التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 04:32 م , بتوقيت القاهرة

عم كمال.. ميكانيكي "العقارية" مع وقف التنفيذ

"مبرحش المدرسة علشان بابا معهوش فلوس".. هكذا قالت حبيبة الابنة الصغرى للأسطى كمال النجار، الميكانيكي في الشركة العقارية المصرية لاستصلاح الأراضي، بعدما وقفت في ركن تلك الحجرة الوحيدة في بيت من الطوب اللبن، تعيش فيها هي ووالدها العاجز وعمتها وأخيها المتأخر عقليا، تنظر لي وكأني المنقذ الذي سيأخذها من يدها ويذهب بها للمدرسة.


تعود قصة الأسطى كمال، إلى وقت تعددت فيه الوقفات الاحتجاجية للعاملين بشركات استصلاح الأراضي الوطنية "العقارية المصرية" و"مساهمة البحيرة"، للمطالبة بصرف أجورهم المتأخرة منذ شهر يونيو الماضي، وإسناد أعمال للشركات وتطهيرها من الفساد.


ورصدت كاميرا "دوت مصر" أحوال أحد عمال الشركة، في رحلة إلى مركز حوش عيسى بمحافظة البحيرة، حيث يعيش فيها الكثير من عمال "العقارية المصرية".


البداية كانت من منزل الأسطى كمال النجار، والذي كان يعمل ميكانيكيا لآلات الشركة لمدة تجاوزت الثلاثين عاما، حيث يقول كمال، متلعثما بعدما أصابه الشلل نتيجة الجلطة: "أنا كنت أحسن مكانيكي في الشركة العقارية، بس العيا رقدني، والشركة وقفت حالي، ومراتي سابت البيت ومشيت علشان مفيش فلوس".


بينما قالت شقيقة الأسطى كمال، إن أخيها أصيب بجلطة أدت إلى توقف الجزء الأيسر من جسمه، نتيجة لعدم قدرتهم على علاجه بسبب تأخر صرف المرتب لأكثر من 6 أشهر.


ومن جهتها، قالت زوجته: "تركت المنزل بسبب تراكم الديون عليا بعد مرض زوجي، وبعد أن بعت عفش البيت، وحبيبة سابت المدرسة لعدم مقدرتنا على دفع مصاريف المجموعة".


ومن جانبه، قال الشقيق الأكبر للأسطى كمال، وهو على المعاش: "إن هذا البيت المتواضع إيجاره في الشهر حوالي 250 جنيها، كنا نجمع له الأموال لعلاجه وندفع عنه الإيجار، والآن لا ندري من أين نأتي له بالمال".


تعد الشركة العقارية إحدى شركات استصلاح الأراضي، التي عملت في مشروع توشكى، وكذلك تطهير قناة السويس من الألغام في حرب 73، وأيضا رفع مخلفات خط بارليف، والعديد من المشروعات الأخرى، وتأسست الشركة منذ حوالي 116 عاما على يد طلعت باشا حرب، والذي كان أول رئيس لها، تم تحديثها في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر.