التوقيت الثلاثاء، 26 نوفمبر 2024
التوقيت 02:25 م , بتوقيت القاهرة

صور| "مقهى الملحدين" في محكمة أهالي شارع الفلكي

كتب- مصطفى ياقوت:

في المساحة الفاصلة بين شارعي هدى شعرواي وصبري أبو علم، والمجتزأة من شارع الفلكي بوسط البلد بالقاهرة، يرى البعض فيها ملجأ للخارجين عن القانون، ويسميه البعض الآخر بشارع الملحدين، في الوقت الذي أفاد البعض أن الشارع اكتسب هذه السمعة زورا.

وتفاجأ رواد مقاهي منطقة وسط البلد، بالتصريحات التي أدلى بها رئيس حي عابدين، جمال محيي، وأعلن فيها تمكن رجال الحي من إغلاق أحد مقاهي شارع الفلكي، الشهر الماضي، لما يأويه من ملحدين وممارسي شعائر عبدة الشيطان، وفقا لقوله.

61 شارع الفلكي

"باسيلي كافيه".. هو الاسم الذي اختاره مستأجري الدور الأول من العقار رقم 61 بشارع الفلكي، في منتصف عام 2014، ليفتح أبوابه أمام رواده من محبي مقاهي وسط البلد وجمهور الشباب على وجه الخصوص، حيث يتخذون المقهى من ناحية شارع الفلكي وهدى شعراوي مأوى لهم.

اتسمت غرف "باسيلي" الأربع بالأثاثات البسيطة والأولية، والتي تمثلت في مقاعد خشبية على طراز مقاعد الحدائق العامة، وكذلك خضوعه للمراقبة الحية بالكاميرات طوال الـ24 ساعة، بجانب وجود غرفة على طراز المقاهى الشعبية من حيث الآرائك والطاولات المستخدمة.

لم يكن "باسيلي" هو الاسم الأول لمقهى شارع الفلكي المثير للجدل، فكان لمستأجري المكان السابقين رؤية أخرى، حين أطلقوا عليه اسم "حكايتنا"، نهاية عام 2013، والذي كان مكانا مناسبا لإقامة أعياد الميلاد والمناسبات العائلية المحدودة.

وفي أكتوبر 2012، اتخذ أصحاب فكرة "GZ Corner" من المقر ذاته مكانا لمركزهم الترفيهي الثقافي، والذي كان بمثابة موطنا لأصحاب المواهب الشابة والغناء المستقل "Underground"، ومعرضا للمنتجات اليدوية واللوحات الفنية.

ولكن هل كان المقهى وكرا للملحدين؟؟

قال "محمد. م" عامل بأحد المحال المجاورة للمقهى، أن جميع رواد "باسيلي كافيه" كانوا من فئة الشباب، ولم يلحظ أحدا عليهم ما أشيع من ممارسات شاذة أو غريبة.

وأضاف لـ"دوت مصر" أنه تم إغلاق "باسيلي" في نوفمبر الماضي، عقب تقرير مصور أذاعته إحدى القنوات الفضائية مع الشاب أحمد الحرقان، المعروف بتمثيله لشباب الملحدين على المقهى، مؤكدا أنه عقب تصوير هذا اللقاء التليفزيوني بيومين قامت قوات الأمن بالتعاون مع رجال الحي بإغلاقه.

على الجانب الآخر رحب "أشرف. ع" أحد أهالي الحي بقرار إغلاق المقهى، مؤكدا أن المكان كان يعمل دون رخصة ولأوقات متأخرة، ودائما ما ينظمون حفلات لموسيقى صاخبة، إضافة لما وصفه بـ"الأشكال الغريبة والملفتة".

وقال أشرف لـ"دوت مصر": "لا يستطيع أحد أن يجزم كون المقهى كان مقرا للملحدين من عدمه، هما كانوا ناس حياتها أوبن على الآخر".

وهو ما وافقه فيه، الحاج "فوزي. م"، أحد أهالي الحي، والذي أكد أن المقهى تم إغلاقه في نوفمبر الماضي، وأن ما حدث بالأمس كان مجرد مرور روتيني لرجال الحي على جميع مقاهي وسط البلد، كإجراء رقابي معتاد لا أكثر.

وأشار الحاج فوزي لـ"دوت مصر" إلى أن المقهى كان قائما دون أي تراخيص، وكان في الأساس مكتب استيراد وتصدير، وقام المستأجرون بفتح باب على الشارع، مشيرا إلى أن المقهى كان "وكرا" لجميع الأفعال الخارجة والمنافية للآداب، بدءا من غروب الشمس حتى شروقها في اليوم التالي.

ونفى أن يكون غالبية رواد الشارع من الملحدين كما يشاع، قائلا: "أنا بقالي 40 سنة في الشارع ومسمعناش كلمة ملحدين دي غير بعد الثورة"، مؤكدا أن سكان الشارع من الأهالي والعائلات المعروفة باحترامها.

وفي سياق متصل، قال مدير مقهى "Salsa" بشارع هدى شعراوي بوسط البلد، أن الحملات الحكومية تكبد المقاهي خسائر فادحة، مشيرا إلى أن الكافيه الخاص به تكبد 15 ألف جنيه خسائر خلال شهر واحد، بسبب الحملات لحكومية.

وأشار مدير المقهى لـ"دوت مصر"، إلى أن عمل المقاهي دون تراخيص يعود في الأساس لعدم إتاحة الحي حق التراخيص لها، قائلا: "يفتحولنا باب التراخيص وأنا أول واحد هرخص"، مؤكدا أن العمالة والشباب لم يعودوا بمأمن من إلقاء القبض عليهم بتهمة الجلوس على كافيه بوسط البلد.