صور| "الشبورة".. متهم رئيسي في حوادث الطرق
6 قتلى و26 مُصابا هي حصيلة حادث تصادم وصف بـ "المروع" بين 18 سيارة على طريق مصر- إسكندرية الصحراوي، صباح أمس الخميس، قالت إدارة المرور أن "الشبورة المائية" تسببت في حدوثه.
ضعف الرؤية
أعاقت "الشبورة المائية" الرؤية مع الساعات الأولى لنهار الخميس، فتحذيرات الأرصاد الجوية لم تمنع من تصادم 18 سيارة على طريق مصر- إسكندرية الصحراوي.
تفاصيل الواقعة كشفتها تحقيقات نيابة أول أكتوبر، حيث انتقل فريق من النيابة إلى موقع الحادث واستمع لشهادات شهود عيان، الذين قالوا إن مقطورة كانت تسير على الطريق، قبل سقوط "كونتينر" كان على متنها بسبب انفجار أحد الإطارات، ما تسبب في انقلابها بعارض الطريق.
لم يتمكن قائدو السيارات القادمة من الخلف من رؤية المقطورة المقلوبة بسبب كثافة "الشبورة" فاصطدمت 7 سيارات أخرى، تبعها 10 سيارات، ليكون حصيلة التصادم 18 سيارة ما بين مقطورة ونقل وملاكي، ما أودى بحياة 6 مواطنين وإصابة 26 آخرين.
إرشادات مرورية
تحذر الإدارة العامة للمرور من خطورة "الشبورة الصباحية"، لذلك وضعت على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" بعض الإرشادات لتجنب خطورتها والقيادة بأمان على الطرق.
تشمل الإرشادات تهدئة السرعة قبل الدخول في الشبورة، إضاءة جميع الأنوار الخاصة بالسيارة مع وضع الإضاءة الأمامية في الوضع المنخفض، فتح زجاج السيارة بدرجة تمنع تكثف الماء داخلها، استخدام إشارات الانتظار أثناء الشبورة، استعمال مساحات الزجاج.
كما تتضمن استخدام آلة التنبيه على فترات متقطعة، وعدم التوقف على الطريق، وفي حالة تعطل السيارة يتم إيقافها بأقصى يمين الطريق، فضلا عن مضاعفة مسافة الآمان بين السيارات، والسير في الحارة الوسطى، مع الاسترشاد بالخطوط الأرضية تحسبا لوجود سيارة معطلة، واستخدام المثلت العاكس، وعدم التخطي.
مدرب القيادة الآمنة للسيارات إبراهيم نوح، يشير إلى أن "الشبورة المائية" تسبب ضعف الرؤية على الطريق أمام قائدي السيارات، وتقصر مدى الرؤية على بعد أمتار قليلة، ما قد يتسبب في حوادث مؤلمة على الطرق مهما كانت درجة الأمان والالتزام بإرشادات المرور، مفضلا عدم القيادة في أثناء الشبورة، والانتظار حتى تنكشف.
تقصير حكومي
أما الخبير المروري، اللواء مجدي الشاهد، فيحمّل الإدارة العامة للمرور مسؤولية حوادث الطرق التي تسببها "الشبورة المائية"، موضحا أن الإدارة أعلنت إنها أصبحت تمتلك غرف عمليات وكاميرات مراقبة على الطرق، فليس لها حجة.
ويشير إلى أن إدارة المرور من المفترض أن تغلق الطرق التي يكسوها "الشبورة" حتى تنكشف، أو تخصيص سيارات تابعة للمرور لقيادة السيارات على الطريق، مبينا أن الأرصاد الجوية تحذر من "الشبورة" قبيل حدوثها، إلا أن الإدارة العامة للمرور لا تحذر قائدي السيارات.
حوادث مستمرة
ولجأت الإدارة العامة للمرور إلى غلق الطرق في يناير الماضي، بعد أن اضطرت إلى غلق طريق مصر- إسكندرية الصحراوي أمام قائدي السيارات بسبب "الشبورة"، ما تسبب في ازدحام الطريق بالسيارات بعد انكشاف الشبورة.
وحادث الصحراوي لم يكن الأول من نوعه، فقد شهد الطريق نفسه في فبراير الماضي تصادم نحو 11 سيارة بسبب "الشبورة" ما أدى إلى إصابة 7 مواطنين، وشهد الطريق الصحراوي الشرقي ببني سويف تصادم 11سيارة للسبب نفسه، ولقى 3 حتفهم وأصيب 28 آخرين في حادث تصادم 18 سيارة بطريق القاهرة أسيوط الغربي.
ويشدد اللواء مجدي الشاهد على ضرورة تحرك الإدارة العامة للمرور، لتوفير طرق آمنة بديلة في حال كثافة "الشبورة"، واستخدام التقنيات الحديثة في توعية وتحذير قائدي السيارات.