قررت الحكومة البريطانية منع التمويل عن منظمة خيرية إسلامية كبرى، بسبب وجود صلات لها مع جماعة الإخوان وحركة حماس، حسب صحيفة "تليجراف" البريطانية.

وقالت الصحيفة في تقرير لها، اليوم الأحد، إن وزير الدولة لشؤون الجمعيات والإدارة المحلية، إريك بيكليس، قرر اتخاذ الخطوة ضد منتدى الجمعيات الخيرية الإسلامي، بعدما كشفت الصحيفة عن وجود صلة بين المنتدى وجماعة الإخوان وحركة حماس.

وذكرت الصحيفة أن المنتدى الذي كان قد حصل على 250 ألف جنيه إسترليني، تمويلا من الحكومة البريطانية، هو مظلة لمجموعة من منظمات الإغاثة الإسلامية التي تعمل في 71 دولة حول العالم، ويصل مجموع دخلها 108 مليون جنيه إسترليني.

وأشارت الصحيفة إلى تقريرها الذي نشرته في أواخر سبتمبر الماضي، حول تمويل المنظمات الخيرية الإسلامية في بريطانيا، والذي بسببه قامت الحكومة بمراجعة أنشطة الجمعيات الخيرية، وبحسب الصحيفة أدت المراجعة لزيادة القلق والانتقادات لصلة المنتدى بشخصيات متطرفة حضرت عدة فعاليات في بريطانيا.

وبحسب الصحيفة أيضا، فإن المنتدى الذي أنشأ في 2007، بمثابة مركز تدريب وأبحاث ونقطة اتصال بين المنظمات الإسلامية، وتلقى العام الماضي 110 ألف جنيه إسترليني، على دفعتين من وزارة شؤون الجمعيات، كجزء من عقد لإنشاء مشروعات في 6 مدن بريطانية، مع ممثلين من 10 أديان من حول العالم.

وكان من المفترض أن يحصل المنتدى على 138 ألف جنيه إسترليني أخرى هذا الشهر، إلا أن هذه المنحة تم شطبها بعد قرار الحكومة، كما سيتم منح عقد المشروع لمنظمة أخرى في وقت آخر من هذا العام.

وذكرت الصحيفة، أن القرار يشمل أيضا، منظمة المساعدة الإسلامية، وهي عضو بالمنتدى، وستخسر تمويل حكومي قيمته 6000 جنيه إسترليني، بعدما دعت المنظمة شخصيات متطرفة للحديث في إحدى الفعاليات التي استضافتها.

وقال الوزير بيكليس، في تصريحات لـ"تليجراف"، إنه يأمل في أن يكون من الواضح بعد هذا القرار عزم الحكومة على وقف تمويل أي أنشطة على صلة بأشخاص يروجون للكراهية والانقسام والعنف. وأشارت الصحيفة إلى التحقيق الذي أمر به رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، بشأن جماعة الإخوان، بعد مخاوف من دعم الجماعة للأفكار المتطرفة التي تشجع الشباب البريطاني على الانضمام للجماعات الجهادية في سوريا والعراق.

وأكدت الصحيفة أن جماعة الإخوان، رغم إصرارها على عدم دعمها للعنف، إلا أن الصحيفة كشفت عن شبكة معقدة من العلاقات مع 60 منظمة في بريطانيا، تنوعت بين منظمات خيرية ومراكز دراسات وقنوات تليفزيونية، وكلها أصبحت تخضع للمراجعة من قبل الحكومة.

ورفض المتحدث باسم المنتدى انتقادات الحكومة البريطانية، قائلا "إن منتدى الجمعيات الخيرية الإسلامي أصيب بالإحباط من قرار الحكومة، وأنهم يبحثون كل الخيارات للاعتراض على القرار والاتهامات الموجهة لهم".

فيما أنكر المتحدث باسم منظمة المساعدة الإسلامية الاتهامات، قائلا "إن منظمته تشعر بالمفاجأة والغضب والإحباط من قرار منع التمويل الذي سيؤثر على سمعة المنظمة وأعمالها التي تقوم بها في بريطانيا والعالم منذ 2003".