اعترافات خلية تفجير محطات كهرباء والمنشآت العامة
طارق حافظ
الأربعاء، 14 يناير 2015 08:06 م
<p>كشفت تحقيقات النيابة العامة، في قضية خلية إخوانية، كانت تضطلع بأعمال تفجيرات بحق المنشآت الشرطية والعامة، خاصة محطات توليد الكهرباء وأبراج نقلها، أن المتهمين شكلوا مجموعات عنقودية تعمل بشكل لا مركزي، واستهدفوا تفجير أبراج ومنشآت الكهرباء ومنشآت شرطية، كما خططوا لاستهداف رجال القضاء ومصالح دولة الإمارات العربية المتحدة داخل مصر، تحت ذريعة دعمها للنظام الحالي في مواجهة جماعة الإخوان.</p><p>كان المتهمون أحيلوا للمحاكمة الجنائية، بعد انتهاء التحقيقات التي باشرتها نيابة أمن الدولة العليا، برئاسة المحامي العام الأول للنيابة، <span style="line-height: 30.6000003814697px;">المستشار الدكتور تامر فرجاني، </span>والتي تبين منها، أن المتهمين البالغ عددهم 45، نفذوا أعمالهم ومخططاتهم الإرهابية داخل نطاق 5 محافظات مختلفة.</p><p>باشر التحقيق فريق من نيابة أمن الدولة العليا، برئاسة محمد وجيه، وأعضاء النيابة إلياس إمام وأحمد عمران وإسماعيل حفيظ، وعبد العليم فاروق ومحمد جمال وأحمد الصاوي، ومحمود حجاب ومحمد الطويلة، بإشراف المستشارين محمود إسماعيل وخالد ضياء الدين، المحاميان بنيابة أمن الدولة العليا.</p><p>وقرر المتهم الأول "ع. م" واسمه الحركي "دكتور عماد" ـ بتحقيقات النيابة ـ بأنه أحد أعضاء جماعة الإخوان، وتولى مسؤولية خلية تخريبية بمحافظة الإسكندرية، يضطلع عناصرها بارتكاب أعمال عدائية ضد المنشآت العامة، وخاصة أبراج ومحطات توليد الكهرباء بتلك المحافظة، مشيرا إلى أنه في غضون يونيو من العام الماضي، شكل 3 مجموعات عنقودية، تعمل بشكل لا مركزي في الإسكندرية، وترتبط من خلاله بالخلية التي يتولى مسؤوليتها، وأن تلك المجموعات ضمت عناصر من المنتمين لجماعة الإخوان، حيث تولى شخص يدعى "أبوالسعود" مسؤولية المجموعة الأولى، وتولى مسؤولية الثانية المتهم العاشر "و. ف"، واسمه حركي "وليد"، فيما اضطلع بمسؤولية الثالثة المتهم السابع عشر "م. ح" واسمه الحركي "عماد".</p><p>وأضاف المتهم الأول في معرض اعترافاته، "أنه أصدر تكليفات إلى تلك المجموعات، باستهداف مصالح دولة الإمارات العربية المتحدة، وكذا استهداف المنشآت العامة والشرطية، ونفاذا لذلك التكليف، رصد محطة وقود إمارات مصر بمنطقة كرموز واقفا على مداخلها ومخارجها، وعدد العاملين فيها وأماكن تواجدهم بها، وكلف المتهم السابع عشر بتخريبها، وأمده لذلك بالمعلومات التي جمعها".</p><p>و"في أعقاب ذلك علم من المتهم السابع عشر، قيامه والمتهم العاشر وآخرون مجهولون باستقلال سيارة دفع رباعي قادها المتهم الرابع عشر ، وأخرى من طراز "هيونداي"، قادها المتهم الحادي والعشرون، حيث احتجزوا العاملين بالمحطة وأضرموا النار فيها".</p><p> وأضاف المتهم الأول أنهم استهدفوا مرآب سيارات إدارة النجدة بالإسكندرية، وأضرموا النيران في السيارات المتوقفة به، كما أنه أصدر تكليفاته لمسؤولي المجموعات المشار إليها باستهداف أبراج الكهرباء، فأسند إلى المتهمين الخامس عشر ـ اسمه الحركي علي ـ والتاسع عشر ـ اسمه الحركي نادر ـ والعشرين ـ اسمه الحركي ضياء ـ مسؤولية تصنيع العبوات المفرقعة، كما كلف المتهم السادس عشر بتصنيع هياكل للعبوات المفرقعة.</p><p>وأشار إلى أنه أصدر تكليفا للمتهم الرابع عشر باستئجار فيلا بمنطقة الهانوفيل، لاستخدامها كمقر تنظيمي لتصنيع المواد المفرقعة، وأمده بأربعة آلاف جنيه لذلك، فضلا عن اتخاذ مرآب المتهم الحادي عشر محمد أشرف محمد المهدي، لإخفاء المركبات المستخدمة في ارتكاب العمليات العدائية.</p><p>واعترف المتهم الثالث بالتحقيقات بانضمامه لجماعة الإخوان منذ عام 1997، مشيرا إلى أنه كان يتولى مسؤولية مجموعة تنظيمية ضمت المتهمين الرابع محمد عبداتواب محمد حسين منطاش، والخامس والعشرين أحمد محمد حسين قطب، واسمه الحركي "فريد"، والسادس والعشرين أيمن فتحي سعيد شبايك ـ اسمه الحركي محسن ـ والثامن والعشرين أشرف محمد عبدالرحمن توفيق ـ اسمه الحركي آدم ـ والتاسع والعشرين رمضان محمد مدبولي محمد البهواشي، والرابع والثلاثين بكر محمد عبدالسيد محمد.</p><p>وأضاف المتهم الثالث، في معرض اعترافاته، أن المجموعة التي كان يتولى مسؤوليتها اضطلعت بتصنيع مادة البارود، وتولت زرع عبوات مفرقعة وإلقائها على قوات الشرطة لمنعها من فض مسيرات جماعة الإخوان، وتخريب خمسة أكشاك كهربائية بأوسيم، مشيرا إلى أنه كان أحد المشاركين باعتصام رابعة العدوية، وتعرف من خلاله على 5 من المتهمين، واتفاقه معهم على تكوين مجموعة يتولى قيادتها، لمقاومة قوات الشرطة بعبوات مفرقعة، يجري تصنيعها من الألعاب النارية، اعتاد على إمدادهم بها، وأعد مجموعته أمنيا باتخاذ أسماء حركية وتغيير الخطوط الهاتفية دوريا، واتخذوا من مركز أوسيم مكانا لتنفيذ عملياتهم العدائية.</p><p> وذكر المتهم أنهم لجأوا لتصنيع البارود، بعدما تبين لهم أن المواد المستخدمة في تصنيع الألعاب النارية ليست بالقوة الكافية، لاستخدامها ضد قوات الشرطةـ لافتا إلى أنهم اتخذوا من المناطق المهجورة بالحقول الزراعية، وبحانوت المتهم التاسع والعشرين بأوسيم مكانا للتصنيع، وتمكنوا من تصنيع ثلاثة كيلوجرامات من تلك المادة.</p><p> كما أقر المتهم الخامس بالتحقيقات، بمشاركته بإحدى المسيرات الإخوانية، وأنه التقى بالمتهم الثالث ـمسؤول لجنة العمليات النوعية بمحافظة الجيزة آنذاك ـ حيث نقل إليه الأخير تكليفات قيادات الجماعة، بتشكيل لجان عمليات نوعية تضطلع بتخريب مرافق الدولة الحيوية، ومنها أبراج الكهرباء والاتصالات وشبكات المياه والصرف الصحي، بالإضافة إلى قطع الطرق وتعطيل حركة المواصلات، وأنه تنفيذا لتلك التكليفات، شكل خلية نوعية في يناير من العام الماضي، بمنطقة البراجيل، لتتولى استهداف أكشاك الكهرباء بالقرية، عن طريق كسر أبوابها وسكب مواد معجلة للاشتعال، ووضع النار فيها.</p><p>وأضاف أنه بحضوره لقاءات تنظيمية دعا إليها المتهم الثالث، علم خلالها بارتكاب المجموعات النوعية لجماعة الإخوان، لوقائع تخريبية عدة، منها حرق أكشاك كهرباء بمناطق ناهيا والمنصورية والوراق، مشيرا إلى أنه تلقى و3 من المتهمين الآخرين تكليفات من المتهم الثالث، باستهداف أبراج الكهرباء باستخدام عبوات مفرقعة يتم زرعها أسفل الأبراج، وأن المتهم الثالث أعد دورات في تصنيع العبوات المفرقعة والدوائر الإلكترونية بمنطقة العامرية حضرها المتهم السادس والثلاثون ـ اسمه الحركي صلاح ـ وآخرون مجهولون، أعقبها قيام الأخير بتصنيع العبوات المفرقعة.</p><p>واعترف المتهم الخامس عشر بانضمامه لجماعة الإخوان ومشاركته في اعتصام رابعة العدوية، والتحاقه بخلية عنقودية بمدينة الإسكندرية، تولى مسؤوليتها المتهم الأول، تهدف إلى تنفيذ عمليات عدائية ضد المنشآت العامة وخاصة أبراج ومحطات توليد الكهرباء، مشيرا إلى أن المتهمين تلقوا دروسا عن كيفية إعداد الدوائر الكهربائية وأنواعها، وطريقة استخدامها في استهداف خطوط الكهرباء، للتأثير سلبا على النظام القائم وإلحاق الضرر بالاقتصاد القومي، خاصة وأن خسائر تخريب برج الكهرباء تقارب 3 ملايين جنيه.</p><p>وأقر المتهم بسعيه للحصول على خريطة شبكات الكهرباء في أنحاء البلاد، واستخدامهم لبرنامج "جوجل إيرث" لتحديد أماكن أبراج الكهرباء مع إعطاء الأولوية لاستهداف الأبراج القريبة من محطات التوليد لزيادة فترات انقطاع التيار الكهربائي عن المواطنين.</p><p>واعترف المتمهمون، بحمل وحدة تخزين تضمنت ملفا يحوي خطة لقطع التيار الكهربائي عن جميع أنحاء البلاد، عن طريق استهداف محطات توليد الكهرباء، وأبراج الضغط العالي وأعمدة الضغط المتوسط وأكشاك توزيع الكهرباء.</p><p>ضم الملف أسماء وأماكن بعض محطات توليد الطاقة، ووصفا للأبراج وكيفية تعطيلها والفترة الزمنية المتوقعة للإصلاح. وفي الإطار ذاته، أجرى المتهمان الأول والتاسع عشر تجارب على العبوات المفرقعة الصوتية بالطريق الدولي، كما أصدر المتهم الأول تكليفاته إليه والمتهمين الثالث عشر، والتاسع عشر والعشرين، بإعداد وتصنيع عبوات "الثيراميت" الحارقة.</p><p>أقر المتهم الثالث والعشرون في التحقيقات بانضمامه لجماعة الإخوان والتحاقه بخلية عنقودية تولى مسئوليتها المتهم العاشر، تولت ارتكاب أعمال عدائية منها وضع النار بمرآب إدارة شرطة النجدة بالإسكندرية ، وقتل المجني عليه حسام مرسي حسن مرسي.. وأبان تفصيلا بانضمامه لجماعة الإخوان وانتظامه في أسرة تابعة لشعبة المتراس غرب الإسكندرية تولى مسئوليتها المتهم العاشر، ومشاركته في اعتصام رابعة العدوية حيث تقابل مع المتهم الأول، وعلى إثر فض الاعتصام شارك في مسيرات الجماعة بمحافظة الإسكندرية.</p><p>وتضمنت المضبوطات التي عثر عليها بحوزة المتهمين، وحدة التخزين المضبوطة بحوزة المتهم السادس طه محمد علي السلهوب، والتي حوت ملفا به خريطة موضح بها جميع محطات توليد الطاقة على مستوى الجمهورية، وخطوط وأبراج نقل الطاقة لمحافظات ومدن الجمهورية، ورصدا دقيقا لمحطات الكريمات والنوبارية وغرب القاهرة والشبكات المتفرعة عنها، واتصلت بها روابط لموقع "جوجل إيرث" على شبكة الإنترنت، لتحديد أماكنهم عن طريق الأقمار الصناعية. كما ثبت من فحص المضبوطات أن الروابط المرفقة بالملف، تشير إلى مواقع تحديد أبراج الكهرباء المتفرعة من المحطات سالفة الذكر.</p><p>وثبت بتصفح محتوى بطاقة الذاكرة المضبوطة بحوزة المتهم السادس، أن بها صورا لكشف به بيان بأسماء بعض القضاة وأعضاء النيابة العامة ومحال إقامتهم، وأرقام هواتفهم والقضايا المعروضة عليهم للحكم فيها، كما تبين من فض الحواسب الآلية الخاصة بالمتهمين، وجود ملف آخر معنون "الدوائر الكهربائية التي حدث لها عمليات تخريبية خلال الشهور الثلاثة الأخيرة"، يتناول الدوائر التابعة لشبكات الكهرباء بالمناطق المختلفة كالكريمات، التبين، البساتين، قنا، الصف ، قفط، والتي تعرضت لأعمال تخريبية، ومدون قرين كل منها الأبراج التي استهدفت وتواريخ وتوقيتات استهدافها.</p><p>حيث تبين أنها استهدفت ما بين الفترة من 27 فبراير وحتى 28 مايو من العام الماضي. وتضمنت ملفا آخرا يضم معلومات عن خط كهرباء "أسمنت سيناء 24"، مبينا به خط سير أبراج ذلك الخط تحديدا.</p><p>وكشفت تحريات الأمن الوطني، عن قيام قيادات جماعة الإخوان بتشكيل لجان عمليات نوعية بمحافظات مختلفة، تضطلع بتنفيذ بنود مخطط عام للجماعة يهدف إلى إشاعة الفوضى والتحريض ضد نظام الحكم بالبلاد، والإضرار بمركزها السياسي والاقتصادي، بتنفيذ أعمال عدائية ضد منشآت القوات المسلحة والشرطة، والمنشآت العامة، خاصة محطات توليد الكهرباء وأبراج ومحولات نقلها.</p><p>ووقفت التحريات على خمس من تلك اللجان، التي اتخذ عناصرها أسماء حركية تلافيا للرصد الأمني، بمحافظات الاسكندرية والجيزة والغربية والمنوفية وكفر الشيخ، وتضمنت التحريات وصفا تفصيليا ودقيقا بأسماء وأعداد كل خلية بكل محافظة.</p>
لا يفوتك