التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 09:58 م , بتوقيت القاهرة

من هم مجوس الميلاد؟

لا تنفصل قصة ميلاد المسيح عن المجوس، والمجوس هم علماء فلك يدرسون الكواكب، ورأوا نجما غريبا يدل علي ميلاد ملك فجاءوا من بلاد المشرق يبحثون عنه ويقدمون له الهدايا ولكن من هم المجوس ولماذا ظهر النجم لهم.


المجوس كلمة مأخوذة عن كلمة "ماجو" الفارسية، والتي تعني كاهنا أو عالما بالفلك وذكرت في العهد القديم في نبوتي إرميا ودانيال، فمن رؤساء بابل الذين دخلوا أورشليم بعد أن فتحها نبوخذ نصر ملك بابل، وجلسوا في الباب الأوسط "نرجل شراصر رئيس المجوس" (إر 39: 3و 13)


وكان الفرس والماديون والبابليون يستخدمون كلمة "مجوس" للدلالة على الكهنة والحكماء، وكان المجوس ينقسمون إلي خمس فئات: "الهارتوميم" أي مفسرو الكتابات المقدسة وقارئو العلاقات،  و"الأشافيم" وهم قارئو الأفكار أو مستحضرو الأرواح،  و"الميكاشفيم" وهم طاردوا الأرواح الشريرة والسحرة، و"الجوزريم" وهم قارئو النجوم وعلماء الفلك، و"الكاديم" وهم الكلدانيون.


وكان المجوس يحسبون بين المنجمين، أي الذين يتنبأون عن الأحداث بقراءة النجوم، ويقول هيرودت إن الحكام الشرقيين كانوا عادة يستخدمون معرفة المجوس بالتنجيم وتفسير الأحلام، للاسترشاد بها في إدارة شؤون البلاد.


وفي العهد الجديد يذكر أن المجوس جاءوا من المشرق ولم يحدد بلدا معينا ولكن من الأرجح أنهم جاءوا من فارس، حيث كان هذا الاسم يطلق على كهنتهم.


وكان المجوس من  دارسي فلك ومولعين برصد حركات النجوم وعلاقتها بالحوادث التي تجري على الأرض وقد استغرقت رحلتهم ثلاثة أشهر حتى يصلوا إلى بيت لحم.


وكل ما أُوحِيَ للمجوس أن هناك نجما في المشرق وهذا النجم له صلة بميلاد ملك اليهود لأنه رجاء عالمي وملوكيته تشملهم، وهذا النجم له علاقة  بنبوة بلعام بن بعور، وهو أيضا منجِم تنبَأ وقد تكلَّم عن هذا النجم، وذلك قبل المجوس بألف وخمسمائة سنة، وكان كلامه نطقا مباشراً من الله كنبوَّة صادقة أُخذت رسمياً أنها تشير إلى المسيَّا ملك اليهود الآتي.


ونطق  بلعام بنبوَة تُحسب أنها أقوى وأوَّل نبوَّة قيلت عن المسيح وعن نجمه من فم هذا النبي الأُممي: وحي بلعام بن بعور، وحي الرجل المفتوح العينين، وحي الذي يسمع أقوال الله ويعرف معرفة العلي، الذي يرى رؤيا القدير ساقطا وهو مكشوف العينين: عدد: 24 : 17 (: 17أَرَاهُ وَلكِنْ لَيْسَ الآنَ. أُبْصِرُهُ وَلكِنْ لَيْسَ قَرِيبًا. يَبْرُزُ كَوْكَبٌ مِنْ يَعْقُوبَ، وَيَقُومُ قَضِيبٌ مِنْ إِسْرَائِيلَ، فَيُحَطِّمُ طَرَفَيْ مُوآبَ، وَيُهْلِكُ كُلَّ بَنِي الْوَغَى.)


وهكذا وبناء على نبوَّة بلعام، يكون نجم المجوس حقيقة وتصديقاً لنبوَّة سابقة من فم الله نفسه على لسان نبي أُممي، والمجوس وبلعام من بلد واحد وزملاء مهنة واحدة ورؤيا واحدة مشتركة، بلعام رأى  والمجوس طبَّقوا الرؤيا على الواقع.


وهكذا حقَّق المجوس ما رآه جدُّهم بلعام منذ 1400 سنة، وهكذا اشترك الأُمم في فرحة المجيء للمسيح وقدَّموا له هداياهم، أمَّا عدد المجوس فيقدِّرهم البعض بثلاثة وفقا  لعدد الهدايا: ذهباً ولباناً ومُرًّا.


واستقر في التقليد أن أسماءهم: ملخيور، وبلتاصر، وكاسبار. وكان هدف المجوس من رحلتهم الشاقة هو(أيْنَ هُوَ الْمَوْلُودُ مَلِكُ الْيَهُودِ؟ فَإِنَّنَا رَأَيْنَا نَجْمَهُ فِي الْمَشْرِقِ وَأَتَيْنَا لِنَسْجُدَ لَهُ؟)(مت: 2 : 2 )


ومن هذة النقطة بدأت رحلة بحث الملك هيرودس عن الطفل ليقتله وبسبب زيارة المجوس لهيرودس الملك حدثت مجزرة قتل أطفال بيت لحم وتحققت نبؤة العهد القديم "راحيل تبكي على أولادها وما من معزي"، وبسبب هذه الزيارة أيضا هرب الطفل يسوع وأبويه إلى مصر خوفا من بطش هيرودس الملك.