"عظيم الانتصارات .. عظيم الانكسارات"، هكذا وصف الكثيرون الرجل الذي تولى رئاسة مصر بعد اللواء محمد نجيب..97 عامًا تمر على مولد الزعيم الثائر جمال عبد الناصر، ففي 15 يناير 1918  جاء إلى الدنيا ليقود فيما بعد -وهو ابن الرابعة والثلاثين من عمره- زملائه من الضباط الأحرار إلى تحويل مصر من "الملكية" إلى "الجمهورية".

بحي "باكوس" الشعبي بمحافظة الإسكندرية كان مولده، لأسرة تنتمي إلى قرية "بني مر" بمحافظة أسيوط في صعيد مصر.

إلى مسقط رأسه بـ"الصعيد"، توجهت "دوت مصر" لترصد "الإهمال " الذي اعترى منزل أسرة "ناصر" التاريخي، الذي أنشئ عام 1900 قبل مولد الزعيم بـ 18 عامًا، رغم أهمية المنزل الذي شهد حقبة زمنية هامة من تاريخ مصر السياسي حيث اجتمع فيه جمال عبد الناصر بالضباط الأحرار حينما كان ضابطا بالجيش بمنطقة منقباد العسكرية.

في البداية التقت "دوت مصر" بالمهندس علي عطية حسين ابن عم الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، واصطحبنا إلى منزل "الحاج خليل" جد جمال عبد الناصر.

ويقول المهندس علي إن هذا المنزل هو مسقط رأس جمال عبدالناصر؛ وعندما كان يؤدي خدمته في "منقباد" كان يدعو زملائه بصفة مستمرة إليه، وعلى الرغم من تأثره بوفاة جده إلا أن اجتماعات الضباط الأحرار لم تتوقف حيث اجتمع أكثر من مرة بهم بمنزل جده بالقرية وكان على رأس الحاضرين الرئيس محمد نجيب.  
 
ويتابع، "بعد الثورة جاء عبد الناصر إلى القرية 3 مرات، كان يعلم الظروف الصعبة التي تمر بها عائلته ولكنه كان دائمًا يقول لأهله إنني لا أملك شيئًا إلا راتبي الذي أنفق منه على أولادي..لم يُميزنا بأي امتيازات..كان يقول لنا انا ابن أسوان وابن السلوم..لكنه كان يصل الرحم بصفة دائمة".

ويضيف علي: بعد وفاة عبد الناصر حضر إلى منزل العائلة الرئيس الراحل محمد أنور السادات وبعض أعضاء مجلس قيادة الثورة وعلى رأسهم حسين الشافعي وقدموا واجب العزاء، وقال السادات حينها (هذا المنزل البسيط كان عبد الناصر  يملك أن يرفعه ويجعله طوبة من ذهب وطوبة من فضة لكن كانت المبادئ التي أبقى عليها حتى الموت).

واختتم ابن عم الزعيم الراحل تصريحاته، قائلاً: المنزل الآن أوشك على الانهيار ولم تتحرك المحافظة لترميمه.