقسيم اليمن إلى منطقتين على غرار دولتي اليمن الشمالي واليمن الجنوبي السابقتين.
والمسودة هي نتيجة لحوار وطني يهدف إلى تسهيل انتقال السلطة في البلاد بعدما دفعت احتجاجات حاشدة في الشوارع الرئيس السابق علي عبد الله صالح إلى ترك السلطة عام 2012.
وتشير التفاصيل التي سربت إلى وسائل إعلام يمنية إلى أن الدستور الجديد يبقي على خطة لقيام دولة اتحادية مقسمة إلى ستة أقاليم وهو ما يرى فيه الحوثيون والانفصاليون في الجنوب إضعافا لسلطتهم، حتى أن الحوثيون قاموا بخطوة تصعيدية قبل أيام حيث احتجز مسلحوها طائرة ميزانية محافظات الجنوب في صنعاء.
أطراف أخرى
رفضت جماعة قبلية قوية أيضا يدعمها حزب صالح خطة الأقاليم الستة أيضا ويقول محللون إنها دعت إلى تقسيم البلاد لمحافظات أصغر بكثير، إلى جانب ذلك، تفيد تقارير إعلامية يمنية أن صالح يدعم الحوثيين ويستخدمهم لإضعاف الرئيس الحالي، من أجل شق طريق العودة إلى السلطة، فبالتالي هو المستفيد الخفي من خطف بن مبارك المتزعم للحوار الوطني.
ويسيطر الحوثيون الذين يطالبون بمزيد من الحقوق للطائفة الزيدية الشيعية، على صنعاء في سبتمبر/ أيلول الماضي، وقتل الكثيرون منذ بداية العام الحالي في هجمات شنها تنظيم القاعدة وفي اشتباكات بين الحوثيين ومسلحين سنة ورجال قبائل، وشهدت اليمن مظاهرات عديدة لمواطنين مناوئة لوجود الحوثيون والمسلحين وسيطرتهم على العاصمة.