التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 06:08 م , بتوقيت القاهرة

"الوفاق" في البحرين.. بين المواجهة وشد الأذن

"علي سلمان" اسم تردد كثيرا خلال الأسبوع الماضي، في الأوساط الخليجية، وعلى ساحة التواصل الاجتماعي "تويتر"، من خلال إطلاق العديد من الهاشتاجات بعنوان #علي_سلمان، الذي حقق 4 آلاف تعليقا حتى الآن، و#الشيخ_علي_سلمان، الذي حقق ما يقرب من 20 ألف تعليقا، بعد اعتقال سلطات الأمن البحرينية له يوم الأحد الماضي.


ويشغل "سلمان" منصب أمين عام "جمعية الوفاق الإسلامية" بمملكة البحرين، التي تمثل جبهة المعارضة الرئيسية، وتسبب اعتقاله في العديد من ردود الفعل سواء من داخل المملكة أو من خارجها، منها تنديد مفوضية حقوق الإنسان الدولية، وردود فعل دولية من قبل الاتحاد الأوروبي، وأيضا "إيران"، التي صرح مساعد وزير خارجيتها، حسين أمير عبداللهيان، قائلا: "البحرين غير قادرة على تحمل تبعات اعتقال أمين عام جمعية الوفاق".


من ثم جاء بيان دول مجلس التعاون الخليجي، أمس الخميس، مستنكرا التدخلات الإيرانية المتكررة في شؤون المنطقة، مشيرا إلى رفض ردود الفعل والتصريحات التي صدرت عن وزارة الخارجية الإيرانية بشأن التحقيقات التي تُجريها النيابة العامة في مملكة البحرين، مع الشيخ علي سلمان.


أضاف البيان الصادر عن الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، عبداللطيف الزياني، أن التحقيقات التي تجريها النيابة العامة مع "سلمان"، تستند إلى القوانين والأنظمة المطبقة على جميع المواطنين دون تفرقة، مؤكدا على نزاهة القضاء البحريني، الذي يحافظ على حقوق جميع المواطنين.


ولقراءة أوضح للموقف، ذكرت مصادر دبلوماسية بالسفارة المصرية بالمنامة لـ"دوت مصر"، أن إيران على مدار 3 سنوات أو أكثر اعتادت التعليق على ما يحدث داخل المملكة من تظاهرات، ومناوشات بين المعارضة أو المتظاهرين والأمن، ما كان يترتب عليه بيانات رافضة من قبل مجلس التعاون الخليجي، للدفاع عن البحرين وشؤونها الداخلية.


أضافت المصادر أن هذا الموقف ليس بجديد بشكل عام، لكن الموقف التصعيدي الذي اتخذته البحرين هذه المرة، الذي شبهته المصادر بأنه ردة فعل قوية بعد إصرار المعارضة على عدم المشاركة في أي عملية سياسية رسمية، خصوصا بعد مقاطعة الانتخابات التشريعية التي جرت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، التي كانت المملكة تعقد عليها آمالا كبيرة في تحقيق الاستقرار، وقالت لـ"دوت مصر": "يبدو أن صبر البحرين قد نفذ، ومن الواضح أيضا أن القضاء قرر المواجهة مع جمعية الوفاق".


وعن احتمالية استجابة البحرين للضغوط التي تمارس عليها للإفراج عن علي سلمان، أوضحت المصادر أن هذا أمر لم يُعلن عنه، ولا توجد مؤشرات دالة عليه حتى الآن، لكن احتمال تهدئة الأوضاع قائم ولو بقدر بسيط، مضيفة "من الممكن أن تكتفي البحرين بما حدث حتى الآن وتفرج عن "سلمان"، وتبقى شدة ودن فقط ردا على ممارسات المعارضة".


تجدر الإشارة إلى أن النيابة العامة البحرينية أعلنت عن اعترافات الشيخ علي سلمان، بتلقي المعارضة البحرينية عروضا من مجموعات أجنبية لتزويدها بالسلاح، لكنها رفضت هذا العرض.


من جانبه صرح وزير شؤون الإعلام البحريني، عيسى عبد الرحمن الحمادي، في تصريحات صحفية، إلى أن النظام الإيراني دائما ما يتدخل في الشأن الداخلي، كما وصف تصريحات مساعد وزير الخارجية الإيراني بالمرفوضة، وقال: "من شأنها أن تؤثر على العلاقات الإقليمية". وأضاف: "أن إيران تمارس سياسات عدوانية، وتنتهج أسلوب التحريض السياسي والديني".


من ناحية أخرى تستمر المعارضة البحرينية في تصعيد الموقف على أراضي المملكة، فعلى سبيل المثال كانت هناك مسيرات معارضة بالأمس الخميس، ودعوات بالاعتصام للمطالبة بالإفراج عن الشيخ علي سلمان، كما تداول المغردون المعارضون لقرار الاعتقال، صورة لطفلة يذكرون أنها ابنته، نبأ، التي تبلُغ من العمر 5 سنوات، مكتوب عليها "أطلقوا صراح والدي".


 



 


إضافة إلى دعوة المعارضة للاحتشاد في صلاة اليوم الجمعة، في جامع الإمام الصادق، الذي يعد واحدا من أشهر المساجد في منطقة الدراز.