التوقيت الثلاثاء، 26 نوفمبر 2024
التوقيت 06:45 م , بتوقيت القاهرة

كاتبان إسرائيليان: تونس ومصر.. ربيع وخريف سياسي

قارن الخبيران الإسرائيليان، إيلي فودة، ودانيال زيسنوين، بين منجزات الديمقراطية في مصر ونظيرتها في تونس، وقال خلال مقال له نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، وإن التونسيين انتخبوا باجي قائد السبسي، وسط مخاوف من أن يمثل هو وحزبه عودة للنظام القديم الذي تم اسقاطه.


وأضاف الكاتبان الإسرائيليان أن تونس تعتبر الدولة العربية الوحيدة التي ضربتها أحداث الربيع العربي، ونجحت في تحقيق إنجازات هامة، أبرزها تعزيز دور المجتمع المدني الذي كان متطورا بالفعل مقارنة بدول عربية أُخرى.


وأرجع الكاتبان إنجازات الجانب التونسي إلى أن الجيش التونسي لا يشكل عنصرا فعالا في الحياة السياسة، بالإضافة إلى الحوار بين الجهات الدينية والعلمانية، التي عرفت كيف تتنازل وتتعاون فيما بينها.


ورأى الخبيران المحاضران في قضايا الإسلام السياسي والشرق الأوسط بجامعتي تل أبيب وحيفا، أن تونس نجحت في احتواء التوتر بين القوى الإسلامية والليبرالية، حيث قبل حزب النهضة بالهزيمة، والتزم بقواعد اللعبة السياسية الديمقراطية.


وفيما يتعلق بالجانب المصري، علق الباحثان على ترشح شخصية واحدة "حمدين صباحي" أمام الرئيس المصري الحالي، عبدالفتاح السيسي، وهو ما أثر على شكل انتخاب السيسي الذي وصفاه بأنه تم وفق إجراءات ديمقراطية، وحظي بنسبة ما كان ليخجل منها حسني مبارك وهي 96%.


وعلى صعيد سبل استيعاب الآخر، التي اتخذها النظام المصري، تجاه جماعة الإخوان، مقارنة بالنظام التونسي، أشار الخبيران إلى أن مصر اتخذت خطوات عقابية ضد جماعة الإخوان وحظرت حزبهم وصنفته كمنظمة إرهابية، وتعاملت بقبضة حديدة مع حركات مثل 6 إبريل وكفاية، بحسب وصف الكاتبين.


 وذهب الباحثان إلى أن وسائل الإعلام المصرية تحولت بشكل كبير إلى وسائل إعلام حكومية، تشبه في وضعها إلى حد كبير ما كانت عليه أيام الرئيس المصري الأسبق، حسني مبارك، وأكدا أن تدهور الأحوال الأمنية والاقتصادية دفع الحكومة المصرية إلى اتخاذ مجموعة من الإجراءات الجريئة بهدف إحكام السيطرة على الأوضع في البلاد، وهي الإجراءات التي دفعت الكثيرين إلى الاعتقاد بأن مصر عادت مرة أخرى إلى نقطة البداية عشية اندلاع ثورة الخامس والعشرين من يناير.


وقال الباحثان إنه من الصعب الحكم على مدى صحة أو خطأ وجهة النظر السابقة، لكن مقارنة بالجانب التونسي، يمكن استنتاج أن تونس أصبحت تنعم بالربيع، بينما مصر تعيش في "الخريف".


وخلص الباحثان إلى أن مصر في انتظار ثورة سياسية تتمثل في التصالح مع الآخر، والوصول إلى تسوية سياسية تشبه مع حدث في التجربة التونسية.


يذكر أن البروفيسور إيلي فودة، محاضر في قضايا الإسلام والشرق الأوسط في الجامعة العبرية، والبروفيسور دانيال زيسنوين، باحث بمركز موشيه ديان للدراسات السياسية والاستراتيجية بجامعة تل أبيب.