التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 09:45 ص , بتوقيت القاهرة

حوار| هذه حكايتي مع المثلية الجنسية

<p dir="RTL" style="text-align: justify;">كتب - أحمد الصديق:</p><p dir="RTL" style="text-align: justify;">أعادت قضية حمام باب البحر، التي فجرتها منى عراقي، مقدمة برنامج "المستخبي" على القاهرة والناس، موضوع المثليين جنسيا لبؤرة الاهتمام، وأصبح مثليو الجنس يخشون الملاحقات الأمنية أكثر، أردنا أن نتعرف عليهم عن قرب، ودون مغالاة أو حكم، من خلال الحديث مع واحد منهم، ورغم موافقته على التصوير مع تمويه صورته، إلا أنه قبل إجراء الحوار بساعات معدودة رفض التسجيل وذكر الاسم، خوفا من ملاحقات الأمن، فقررنا أن نجري معه حوارا مكتوبا.</p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><img src="https://dotmsrstaging.s3-eu-west-1.amazonaws.com/uploads/uploads/unnamed-6-1421170894.jpg" /></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><img src="https://dotmsrstaging.s3-eu-west-1.amazonaws.com/uploads/uploads/unnamed-7-1421170965.jpg" /></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="color:#FF0000;"><strong>عرفنا بنفسك؟</strong></span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;">أنا اسمي "ب.و"، ساكن في المعادي، وخريج جامعة القاهرة كلية آداب قسم عبري دفعة 2010، ومثل جيلي وأجيال سابقة لم أحصل على وظيفة بمؤهلي وعملت بعدد من الوظائف منها في إحدى شركات النقل البحري، وأخرى في مجال حقوق الإنسان.</p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="color:#FF0000;"><strong>أنت مثلي الجنس ودائما يقال إن المثلي إما تعرض لتحرش أو اغتصاب في الطفولة ليصبح كذلك.. هل حدث ذلك معك؟</strong></span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;">الحقيقة لم أتعرض لأي نوع من المضايقات الجنسية أو حوادث التحرش، سواء عندما كنت صغيرا أو الآن، وأنا من عائلة ميسورة الحال، والمعادي من المناطق الراقية بالقاهرة، وما يشاع في وسائل الإعلام أن الإهمال وقلة المال والعشوائية سبب في انتشار المثلية الجنسية غير صحيح بالمرة، لأن هناك العديد في الطبقات الراقية وغيرها مثليون جنسيًا دون أن يتعدى أحد عليهم في الصغر.</p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="color:#FF0000;"><strong>كيف بدأت تدرك ميولك الجنسية؟</strong></span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;">الأمر بدأ في المرحلة الثانوية، إذ دعت إحدى كنائس المعادي شباب المنطقة إلى حفلة طارئة وضرورية، وتم عرض فيلم وثائقي عن المثلية الجنسية، وعند الانتهاء من الفيلم تم إخبارنا أن من يشعر أنه يمتلك تلك المشاعر عليه أن يتحدث إلى أحد القساوسة ويصارحه بها، وهنا كانت الأزمة الأولى، فقد أحسست أني أمر بنفس التجربة التي رأيتها في الفيلم الوثائقي، وترددت كثيرًا في أن أخبر الكاهن بها، إلا أننى اخترت أحدهم وأخبرته، ولكنه واجهني بشكل قاس، ومن وقتها انقطعت علاقتي بالكنيسة.</p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="color:#FF0000;"><strong>في مرحلة المراهقة يبدأ الشباب في التعرف على الفتيات، هل حاولت أن تقترب من إحدهن</strong></span><span style="color:#FF0000;"><strong>؟</strong></span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;">أنا بالفعل لي أصدقاء كثر من الفتيات، ولكن من الناحية الجنسية لا أميل لهنّ، نحن أصدقاء، نتكلم كثيرا "لكن نظرة الشهوة عمرها ما كانت جوايا تجاه حد فيهم".</p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="color:#FF0000;"><strong>هل تعتبر المثلية الجنسية مرضًا نفسيًا يمكن المعالجة منه؟</strong></span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;">المثلية الجنسية مش مرض، ‘حنا ناس ربنا خلقنا كده، مختلفين، عندي ميول غير اللي عند الرجالة، مع إني ليا نفس هيئتهم الجسمانية، بكل تفاصيلها، بس عمري ما حبيت أكون الطرف الذكوري في أي علاقة.</p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="color:#FF0000;"><strong>ما هي الأزمات التي تعانى منها في المجتمع المصري؟</strong></span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;">المجتمع المصري مليان عيوب وطول ما انت محدش شايفك أنت في امان، اول ما تطلع للنور المجتمع كله يصب غضبه عليك،احنا بيتم اهانتنا دايمًا بدون سبب ربنا هو اللى خلقنا كده ده مش اختيارنا، احنا دايمًا خايفين من الاهل والجيران ومؤسسات الدولة والعار ومخلفات المجتمع الشرقي التى تطاردنا كل حين واخر، انا مش هطلب من المجتمع المصري أنه يعترف بحقوقي كاملة لكن عايزه يحترم اختياراتي طالما لم تضر احد</p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="color:#FF0000;"><strong>هل تقابلك مشاكل في المجتمع لمثليتك الجنسية؟ وكيف تتعامل معها؟</strong></span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;">أنا والدي مهندس، ووالدتي ربة منزل، وعندي أخت واحدة، أعتقد إنهم لوعرفوا ممكن يحصلهم حاجة، غير العار اللى هيلاحقهم، وطبعًا أختى هتبقى أكتر شخص ممكن يتضر فينا، أنا وغيري مؤمنين إن المجتمع مش هيقبلنا أبد في الوقت الحالي، لسه مشوارنا طويل، وإحنا هنكمله للنهاية، وزي ما قلتلك ده مش اختيارنا، ده ربنا اللى اختار لنا.</p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="color:#FF0000;"><strong>كيف ترى أصحاب الميول المثلية داخل المجتمع المصري؟</strong></span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;">المثليين كتير، وفي مراكز ومناصب مختلفة، بس في "عزلة" عن المجتمع العام، وفعليًا لينا جروبات على فيس بوك، سرية وممنوع دخول أي حد عليها إلا لما يكون ثقة، ولينا أماكن تجمعات في وسط البلد والزمالك والمعادي، حتى الإكسسوارات لينا حاجات خاصة بنلبسها، وكمان بنختار عربة مترو معينة نتقابل فيها، وغالبًا بتكون الباب الأول لأول عربة بعد عربات السيدات، الخلاصة إحنا موجودين ومتعايشين مع المجتمع رغم إنه رافضنا.</p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="color:#FF0000;"><strong>كيف تفكر في مستقبل؟</strong></span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;">أحاول أن أجمع أكبر قدر من المال حتى يتسنى لي الانفصال عن عائلتي، لأعيش بإحدى الشقق مع "شريك حياتي" الذي اخترته، ولنا خطط مستقبلية عديدة سنحققها معا، وأحلم أن يكون لنا أولادا، نعتنى بهم ونربيهم.</p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><strong><span style="color:#FF0000;">وكيف ستنجبان؟</span></strong></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;">"زي ما قلتلك في مجتمعات كتيرة أوى داخل المجتمع المصري ماحدش يعرف عنها حاجة، إنت ممكن تجيب واحدة ست تحمل مكانك وتدفعلها فلوس، في مقابل إنك تحتفظ بالطفل وأنا فعليًا قررت أعمل كده".</p>