مدونة الثورة: بعد 4 سنوات على "الياسمين" كأنه عهد "بن علي"
تحتفل تونس اليوم بالذكرى الرابعة لانطلاق "ثورة الياسمين" التي أطاحت بنظام الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي لتأتي بالباجي قائد السبسي، الذي انتخبه الشعب ويحتفل به اليوم رئيسا للبلاد.
في حين أن لينا بن مهنى "مدونة الثورة" كما يلقبها التونسيون، ترى أن تونس تعيش اليوم الكثير من المشاكل، ولم يتغير حالها كثيرا عما كانت عليه في عهد بن علي، لكنه الناشطة الشابة - التي شاركت في الثورة وتتلقى تهديدات ممن أسمتهم إرهابيين - تؤكد في الوقت نفسه أن تونس تبقى أفضل حالا مقارنة ببقية دول "الربيع العربي".
انحياد الثورة عن مسارها
قالت لينا بن مهني في حوار مع فضائية "دويتش فيلة" الألمانية إنه بعد أربع سنوات "حققت تونس بعض وليس كل ما كنا نأمل إليه"، مشيرة إلى أن الحكومات المتعاقبة على البلاد منذ سقوط نظام "بن علي" حادت عن مسار الثورة وأهدافها "الثورة قامت من أجل الكرامة والحرية والعيش الكريم، لكن هذه الأهداف لم تتحقق بعد".
ضياع حقوق الشهداء
وتأسفت لينا أن ضحايا وشهداء الثورة وعائلاتهم لم يأخذوا حقهم بعد وأفلت المسؤولون من العقاب، لكنها اعتبرت أن تونس تبقى أفضل حالا من دول أخرى قامت فيها ثورات أيضا، فقد تحققت حرية التعبير رغم أنها تتعرض للتهديد ولكنها موجودة، هناك مضايقات واعتقالات لكن اليوم أصبح بإمكان التونسي التعبير عن مواقفه ومشاكله بحرية أكبر من وجهة نظرها، لافتة أن تونس أيضا نجحت في تنظيم انتخابات واختيار رئيس ومجلس نواب لكن ذلك لا يكفي.
الثورة اتسرقت
تحدثت لينا كشابة شاركت في ثورة الياسمين معتقدة أن الثورة سُرقت منهم، مشيرة إلى أن اليوم عدد قليل من الشباب مازالوا يؤمنون بمبادئ الثورة ويطمحون لتحقيق أهدافها، بينما وجد الكثيرون أنفسهم بين خيارين: إما الهجرة غير الشرعية نحو أوروبا أو الالتحاق بداعش أو غيرها من التنظيمات الإرهابية، بينما فضل آخرون اعتزال السياسية والعودة للحياة العادية.
فقدان الثقة في الأحزاب
أوضحت بن مهنى أن الشباب التونسي فقد ثقته في الأحزاب السياسية والسياسيين بشكل عام ولهذا لجأ إلى منظمات المجتمع المدني، ورغم أن الأخيرة ليس لها تأثير قوي في صنع القرار السياسي لكنها اعتبرت أن هذه المنظمات لعبت دورا هاما على مدى السنوات الأربع الماضية، ففي كل مرة كانت تُستهدف فيها الحريات والحقوق، ضغطت هذه المنظمات ونزلت إلى الشارع وفرضت موقفها.
فشل تجربة الإسلاميين
أرجعت مدونة الثورة حسبما يطلق عليها بعض التونسيين، فشل التجربة الإسلاميين في تونس إلى أداءهم خلال فترة حكمهم، حيث أدخلوا البلاد في نقاشات حول الهوية والدين "كنا في غنى عنها"، بدلا من التركيز على أهداف الثورة. معتبرة أن في فترتهم "تدهورت الأمور ودخل الإرهاب إلى تونس وعشنا الاغتيالات السياسية لذا تخلى عنهم الناس".
مخاوف من عودة النظام السابق
اعتبرت لينا أن اختيار السبسي رئيسا للبلاد "مخيب للآمال"، قائلة: "نعتبر بن علي كبيرا في السن فجاء من هو أكبر منه سنا"، وأعربت عن خشيتها من عودة النظام السابق لكون السبسي أحد رموزه، مؤكدة أن حزب نداء تونس لا يمثلها ولا يمثل المبادئ التي قامت عليها الثورة. موجهة رسالة للجميع أن يبقى يقظ.
المرأة بعد الثورة
رأت لينا أن حقوق المرأة تعرضت خلال فترات من حكم "الترويكا" لتهديدات لكن بفضل ضغوط المجتمع المدني لم تتأثر هذه الحقوق كثيرا، فالمرأة التونسية قوية واستطاعت الحفاظ على حقوقها، بل وسعت إلى تعزيز حضورها في الساحة السياسية وهي تتحرك كلما شعرت أن حقوقها مهددة، لافتة إلى أن أكثر من مليون امرأة صوتت لصالح السبسي متمنية أن ترى الكثير من النساء في الحكومة الجديدة.
تهديدات شخصية
ذكرت بن مهنى أنها تعيش تحت حماية أمنية لصيقة منذ اغتيال الشهيد محمد البراهمي لأن الداخلية اكتشفت وجود تهديدات جدية لها، وتحدثت عن تعرضها الأسبوع الماضي لتهديدات لكنها تعودت على الأمر.
ليس ربيع عربي
اعترضت بن مهنى على تسمية "الربيع العربي" لأن لكل دولة من هذه الدول معطياتها الجغرافية والتاريخية والسياسية الخاصة، لكن المشهد عموما يبدو مفزعا عندما نرى حمامات الدم في سوريا وفي مصر وخصوصا في ليبيا المجاورة لتونس، مشيرة إلى أن تدهور الأوضاع في ليبيا مكن من دخول السلاح والإرهابيين إلى تونس، مؤكدة أن تهديدات تنظيم "داعش" لتونس تثير القلق كثيرا. موجهة رسالة أن على جميع التونسيين أن يبقوا يقظين.