بعد الهجمات الدامية في باريس، التي أودت بحياة عدد من الصحفيين ورجال الشرطة في هجوم شنه مسلحان على صحيفة "شارلي إبدو"، اتجهت أصابع الاتهام إلى تنظيم "داعش"، الذي أعلن عاصمته في "ولاية الرقة" شمال شرق سوريا، إلا أن أوروبا التي يعتبرها المتطرفون في الآونة الأخيرة هدفا في مرمى إرهابهم، بسبب مشاركة عدد من دولها في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد التنظيم في سوريا والعراق، كانت قد تعرضت من قبل لتهديدات من النظام السوري، بزعامة الرئيس بشار الأسد.

إعلان الحرب

"أوروبا ستدفع ثمن تسليح المعارضين السوريين".. كانت تلك كلمات الرئيس السوري، بشار الأسد، منتصف عام 2013، مضيفا: "سيكسب المقاتلون خبرة في الإرهاب، وسيعودون إليكم بعقائدهم المتطرفة".

وأشار الرئيس السوري وقتها إلى أن العمق الأوروبي سيصبح أرضا للإرهاب وستدفع أوروبا الثمن، تنبؤ كان أم تهديدا من الأسد، إلا أنه لم يكن المسؤول السوري الوحيد الذي يتوعد أوروبا بسبب دعمها للمعارضة على أرضه.

"المعلم" يتوعد

في الثاني والعشرين من شهر يونيو عام 2011، قال وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، في مؤتمر صحفي للغرب، "كفوا عن التدخل في الشأن السوري، لا تثيروا الفوضى ولا الفتنة"، ورأى المعلم في المؤتمر أن العقوبات التي فرضتها الدول الغربية على سوريا "توازي الحرب".

كما دعا وزير الخارجية السوري فرنسا إلى التوقف عن "التحريض وممارسة سياساتها تحت ستار حقوق الإنسان"، متهما باريس بأنها "تعيد إنتاج استعمارها القديم".

وانتقد الوزير السوري أوروبا بالقول إن بلاده ستتخذ إجراءات "مشددة" ضد أوروبا حال اعترفت بالمجلس الوطني الذي يمثل المعارضة، مضيفا: "سننسى أن أوروبا على الخارطة، وسأوصي قيادتي بتجميد عضويتنا في الاتحاد من أجل المتوسط"، مشيرا إلى أن دمشق جمدت اتفاقية "حوارنا من أجل الشراكة الأوروبية".

وحمل الوزير السوري نظيره الفرنسي مسؤولية موقف أوروبا من الأزمة السورية، معتبرا أن "أفكاره قد تكون مستقاة من تاريخ فرنسا الاستعماري"، وأن جوبيه "لن يكون له تأثير في الشأن السوري إطلاقا".

المفتي يهدد بـ "استشهاديين"

أما مفتي سوريا، أحمد حسون، فقد هدد أوروبا وأمريكا في 10 أكتوبر 2011 بعمليات انتحارية ينفذها أشخاص متواجدون بالفعل في أوروبا وأمريكا في حال تعرضت بلاده لأي قصف أو اعتداء.

وقال حسون في مقطع فيديو تم بثه على موقع التواصل الاجتماعي "يوتيوب": "مع انطلاق أول قذيفة صوب لبنان وسوريا، سينطلق كل أبنائهما وبناتهما ليكونوا استشهاديين على أرض أوروبا وفلسطين".

وأوضح حسون "أقولها لكل أوروبا وأمريكا سنعد استشهاديين هم الآن عندكم إن قصفتم سوريا أو قصفتم لبنان، فبعد اليوم العين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم وأنتم من ظلمتمونا".

أضاف "سنقول لكل عربي ولكل إنساني: لا تعتقدوا أن من سيقوم بالاستشهاد في أراضي فرنسا وبريطانيا وأمريكا سيكونون عربا ومسلمين، بل سيكونون محمد درة جديد وسيكونون كل الصادقين الجدد".