أثارت الهجمات على السفارات والبعثات الدبلوماسية في الدول العربية خلال السنوات الأخيرة غضب الجميع، ولعل الرابط بين كل هذه الهجمات التي يقف وراءها جماعات مسلحة وعناصر إرهابية، هو مواقف الدول أصحاب هذه السفارات الذي يختلف من قيادة إلى آخرى ومن توجه إلى آخر.

ويقول الباحث في مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية، أبو بكر الدسوقي، في تصريح صحفي سابق، إن الهدف من هذه الهجمات هو مزيد من التفرقة بين الغرب والعالم العربي وإثبات وجود الإرهاب في الدول العربية.

اليمن
في 3 ديسمبر 2014، انفجرت سيارة ملغومة استهدفت منزل سفير إيران بالعاصمة اليمنية، صنعاء، تسبب في مقتل العديد من الحراس اليمينيين والإيرانيين، لكن السفير نجا من الهجوم لأنه لم يكن متواجدا بالمنزل وقت الحادث.

وقبل هذا التفجير بعام اختطف مسلحون، الملحق الإداري في السفارة الإيرانية بالعاصمة اليمنية صنعاء أثناء توجهه إلى عمله، وأشارت التقارير الإعلامية إلى أن حالات خطف رهائن أجانب ودبلوماسيين تتكرر في اليمن، وذلك من قبل أطراف قبلية للضغط على الحكومة.

وفي 13 سبتمبر 2012، هاجم متظاهرون السفارة الأمريكية في صنعاء باليمن ردا على فيلم براءة المسلمين الذي اعتبر مسيئا لشخص النبي محمد، وتمكن المتظاهرون من إقتحام مبنى السفارة وإحراق خمسة سيارات تابعة لها وإنزال العلم الأمريكي ورفع علم إسلامي مكانه.

وفي سبتمبر 2014، أعلنت جماعة "أنصار الشريعة" المرتبطة بتنظيم القاعدة مسؤوليتها عن إطلاق صاروخ سقط بالقرب من السفارة الأمريكية في صنعاء، موضحة أن الهجوم جاء "انتقاما لأطفال المسلمين" الذين استهدفتهم الطائرات الأمريكية بدون طيار عندما قصفت محافظة الجوف في وقت سابق.

لبنان
في يوم 19 نوفمبر 2013، استهدفت السفارة الإيرانية في بيروت بتفجير انتحاري مزدوج وقع أمام السفارة الإيرانية في بيروت، وأسفر الهجوم عن 23 قتيلا وجرح 160 شخصا آخرين.

وجاء الهجوم عشية استئناف المفاوضات النووية الإيرانية - الغربية، التي تثير القلق لدى العديد من دول الشرق الأوسط الأخرى، التي تعتبِر المفاوضات مقدمة لاعتراف واشنطن وبروكسل بالدور الإقليمي الكبير لـ"إمبراطورية قورش الفارسية الجديدة" في الشرق الأوسط، على حدّ تعبير دبلوماسي خليجي في بيروت.

وبحسب التقارير الإخبارية كان هذا التفجير بمثابة رسالة استراتيجية إلى واشنطن وكل من يهمهم الأمر، بمدى "المقاومة والممانعة" التي ستبرز في وجه أي اتفاق إيراني - غربي ثنائي، يتم من دون موافقة القِوى الإقليمية المعنِية.

ليبيا
وفي منتصف نوفمبر الماضي، انفجرت سيارة ملغومة قرب السفارة المصرية في وسط العاصمة الليبية، كما وقع انفجار قرب السفارة الإماراتية في نفس اليوم، ولم يسفر التفجيرين عن سقوط قتلى.

وأكد خبراء سياسيون أن ما حدث في ليبيا، من استهداف للسفارة المصرية والإماراتية بسيارات مفخخة، هو بمثابة انتقام من قبل الميلشيات المسلحة الموجودة في ليبيا والتي تحارب ضد الجيش الليبي، ضد مصر والإمارات لوقوفهم بجانب خليفة حفتر، قائد قوات الجيش الليبي.

وفي سبتمبر 2012 استُهدفت القنصلية الأمريكية في ليبيا بقذائف صاروخية، أسفرت عن مقتل السفير الأمريكي بليبيا وثلاثة آخرين من موظفي السفارة في الهجوم، وأرجع المحللون سبب هذا الهجوم إلى الفيلم المسئ للرسول "محمد" (ص) الذي أثار موجة احتجاجات تجاه السياسة الأمريكية في هذا الوقت، وأدى تزايد الهجمات على البعثات الدبلوماسية الأجنبية في بنغازي، لا سيما الغربية منها، إلى إغلاق غالبيتها.

مصر
في سبتمبر 2013 هاجم مواطنون السفارة الامريكية بالقاهرة احتجاجا على فيلم براءة المسلمين المسيء للإسلام، وقاموا بإحراق للسيارات وقذف رجال الشرطة بالحجارة، وارتفع عداد مصابي الاشتباكات في هذه اليوم إلى 224 شخصا، وفقا لبيان وزارة الصحة المصرية.

وصباح يوم السبت 11 يوليو 2015 تبنى تنظيم "داعش" انفجار هائل وقع بمنطقة وسط القاهرة، أمام مبنى القنصلية الإيطالية بشارع الجلاء، وتسبب في مقتل شخص وإصابة آخرين، بينهم شرطيين.

الصومال
وفي 2014، تبنت حركة الشباب الصومالية المتطرفة الهجوم بالسيارة المفخخة الذي استهدف، صباح يوم الأربعاء 3 ديسمبر، قافلة تابعة للأمم المتحدة بمقديشو، وأدى لسقوط ثلاثة قتلى على الأقل.