التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 07:52 م , بتوقيت القاهرة

"العربي للبحوث": ظهور 3 ملايين من الجيل الثالث لأطفال الشوارع

رفض مركز البيت العربي لبحوث والدراسات الاعتراف بما أعلنته وزيرة التضامن الاجتماعي من نتائج حصر أطفال الشوارع في مصر ووصفها بأنها تفتقد الموضوعية وتعفي الدولة من مسؤوليتها اتجاههم، موضحا أن ارتفاع عدد أطفال الشوارع في مصر لما يقرب من ثلاث ملايين طفل، 60% على أقل تقدير يتسمون بالعدوانية وعدم الانتماء للمجتمع، وفق إحصائيات منظمة اليونيسيف.


من جانبه، قال مدير المركز مجدي عبدالفتاح، في بيان له اليوم الأربعاء، إن نتائج حصر وزارة التضامن لأطفال الشوارع جاءت مخيبة للآمال ولا تعبر عن واقع الأزمة الحقيقي من حيث العدد والتصنيف وتمركز أطفال الشوارع  في محافظات مصر، حيث استثنت الوزيرة أطفال الشوارع الذين يعودون لمنازلهم مساء، ما يدل على أن ما أعلنته الدولة من اهتمام لإنقاذ أطفال الشوارع أمر مفرغ من مضمنه.


وأشار عبدالفتاح إلى أن ظاهرة أطفال الشوارع بدأت في الظهور بشكل واضح في ثمانينيات القرن الماضي كانعكاس للتطورات الاقتصادية التي شهدتها مصر آنذاك والتي ارتبطت بتردي الأوضاع الاجتماعية للسواد الأعظم من المواطنين، والتي تفاقمت في ظلها زيادة نسب البطالة واتساع الفوارق الاجتماعية وتراجع الأوضاع التعليمية وصعود المد الديني، فكان من نتائجها التفكك الأسرى وانتشار أطفال الشوارع والأسف الشديد لم تحقق خطط وإستراتيجيات المواجهة على المستوى الدولة أي نجاحات ملحوظة في هذا الشأن نتيجة التركيز على معالجة الآثار دون الأسباب، وهو ما أدى إلى نمو هذه الظاهرة بمعدلات سريعة ومتلاحقة، حتى ظهر الجيل الثالث من أطفال الشوارع.


وأوضح أن أطفال الشوارع ينتمون إلى عدة فئات، فمنهم من يعمل في الشوارع لكسب لقمة العيش، ومنهم من يتخذ من الشارع ملاذاً له في النهار قبل أن يرجع في الليل إلى مجموعة تشبه الأسرة، ومنهم من يعيش بشكل دائم في الشارع دون أن يكون منتميا إلى أي شبكة عائلية.


وشدد على أنه أياً كانت الفئة التي ينتمون إليها فهم معرضون للاستغلال وللمجموعات الخارجة على القانون أو لعنف رجال الشرطة، إلا أن الأطفال الأكثر ضعفا هم الذين ينامون ويعيشون في الشارع.


مدير مركز البيت العربي للبحوث والدراسات، قال إن العديد من أطفال الشوارع  يموتون على حافة الطرقات نتيجة لغياب عائل أو مؤسسات اجتماعية، وكثيرا منهم يقع ضحية لصراع العصابات والعنف المجتمعي، أو نتيجة للمرض وسوء التغذية، إلى جانب الانتهاكات الجنسية التي يتعرضون لها وانتهاكات رجال الشرطة ومناطق الاحتجاز.


وأوضح أنه وفق تقرير للأمم المتحدة بناءً على مسح أجري لأطفال الشوارع في القاهرة والإسكندرية فإن حوالي 66% من الأطفال الذين شملهم الاستطلاع يتناولون بانتظام عقاقير خطرة، وأن 80% معرضون لخطر العنف البدني من جانب مستخدميهم وأقرانهم و70% منهم تسربوا من المدارس و30% لم يلتحقوا بالتعليم.