التوقيت الثلاثاء، 26 نوفمبر 2024
التوقيت 04:07 ص , بتوقيت القاهرة

حكاية اليابان مع الآثار المصرية.. مصلحة أم محبة؟

يستقبل مطار القاهرة اليوم، الجمعة، رئيس وزراء اليابان شينزو آبي، الذي يزور القاهرة لبحث تعزيز التعاون مع مصر.


ومن المقرر أن يلتقي آبي الرئيس عبدالفتاح السيسي، كما يجري مباحثات مهمة مع رئيس الوزراء إبراهيم محلب بشأن تنشيط أوجه التعاون بين الدولتين في المجالات السياسية والاقتصادية والتبادل العلمي والثقافي.


كما من المقرر أن يقوم رئيس وزراء اليابان بجولة في أروقة المتحف المصري الكبير لتفقد العمل به، حيث إن اليابان تساهم بقرض قيمته 300 مليون دولار في عملية بناء المتحف.


وهناك اهتمام ياباني شديد بالآثار المصرية منذ سنوات، فلماذا يأتي هذا الاهتمام، هل لتبادل المصالح أم لتقدير الجانب الياباني للتاريخ الفرعوني؟



 


تبدأ قصة اهتمام الحكومة اليابانية بالآثار المصرية منذ فترة، حيث يتوافد الآلاف من السياح اليابانيين إلى مصر لزيارة الآثار المصرية ومعرفة تاريخها العظيم على مدار السنوات السابقة.


فمنذ عام 2007 الذي شهد نموا غير مسبوق في عدد السائحين اليابانيين الذين زاروا مصر، حيث وصل عدد السائحين اليابانيين إلى 130 ألف سائح بزيادة تقدر بنسبة 47% عن عام  2006.


وفي عام 2009 تم الاتفاق بين الجانبين المصري والياباني على إعلان عام 2009 عاما للترويج السياحي لمصر في اليابان، وفي الفترة من 27/6 إلى 21/9 أٌقيم معرض الآثار الغارقة بمدينة يوكوهاما، وحازت مصر في الفترة من 27 يونيو إلى 4 يوليو بأسبوع سياحي مصري.



المتحف المصري باليابان


وكانت وزارة الآثار المصرية أعلنت، في بيان لها بتاريخ 13 أغسطس الماضي، موافقتها على طلب اليابان استضافة معرض يضم 124 قطعة أثرية فرعونية لمدة عام، تحت رعاية الحكومة اليابانية وبعد التأمين عليه بنحو 771.4 مليون دولار.


وقال وزير الآثار ممدوح الدماطي إن الوزارة وضعت ضوابط مشددة نحو تأمين القطع الأثرية أثناء التغليف والنقل، كما  وافقت على معرض "توت عنخ آمون والعصر الذهبي للفراعنة"، الذي بدأ في مدينتي طوكيو ونيجاتا بداية من سبتمبر الماضي حتى أكتوبر المقبل.


وأضاف الدماطي أن العائد المادي المنتظر للمعرض سيبلغ نحو عشرة ملايين دولار إضافة إلى مليوني دولار "لصالح مصر تفرض على كل تذكرة دخول" و10% من قيمة مبيعات النماذج الأثرية التي سيتم عرضها على هامش المعرض الذي سيرافقه أثري ومرمم لمتابعة نقله وأساليب عرض القطع.


ويعرض بالمعرض بعض القطع التي توضح جوانب من تفاصيل الحياة اليومية في مصر القديمة، حيث يضم قطعا نادرة للملك توت عنخ آمون الذي توفي نحو عام 1352 قبل الميلاد وهو دون الثامنة عشرة بعد أن حكم مصر تسع سنوات وما زال موته الغامض لغزا لم يحسمه المؤرخون.



"الوزراء": اليابان شريك في المتحف المصري الكبير


وكان المتحدث باسم مجلس الوزراء حسام القاويش أكد، في مداخلة هاتفية لبرنامج "الحياة اليوم"، أن المهندس إبراهيم محلب يتابع جيدا  أعمال الإنشاءات التي تتم في المتحف المصري الكبير، وزار مؤخرا بهدف تفقدها والاطمئنان على أن أعمال الإنشاء تسير طبقا للجدول الزمني الموضوع.


وأكد القاويش أن موضوع المتحف المصري الكبير سيكون على طاولة النقاش خلال لقاء رئيس الوزراء مع نظيره الياباني خلال زيارته إلى مصر اليوم، بالأخص أن الجانب الياباني شريك في المشروع.


وقال محلب، خلال جولة تفقدية له بمشروع المتحف المصري الكبير بمنطقة الهرم، والذي وصفه بالقيمة الحضارية والسياحية الكبيرة ليس لمصر وحدها بل للعالم أجمع، إن عظمة الموقع هي أساس ضخامة المشروع كونه أرقى وأعظم مكان بالعالم ويعد أفضل مشروع ينفذ في العالم، حيث من المقرر الانتهاء من الأعمال لإنشائية كاملة بحلول نهاية العام 2017.


وأوضح رئيس الوزراء أن التحدي الذي يواجه المشروع حاليا هو إيجاد وبحث طرق التمويل لاستكمال المرحلة الثالثة والأخيرة للمشروع والتي تحتاج ما يقارب المليار دولار، خاصة أنه يمكن القول إن المشروع تم الانتهاء من 60 إلى 70% منه، موضحا أن المنحة اليابانية التي تبلغ 42 مليار ين، دفعت اليابان منها 29 مليار ين فقط حتى الآن.


رئيس قطاع الآثار: اليابان ليس لها أطماع ومصر الأكثر استفادة 


ومن جانبه، قال رئيس قطاع الأثار المصرية بوزارة الأثار يوسف خليفة إن اليابان دولة ثرية، وتمتلك وسائل تكنولوجية متقدمة جدا فى مجال ترميم الأثار، إضافة إلى شغفها بالحضارة المصرية القديمة وحمايتها .

وأضاف خليفة، في تصريح لـ"دوت مصر" اليوم الجمعة، أن هيئة التعاون الدولي "جايكا"، التى تتعامل معها وزارة الآثار المصرية هي المسؤولة عن ترميم مركب خوفو واستخراجه ومعالجة الأخشاب لخبرتهم الكبيرة في مجال ترميم الأثار، وهدفها حماية التراث العالمي، خاصة المصري.


وأكد رئيس قطاع الأثار المصرية  أن اليابان ليس لديها أي أطماع أو أغراض من المساهمة في إنشاء المتحف المصري الكبير، ولكنها دولة تقدر الحضارة وتعمل على الحفاظ عليها ، موضحا أن هناك بروتوكول تعاون مع الحكومة اليابانية لتبادل الآثار المصرية وعرضها بالمعرض المصري بطوكيو، وفي جميع الحالات فمصر هي الأكثر استفادة من ذلك، علي حد تعبيره .