التوقيت الإثنين، 25 نوفمبر 2024
التوقيت 09:01 م , بتوقيت القاهرة

أمير قطر: قمة المناخ بمصر أحرزت إنجازا بإنشاء صندوق لتعويض الدول النامية

أمير قطر تميم بن حمد
أمير قطر تميم بن حمد
أكد أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، اليوم الأحد، أن قمة مؤتمر الدول الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة للمناخ (COP27) في شرم الشيخ بمصر، أحرزت إنجازا في إنشاء صندوق التعويض عن الخسائر والأضرار المخصص للبلدان النامية فيما يتعلق بأزمة المناخ.

وأشار أمير قطر - في كلمته خلال افتتاح مؤتمر الأمم المتحدة الخامس المعني بأقل البلدان نموا، والمنعقد تحت شعار "من الإمكانات إلى الازدهار" بالعاصمة القطرية الدوحة - إلى أن بلاده تطمح في أن تتحلى الدول الصناعية المتقدمة بمسؤولياتها القانونية والأخلاقية في اتخاذ قرارات وتدابير أكثر فعالية ونجاعة بشأن الانبعاث، وذلك من منطلق التزامها بمكافحة التغير المناخي وبالسياسات المقرة دوليا في هذا الشأن.

وأعلن أمير قطر تقديم مساهمة مالية بـ 60 مليون دولار يُخصَّص منها 10 ملايين لدعم تنفيذ أنشطة برنامج عمل الدوحة لصالح أقل البلدان نمواً، و50 مليون دولار لدعم النتائج المُتوخاة لبرنامج عمل الدوحة وبناء القدرات على الصمود في أقل البلدان نموا، وذلك في إطار التزام قطر الثابت تجاه دعم عملية التنمية لأقل البلدان نموا، داعيا الشركاء التنمويين للمبادرة بدعم تنفيذ برنامج عمل الدوحة كجزء من واجبنا الإنساني والتنموي تجاه شعوب البلدان الأقل نموا. 

وقال الشيخ تميم إن المؤتمر ينعقد في ظل تحديات عالمية خطيرة في الوقت الراهن ناجمة عن النزاعات الدولية الجديدة وأزمة الأمن الغذائي العالمي وظاهرة تغير المناخ واستمرار بعض آثار جائحة كوفيد 19، مؤكدا ضرورة استحضار هذه التحديات والتخطيط للمستقبل المشترك للشعوب والأوطان للعقد القادم من عمر مجموعة أقل البلدان نموا، منوها بأنه لا يزال الملايين في هذه البلدان يعانون من الفقر ونقص الغذاء والرعاية الصحية والتعليم.

وأشار أمير قطر إلى أن المؤتمر ينعقد أيضا في ظل استمرار معاناة سوريا وتركيا من آثار كارثة الزلزال المدمر الذي أصابهما وأسفر عن أضرار بشرية ومادية كبيرة، مؤكدا على التضامن مع البلدين، داعيا الجميع إلى دعم جهود تركيا في تجاوز آثار الزلزال، وكذلك مد يد العون من دون تردد للشعب السوري الشقيق، مشددا على عدم جواز استغلال المأساة الإنسانية لأغراض سياسية.

وأضاف الشيخ تميم أن هناك مسؤولية عالمية مشتركة في مواجهة تحديات الأمن الغذائي والتغير المناخي وأزمة الطاقة والديون، موضحا أن إيجاد الحلول مهمة ومسؤولية جماعيًة وتشاركية بين الدول كافة، منوها بوجود مسؤولية أخلاقية واجبة على الدول الغنية والمتقدمة في أن تسهم بشكل أكبر في مساعدة أقل الدول نموا بغية التغلب على التحديات العالمية التي نحن بصددها، مؤكدا في الوقت ذاته ضرورة تهيئة البلدان الأقل نموا للظروف المواتية لتحويل الالتزامات المشتركة إلى فعل وطني على مستوى الاستراتيجيات والخطط والتشريعات الوطنية.

وأشاد أمير قطر بالمبادرات الإيجابية لمحاربة الفقر وتلبية الاحتياجات العاجلة للأمن الغذائي للعديد من الدول المحتاجة، موضحا أنه لا يمكن حل أزمة الأمن الغذائي عبر المساعدات الانسانية الطارئة أو المعالجات المؤقتة فقط، ولابد من مساعدة الدول على تحقيق الأمن الغذائي، لافتا إلى أن قطر طرحت مبادرات في إطار معالجة جذور المشكلة مثل مبادرة التحالف العالمي للأراضي الجافة وذلك لتمكين الدول ذات الأراضي الجافة من تحقيق الأمن الغذائي.

ونوه الشيخ تميم بأنه ربما يكون من المناسب إحياء شعار الأمين العام للأمم المتحدة "صفر فقر" في العالم والذي يحتاج تحقيقه إلى تضافر الجهود الدولية لتطبيق خطة تنمية بشرية على المستوى العالمي، مشيرا إلى العلاقة بين السلام والتنمية، فلا يمكن تحقيق الأمن الغذائي فضلا عن التنمية في ظروف استمرار الحروب الأهلية في عدد من أفقر الدول.

وحول أزمة الديون في البلدان الأقل نموا، أوضح أمير قطر أنها كبلت مسيرة النماء والتطور في هذه الدول، مثمنا جهود دول مجموعة العشرين خاصة قمة القادة الاستثنائية التي استضافتها السعودية بشأن كوفيد -19 والخطوات التي اُتخذت تحت رئاسة إيطاليا فيما يتصل بتعليق زمني لمدفوعات خدمة الديون لأفقر البلدان، مؤكدا أن قضية الديون تحتاج إلى معالجة أشمل تتوخى العدالة والواقعية وكسر الحلقة المفرغة التي تستدين فيها الدول لأغراض تنموية مثل إرساء البنى التحتية وغيرها، ويفاقم سداد الدين من الفقر ويحول دون القيام بمشاريع تنموية.

من ناحية أخرى، ذكرت وزارة الخارجية الأمريكية - في بيان أن مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون المنظمات الدولية ميشيل سيسون من المقرر أن تجدد جهودها لتحفيز أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة وتنفيذ برنامج العمل الدوري للمؤتمر الأممي لمدة 10 سنوات.

وتشارك ميشيل سيسون أيضًا في المناقشات المتعلقة بالشراكات الحالية والمحتملة للتخفيف من تداعيات تغير المناخ والتعافي من الوباء وبناء المرونة ضد الصدمات المستقبلية وزيادة المعرفة العلمية والتقنية والابتكار من أجل التنمية المستدامة.

وانطلقت في العاصمة القطرية الدوحة في وقت سابق من اليوم أعمال مؤتمر الأمم المتحدة الخامس المعني بأقل البلدان نموا، بمشاركة عدد من رؤساء الدول والحكومات والوزراء والدبلوماسيين وكبار المسؤولين ورجال الأعمال وصناع القرار وممثلي المنظمات والمؤسسات والشركات الإقليمية والعالمية.