صور| كيف يمكن القضاء على داعش في 3 خطوات
في الوقت الذي خرج تهديد تنظيم داعش من المناطق التي يسيطر عليها في العراق وسوريا، ليصل إلى القارة الأوروبيىة وغالبية الدول العربية ومنها مصر، هل هناك استراتيجية يمكن اتباعها تريح العالم من هذا التنظيم المتطرف نهائيا؟
عرض القائد في سلاح الجو الفرنسي، أنتوان لكا، استراتيجية تتكون من ثلاث خطوات للقضاء على تنظيم داعش الذي أصبح يشكل تهديدا قويا على فرنسا، خاصة بعد قيام مسلحين بهجوم على مجلة "شارلي إبدو" الإسبوعية، وقتل 12 شخصا على الأقل.
وأوضح لكا في بداية حديثه لصحيفة "لوفيجارو" الفرنسية أنه ينبغي شن حرب شاملة على هذا التنظيم الذي تمكن من نقل الخطر الجهادي داخل المدن الفرنسية.
وتابع "لكا" أن تدمير داعش يستلزم الهجوم على جميع مراكز خطورته، والتي تشمل قدراته العسكرية وقوته البشرية ومصادره المالية، فما محاور هذه الاستراتيجية التي تمكن التخلص من تنظيم داعش؟
- قوة عسكرية إسلامية لقتال داعش
مع انتظار تشكيل حكومة عراقية يمكنها السيطرة على الخلافات الدينية، وعدم قيام التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بالتدخل الأرضي ضد التنظيم الإرهابي، بات من اللازم نشر قوات إقليمية موحدة تحت لواء الأمم المتحدة.
ينبغي هذه القوات أن يتم تشكيلها من الدول الإسلامية السنية المجاورة للعراق، لأنه بدون ذلك سيتم اعتبار أي تدخل على أنه تدخل صليبي، الأمر الذي سيعطي داعش وحلفاءه الحجة لاستخدامها في البروباجاندا التي يشنها لتجنيد متطوعين جدد، لذا فإن مجلس التعاون الخليجي الذي يمتلك قدرات عسكرية جيدة يمكنه تشكيل هذه القوة الجديدة.
نشر هذه القوة الجديدة على الحدود بين سوريا والعراق سيمكنها من قطع الدعم اللوجستي بين ذراعي داعش في العراق وسوريا، كما أن سيطرة هذه القوة على البنية البترولية التي يستخدمها داعش سوف تحرم هذا التنظيم من الموارد المالية الأساسية، وستوقف سيارته ومدرعاته، كل هذا يضاف إلى أن وجود جنود على الأراضي في العراق، ستسمح بتحسين فاعلية الضربات الجوية للتحالف خاصة بتوفير معلومات استخباراتية هامة أو إرشادات مباشرة لمراكز داعش.
- وقف تزايد إقبال الأجانب على صفوف داعش
وفق المصادر، ومن بينها وزارة الخارجية الأمريكية فإن هناك 12 آلف جهادي أجنبي، انضموا إلى تنظيم داعش، هذا المد الأجنبي ساهم بقدر كبير في فاعلية الدعاية التي يشنها داعش على مواقع التواصل الاجتماعي، إضعاف داعش يتطلب إذا تكميم نشاطه الإعلامي.
من السهل برمجة محركات البحث على كلمات مفتاحية بكل اللغات مثل "داعش، والخلافة الإسلامية، ذبح" التي تملأ مواقع الانترنت ومسح جميع النتائج، أي معاملة التنظيم بالمثل عن طريق تشويهه في عيون الشباب وتغيير محتويات مواقع الإنترنت، من صور ونصوص دعائية للتنظيم، كل هذا يضاف إلى شن هجمات إلكترونية على المواقع الموالية للجهاد، وأخيرا مد شركات الطيران بهوية الأشخاص الموجودة على هذه المواقع، ومنعهم من الذهاب إلى سوريا والعراق عن طريق تركيا.
- ضرب المصادر المالية لداعش
يستند داعش على مصادر مالية تقدر بأكثر من 2 مليار دولار، أغلبها نتاج هبات خاصة وابتزاز السكان ونهب البنوك والفديات وأهم من ذلك تهريب النفط.
الاستهداف المنهجي لمصافي العراق التي يسيطر عليها تنظيم داعش وناقلات البترول ينبغي أن يكون له أثاره، إضافة إلى أن الطرق التي يستخدمها داعش لمكافأة مقاتليه وامتلاك الأسلحة والمعدات تكشف عن وجود مخازن لهذه الأموال، إذا بات من الضروري استهداف أماكن تخزين الأموال وتدميرها، كما ينبغي على الدول المختلفة أن تكرس كل طاقتها من أجل الكشف عن هوية الأشخاص والمنظمات التي ترسل الأموال إلى داعش لوقف هذه السيولة ومعاقبة الأطراف المانحة.
تدمير داعش يتطلب تصميم قوي وشجاعة سياسية كبيرة، فكما قال السياسي الفرنسي السابق بول رينو: "بين الكارثة ونحن، لا يوجد سوى حاجز إرادتنا".