التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 11:42 م , بتوقيت القاهرة

نص مرافعة النيابة في قضية "مذبحة بورسعيد"

بدأ ممثل النيابة مرافعته في قضية مذبحة بورسعيد بتلاوة الآية القرآنية "وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا"، مطالبا من هيئة المحكمة بأن تضرب بيد من حديد على من تعدوا على حق البشر وحياتهم، حتى تنقذ المجتمع من لهيب القسوة والغدر والخيانة.

وتابع ممثل النيابة قائلا إن واقعة اليوم ليست سوى حلقة من حلقات ممتدة من زمن ليس بقصير من ممارسات لبعض المارقين المتعصبين أسالوا خلالها الدماء عقب ثورة شعبية رغب الشعب من خلالها في مستقبل زاهر، ولكن الفترة التي تلتها شهدت التخوين بين الشعب والتكفير، كما أن المجتمع في هذه الأثناء شهد انحرافاً مجتمعياً وخلقياً عند بعض المدفوعين بوهم ووسواس أن الفوضى يمكن أن تكون خلاقة.

وتابع ممثل النيابة العامة قائلا إنه لا عيب في انتماء مجموعة إلى ناد لأنه شعور صادق ومن القضايا الملحة في وقتنا، ولكن لا يجب أن يكون الانتماء أكبر من الانتماء إلى الوطن، ونحن بهذا لا ندعو إلى سلب الحرية، ولكن لا يجب فرض الفكرة بالقوة، مضيفا أن ما نجابهه هو التعصب وهو المعول لهدم وحدة و كرامة المجتمع ويهدم الدول، حيث فضت دول وهدمت بسبب تعصب المذاهب تحت وطأة التعصب لأندية رياضية وتم إراقة الدماء وخُطفت أرواح 73 من زهور الشباب والبلاد تخوض حربا ضد قوى الشر وقوى الإرهاب التي تمثلت في الدعوى الماثلة تحت لواء تشجيع أحد الأندية.

وأشار ممثل النيابة نحو المتهمين قائلا "إن من في القفص هم زمرة من الطغاة نتاج شرذمة من البشر ثقافتهم همجية، يتخبطون في الظلمات ووحل جهلهم ولم تعرف الرحمة طريقا إلى قلوبهم، هم قوم إعمال العقل لديهم رجس من عمل الشيطان، عاثوا في البلاد خرابا، يتكالبون علي فرائسهم ويقتلون بدم بارد، وما اقترفوه انتكاسة للإنسانية".

وسردت النيابة وقائع الدعوى مؤكدة أنها حققت في الواقعة ولم تترك دليلا إلا وحققت فيه، وأن الله هداهم بأنهم إزاء واقعة جنائية بحتة لا سياسية، أمسكت النيابة العامة بتلابيبها وتوصلت أن هؤلاء المتهمين اتخذوا من الرياضة ستارا لتخفي وحوشهم ورغبتهم المسمومة للانتقام، وقد سبقت الواقعة عبارات مشحونة بالبغض تدل على وجود رغبة مبيتة على القتل وارتكاب مذابح دموية، ووضعت الخطة لرفع راية الدم، وتم إعداد الأدوات اللازمة والأسلحة البيضاء والألعاب النارية، واختير استاد بورسعيد موقعا للجريمة الدموية للقضاء على الفريق المنافس، وتم توزيعهم على المدرجات بإحكام بكافة الجهات.

يأتي ذلك خلال نظر محكمة جنايات بورسعيد المنعقدة بأكاديمية الشرطة، اليوم السبت، محاكمة 73 شخصا في القضية المعروفة إعلاميا بـ"مذبحة بورسعيد"، وكان 74 من شباب "ألتراس أهلاوي" قد قتلوا في الأحداث التي جرت في فبراير 2012 أثناء مباراة نظمت بين ناديي الأهلي والمصري، واتُهم فيها 73 شخصا من بينهم 9 قيادات أمنية و3 من مسؤولي النادي المصري، وباقي المتهمين من شباب "ألتراس النادي المصري".