التوقيت السبت، 23 نوفمبر 2024
التوقيت 02:39 ص , بتوقيت القاهرة

معارضون لـ"دوت مصر": ترشح البشير يضع السودان في مواجهة المجهول

لم يتفاجأ العالم كثيرا بإعلان الرئيس السوداني، عمر البشير، ترشحه للانتخابات الرئاسية التي ستجرى في الـ 13 من إبريل المقبل، في ظل مقاطعة عدد كبير من القوى السياسية عن المشاركة وعزوف المنظمات الدولية عن متابعة الانتخابات الرئاسية.


السودان الذي يعاني طقسا قارص البرودة لم يشهده منذ سنوات تأثرا بالموجة الباردة التي اجتاحت المنطقة العربية، أصيب المشهد السياسي فيه بالتجمد منذ مطلع العام الجديد في ظل هدوء يشوبه نوع من اليأس يسيطر على الشارع السياسي، لكنه ربما يكون مهيئأ للاشتعال في الأشهر القليلة المقبلة عقب إعلان البشير ترشحه رسميا.



أعطى المجتمع الدولي بعض الإشارات السالبة حول موقفه من ترشح البشير، فقد اعتبر البعض رفع اسم البشير من لائحة المطلوبين على قائمة المحكمة الجنائية الدولية بمثابة الضوء الأخضر للبشير للترشح لولاية ثالثة على سدة الحكم في السودان مقابل تسوية سياسية ربما "تطبخ" في الخفاء.



وفي هذا السياق أكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهري، صلاح الدومة، في اتصال هاتفي من الخرطوم لـ"دوت مصر"، أن الأرض ممهدة أمام المؤتمر الوطني، الحزب الحاكم في السودان، للاستمرار في السيطرة على مفاصل الحكم في البلاد، في ظل الضعف الكبير الذي تعاني منه الأحزاب الرافضة للانتخابات، والتي لاتحظى بدعم سياسي قوي في الشارع السوداني.


وأوضح "الدومة" أن المجتمع الدولي يرتب لصفقة مع نظام البشير لتمرير الانتخابات المقبلة مقابل الاستفتاء على انفصال منطقة "أبيي" وإعطاء بعض سبل الحكم الذاتي لمنطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، مشيرا إلى أن علاقات السودان بالقوى الغربية خاصة أمريكا في الغرف المغلقة تختلف تماما عما يصدر في الإعلام .



ولم يخف القيادي في حركة جيش تحرير السودان، حسين أركو مناوي، توقعه لسيناريو تزوير الانتخابات المقبلة في السودان، كما قال في اتصال هاتفي لـ "دوت مصر" من لندن، حيث أكد أن الانتخابات مجرد سيناريو معد مسبقا مع القوى السياسية الموالية لنظام البشير والتي ستؤدي فيه دور "الكومبارس" بامتياز لإعطاء العملية الانتخابية قدرا من الشرعية.


وأكد "مناوي" أن الحركات المسلحة لن تشارك في هذه الانتخابات مالم يكن هنالك سلام عادل وشامل يحل الأزمات السياسية في السودان، مضيفا أنهم يحققون مزيدا من الانتصارات على الجيش السوداني على الأرض، وأنه ليس من المستبعد التصعيد العسكري لاستهداف الخرطوم في الأشهر المقبلة حال فرض البشير كرئيس لولاية جديدة على الإرادة الشعبية السودانية.



على صعيد آخر، أكد نائب رئيس الجبهة الوطنية العريضة، أزهري مدني لـ "دوت مصر" أن إسقاط نظام البشير لن يتم الا عبر توحد القوى السياسية والعسكرية تحت لواء واحد، والعمل بكل السبل المتاحة على رأسها الحلول العسكرية لإسقاط النظام في ظل وجود مليشيات عسكرية تفوق في قواتها وتعدادها الجيش السوداني ترهب المواطنين من النزول للشارع وتطوق كل مداخل الخرطوم.


وأوضح "أزهري" أن السودان على شفا الانفجار في ظل وضع سياسي متأزم، وتعنت واضح من قبل نظام البشير، مضيفا أن الدول المجاروة للسودان لن تسلم من أثر الحرب الأهلية التي سيؤول لها السودان في حال استمرار هذا النظام، وأول هذه الدول هي مصر التي  لولا دعمها لنظام البشير طيلة الفترات الماضية لسقط من أول جولة.