93 عاما قضاها ابن محافظة أسوان مشغولا بالعلم، ترقى في أستاذية علوم التربية بجامعة عين شمس، حتى وافته المنية في التاسع من ديسمبر الحالي، وناله تكريم من وزير التربية والتعليم اليوم، بإطلاق اسمه على مسابقة ثقافية في المدارس الإعدادية تكريما له.

حامد عمار الملقب بشيخ التربويين المصريين من مواليد قرية "سلوا" بمحافظة أسوان في أقصى جنوب مصر، في 25 فبراير 1921، كما حصل على ليسانس الآداب من جامعة القاهرة، كما إنه أول مصري يحصل على الدكتوراه في اجتماعيات التربية في جامعة لندن عام 1952.

حملت رسالة الدكتوراه الخاصة بشيخ التربويين عنوان "التنشئة الاجتماعية في قرية مصرية"، بعدها عاد إلى مصر ليعمل بجامعة عين شمس، كما أصدر عمار عدة كتب في القضايا التربوية، منها كتابه الأول "العمل الميداني في الريف" في 1954، وأتبعه بكتب منها "في اقتصاديات التعليم" و"أعاصير الشرق الأوسط وتداعياتها السياسية والتربوية"، و"في آفاق التربية العربية المعاصرة من رياض الأطفال إلى الجامعة".

ألف عمار كتبا عن "تعليم المستقبل من التسلط إلى التحرر" و"مواجهة العولمة في التعليم والثقافة" و"التنمية البشرية في الوطن العربي" الذي نال عنه جائزة مؤسسة الكويت للتقدم العلمي في 1994 وهو العام الذي فاز فيه أيضا بجائزة الدولة التقديرية أرفع الجوائز في مصر آنذاك.

نال عمار في 2008 جائزة النيل في العلوم الاجتماعية وهي أكبر جائزة مصرية، كما سجل شيخ التربويين سيرته الذاتية في كتابه "خطى اجتزناها.. بين الفقر والمصادفة إلى حرم الجامعة" التي اعتبرها "رحلة طويلة مذهلة.. من مجتمع الزراعة البدائي واقتصاد الكفاف والاكتفاء بموارده الذاتية إنتاجا واستهلاكا إلى مرحلة آفاق مجتمع العولمة وعصر المعلوماتية".

ولشيخ التربويين إسهامات عربية في مجال التربية، حيث ساهم في تأسيس معهد الخدمة الاجتماعية بالأردن في 1970، كما أسهم في برامج مكتب صندوق الأمم المتحدة لرعاية الأطفال يونيسيف الإقليمي في أبوظبي بين عامي 1972 و1974، وكذلك تأسيس مركز التدريب على العمل الاجتماعي في العاصمة العمانية مسقط.

وساهم شيخ التربويين أيضا في وضع وثيقة إنشاء الصندوق العربي للعمل الاجتماعي التابع لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب في تونس 1982 وتأسيس المجلس القومي للطفولة والأمومة بمصر عام 1988، وقسم الدراسات التربوية في معهد الدراسات والبحوث العربية التابع للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم 2001.