لأوقاف: الصلاة تجدد الأمل عند العبد والاستعانة والعهد مع الله
جاء ذلك خلال ندوة عقدتها وزارة الأوقاف، للرأى تحت عنوان: "الأمل حياة" بمبنى الإذاعة والتليفزيون، تحدث فيها : الدكتور على الله الجمال إمام وخطيب مسجد السيدة نفيسة رضى الله عنها، والدكتور عيد على خليفة مدير عام بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية.
وأشار الدكتور عيد على خليفة، إلى أن الأمل فطرة الله، التى فطر الناس عليها، نراها فى كل تصرفات الإنسان فى الكون ، والأمر فى الدنيا كذلك ، فيتزوج الإنسان أملًا فى السعادة وإنجاب الولد ، ويضرب فى الأرض أملًا فى الرزق ، ويطلب العلم أملًا فى الهداية والنفع، فالأمل للحياة مثل الروح للجسد، والأمل بلا عمل تمنٍّ كاذب، والعمل بلا أملٍ موات ، وما من عمل إلا والأمل كامن فيه ، والأمل فطرة راسخة فى الإنسان تحتاج إلى رعاية مستمرة، وتنمية متواصلة، ومراقبة دائمة، حتى لا تنحرف إلى إفراط يقع الإنسان به فى طول الأمل والركون إلى الدنيا والخلود، وهو الأمل المذموم الذى حذر منه القرآن الكريم، قال تعالى: "ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ".
وتابع خليفة:" والإيمان حين تخالط بشاشته القلوب يجعل الإنسان عنده تفاؤل وحسن ظن بالله قال تعالى لسيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فى أصعب اللحظات " وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى".
وتابع الجمال: "يقول تعالى:"قُلْ يَا عِبَادِى الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ "، وربى الرسول (صلى الله عليه وسلم) أتباعه على ثقافة الأمل ببث هذه الروح القوية المطمئنة فى قلوبهم ونفوسهم فى وقت الكروب واشتداد الأزمات.
وأوضح إمام وخطيب مسجد السيدة نفيسة رضى الله عنها، أن هناك رباطًا وثيقًا بين الأمل والعمل؛ فالإنسان الذى يأمل شيئًا ويتمناه لابد أن يعمل ويسعى جاهدًا لتحقيق أمله ومراده ، كما قيل : من جَد وَجَد ، ومن زرع حصد ، ومن طلب العلى سهر الليالى، فينبغى على المسلم فى تحقيق آماله وطموحاته أن يأخذ بجميع الأسباب الموصلة إلى غايته وهدفه مع التوكل على الله تعالى؛ وهذا ما غرسه النبى (صلى الله عليه وسلم) فى نفس الصحابى الذى أطلق الناقة متوكلًا على الله.