نساء المترو يضربن فتاة رفضت ركوب شاب عربة السيدات
تعرضت باحثة بمعهد البحوث والدراسات الإفريقية، للاعتداء داخل إحدى عربات مترو الأنفاق المخصصة للسيدات، بسبب رفضها ركوب شاب العربة.
الحكاية كما ترويها الباحثة هايدي الشافعي، بدأت عندما صعد إلى عربة السيدات بالمترو الذي استقلته من محطة المطرية، شاب مع شقيقته في محطة كوبري القبة، فطلبت منه النزول في المحطة التالية، وصعود عربة أخرى.
كانت الشركة المصرية لإدارة وتشغيل مترو الأنفاق، قررت في ديسمبر 2007، تخصيص عربتين بمنتصف القطار بالخط الأول والثاني للسيدات، اعتبارا من الإثنين 7 يناير 2008، وذلك بدلا من أول عربتين، خصصتهما إدارة المترو قبل ذلك.
تقول "هايدي" إن شقيقة الشاب رفضت نزول أخيها من عربة السيدات بحجة أنه شقيقها، وأنها ردت على الفتاة قائلة: "أيوه بس هو مينفعش يركب هنا"، فصرخت فيها الفتاة: "انتي غبية ما بتفهميش.. بقولك أخويا وراكب معايا".
تشير "هايدي" إلى أنها ردت على تبرير الفتاة لركوب شقيقها عربة السيدات: "أخوكى بس مش أخويا، حضرتك ممكن تركبى معاه العربية هناك مختلطة". وحاولت عند توقف المترو في المحطة التالية "منشية الصدر"، طلب أفراد الأمن ليجبروا الشاب على ركوب عربة مختلطة، إلا أنه لم يستجيب أحد، حسبما تروي.
عربتا السيدات بالمترو إحداهما مخصصة للسيدات حتى التاسعة مساء فقط، والأخرى طوال فترة تشغيل المترو، وهذا مكتوب بخط كبير على العربتين، وبحسب "الشافعي"، فإن الواقعة حدثت في الرابعة والنصف من عصر الإثنين الماضي.
وفق ما تسرده "الشافعي"، لم يرق رفضها ركوب الشاب عربة السيدات بعض مستقلات العربة، حيث فوجئت بسيدة تجذب رقبتها من الخلف، وتحاول ضربها، فأزاحت يد السيدة عنها، فجاءت ابنة السيدة وقالت لها: "إنتي عايزة تضربي أمي".
أشارت هايدي إلى أنها أوضحت للفتاة، أنها تزيح يد أمها فقط عنها، فباغتتها الفتاة قائلة:"وكمان عاوزة تضربيها وسبتيها بألفاظ خارجة،" حسب قولها. ثم تعرضت للاعتداء من قبل السيدات الثلاثة بالضرب مسافة محطة كاملة، من "منشية الصدر" حتى محطة "الدمرداش".
عندما وصل المترو إلى "محطة الدمرداش" وفتح أبوابه، وفق ما تروي الشافعي، حاولت السيدة والفتاتان إخراجها بالقوة من العربة، لكنها أمسكت بعمود الاستناد المجاور لأحد أبواب المترو، وبدأت تصرخ، حتى تدخل المواطنون، وصعد أحدهم إلى العربة، وطلب من الشاب النزول، فنزل ومعه السيدة والفتاتين.
تشير "هايدي" إلى أن الثلاث سيدات حاولن مجددا، جذبها خارج المترو معهم لمواصلة الاعتداء عليها، إلا أنها تمسكت بعامود الاستناد جيدا، حتى أغلق المترو أبوابه.
لم تحرر هايدي الشافعي محضرا ضد الثلاث سيدات والشاب، بسبب ما وصفته بـ"الخضة" التي تعرضت لها، فضلا عن خوفها من أن تنزل لتحرير محضر ضدهم، فيعتدوا عليها مرة أخرى.
وترى أن ما حدث يتكرر في عربة السيدات، محملة السيدات أنفسهن مسؤولية ذلك لأنهن سلبيات، بالإضافة إلى تحميلها الأمن المسؤولية، مشددة على ضرورة أن يكون على كل رصيف أفراد أمن، مهمتهم منع ركوب الرجال في العربتين المخصصتين للسيدات.
"ده مسلم.. مسلم يا إرهابيين يا كفار يا أعداء الوطن".. تقول الشافعي، إن هذه الكلمات كانت توجهها لها السيدة التي تدخلت، لتدافع عن بقاء الشاب في عربة السيدات أثناء الاعتداء عليها، موضحة أنها تذكرت تلك الكلمات وهي في طريق العودة إلى المنزل.
تقول "هايدي" إنها شاهدت وقائع عديدة في المترو قبل واقعة الاعتداء عليها، وأن كل فتاة تستقل عربة السيدات شاهدت وقائع مشابهة لما حدث معها، وتشير إلى أنه في وقت سابق، أشهر 4 شباب مطواة في وجهها، لاعتراضها على ركوبهم إحدى العربيتين المخصصتين للسيدات، إلا أن الموقف مر بسلام، بعدما صرخ أحد الشباب الأربعة في حامل المطواة، بعدم إشهارها في وجه "حُرمة".