قالت صحيفة "هفنجتون بوست" الأمريكية إن قرار مجلس التعاون الخليجي بالتخلي عن الخطط التي كانت تهدف لتوحيد نظام تشغيل العمالة بين الدول أعضاء المجلس، ربما يفرض ضغوطا جديدة على قطر لإصلاح نظام الكفالة الذي تتبناه في الوقت الراهن، والذي أدى إلى انتهاك حقوق قطاع كبير من العمالة على الأراضي القطرية، الأمر الذي دفع باتجاه توجيه انقادات حادة للسلطات الحاكمة في قطر خلال الفترة الأخيرة.

وأضافت الصحيفة الأمريكية البارزة أن فشل دول الخليج في التوصل إلى اتفاق في هذا الشأن يأتي في الوقت الذي تتجه فيه قطر لمناقشة كيف يكون الإصلاح، خاصة مع اقتراب مناقشة مدى سلامة الموقف القطري من استضافة المونديال في 2022 أمام البرلمان الأوروبي في 21 يناير، والتي قد تؤدي إلى مزيد من الانتقادات في حالة عدم اتخاذ خطوات جدية من شأنها إنهاء أزمة العمالة.

من جانبه، قال ثيو زفانتسيجر، عضو اللجنة التنفيذية بالإتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا، أن هناك حالة من عدم الصدق لدى الإمارة الخليجية في تعديل أوضاع العمالة لديها، مؤكدا أن الفيفا قد تتخذ قرارا بسحب تنظيم المونديال من قطر، إذا لم يتم اتخاذ خطوات جدية لإنهاء ازمة العمالة هناك. وشدد على ضرورة إلغاء نظام الكفالة، موضحا أن هذا النظام بضع العمال تحت رحمة أرباب العمل.

وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن قطاع كبير من القطريين يرون أن هناك حاجة ملحة لتحسين أوضاع العمالة المهاجرة في بلادهم، إلا انه يخشون من جراء منحهم المزيد من الحقوق، خاصة وأن ذلك قد يؤدي إلى مزيد من التداعيات السلبية على مستقبلهم ومستقبل أولادهم فيما بعد. وأضافت أن البعد الثقافي ربما يمثل تحديا أخر، خاصة وان القطريين لا يمثلون أكثر من 12% من الكثافة السكانية داخل الإمارة، وبالتالي فخصوصية الثقافة القطرية تبدو مهددة إلى حد كبير.

وأضافت الصحيفة أن تلك المخاوف ربما تكون الدافع الرئيسي الذي يمنع القطريين عن اتخاذ أية خطوات من شانها المخاطرة بحقوقهم في المستقبل داخل بلادهم، إلا أن هذا النهج ربما يقوض مصداقية الدولة أمام جيرانها بل وامام المجتمع الدولي ككل.