التوقيت الإثنين، 25 نوفمبر 2024
التوقيت 01:58 م , بتوقيت القاهرة

فيديو .. ولاد البلد.. قصة تبرع أهالى المنوفية لزراعة كبد لـ"رحاب"

من المحنه تولد المنحة، عنوان قصة جسدت بطولتها طالبة بالفرقة الرابعة بكلية الآداب جامعة المنوفية، لتواجة مرض عنيد، حاصر كبدها، لتصبح ما بين الحياة والموت، بين الأمل والرجاء فى مواجهة تلك الأزمة بالشفاء من هذا المرض اللعين بزراعة كبد، فى رحلة استمرت حتى الآن لمدة ثمانى سنوات، تجرعت خلالها مرار المرض واكتوت بنار الحاجة إلى أن فارقها الأمل لفترات، لكن بدأت أشعة النور تتناثر من جديد لتصبح على أمل مع الحياة فى رحلة زراعة الكبد بالمعهد القومى للكبد بجامعة المنوفية .

 

بوجه شاحب، ونظرات يملاها دموع امتزجت ما بين الحزن والفرح، حزنا على ما فات من وقت دون أن تدرى مصيرها التى آلت إليه، وبين أيادى تمتد إليها لتساعدها على المرور من أزمتها بعد أن دقت جميع الأبواب، ولكنها الآن أصبحت على موعد مع الحياة من جديد .

 

على سرير الرعاية بوحدة زراعة الكبد بالطابق الثانى بمعهد الكيد القومى بجامعة المنوفية،  تجلس رحاب أحمد عمر صاحبة الاثنين وعشرون عاما، والمقيمة بقرية دلهمو التابعة لمركز أشمون بمحافظة المنوفية، فى حالة من الترقب الشديد، فى انتظار الأمل الذى سيكتب معه حياة جديدة لها بعد أن يتم زراعة كبد لها .

 

تروى رحاب قصتها قائلة " بداية تعبى كانت منذ 2008، والتى بدأت بإرتفاع فى درجة الحرارة، وقمت بالذهاب إلى عدد كبير من الأطباء، ليتم احتجازى بمستشفى حميات أشمون، ويتبين وجود تضخم بالطحال، الأمر الذى أدى إلى تحويلى إلى مستشفى شبين الكوم، لإجراء عملية جراحية لاستئصال الطحال الذى استحال وجودة بالعلاج، وبالفعل تم استئصاله.

وتابعت رحاب، تطورت الأمور معى مرة تلو الأخرى، بعد هذه العملية لتبدأ معاناة جديدة مع الكبد بالإلتهابات المختلفة، والتى تم تشخيصها على أنه التهاب كبدى مناعى أدى فى النهاية إلى تليف الكبد تماما، والذى تزامن معه إصابات بالعديد من الغيبوبة الكبدية، والتى وقف فيها بجانبى عدد من اصدقائى ووالدتى التى تعمل باليومية بعد وفاة والدى، والتى عانت كثيرا .

وأضافت رحاب، حاولت الوصول إلى أقاربى كثير من المرات إلى أن وقفوا بجانبى، وبينهم العديد من أهل الخير وعلى رأسهم الحاج أحمد عبدالستار الذى ساعد كثيرا فى جمع المبالغ المالية لمساعدتى، لافته إلى أنه بمجرد علم أهل القرية بما حدث وما احتاج إليه من زراعة للكبد والتى تتطلب مبالغ مالية كبيرة، ساعد الجميع بقدر استطاعته من أموال، كما قامت العديد من السيدات بخلع مشغولاتهم الذهبية لمساعدتى .

وأوضحت رحاب أنها الآن فى انتظار إجراء عملية زراعة الكبد، لافته إلى أن زوج عمتها هو الذى سيتبرع لها بفص الكبد، مقدمة الشكر لكل من ساهم فى الوصول إلى تلك اللحظة .

من جانبه أكد سيد يوسف مدرس لغة بكلية الآداب، وصاحب فكرة مبادرة عائلة جامعة المنوفية والتى أطلق عليها "عائلتنا الكبيرة "، والذى كان سببا رئيسا فى أن يتم نقل الطالبة إلى معهد الكبد بعد إطلاع الدكتور عادل مبارك رئيس الجامعة بالأمر ليكون قراراه الفورى بعلاجها على نفقة الجامعة .

وأكد يوسف أن هدف المبادرة في المقام الأول والأخير هو تقديم يد العون لكل محتاج من منسوبي جامعتنا سواء داخل القطاع الطبى أو القطاع التعليمى ثم شملت المبادرة أهالى منسوبى الجامعة وطلبة الجامعة وكل أهل محافظة المنوفية، وعن طريق الجنود المجهولين من منسوبى جامعة المنوفية داخل القطاعات الطبية والتعليمية يتم تقديم المساعدات وتسهيل الإجراءات لكل زميل بالجامعة ولكل طالب ينتسب للجامعة .

وأشار يوسف إلى أن الكثير من عائلة جامعة المنوفية يتسارع لتقديم يد العون والمساعدة للطالبة رحاب، وعرضهم فكرة التبرعات مرات كثيرة بجانب أهل قريتها الذين تسارعوا لإنقاذها، وذكر أنه قد علم بأن إحدى نساء القرية خلعت الحلق الذي ترتديه وأخرى خلعت عن أطفالها مشغولاتهم الذهبية .

وجاء قرار الدكتورعادل مبارك رئيس جامعة المنوفية، بأن يتم العلاج للطالبة على نفقة الجامعة، وأن يتم العمل على زراعة الكبد بالمعهد القومى للكبد بجامعة المنوفية، دون أن تتكلف الطالبة أو أسرتها أى مصروفات على الإطلاق، مؤكدا أنه تم إنجازها بالمعهد من الثلاثاء الماضى على أن يتم تجهيزها الكامل لإجراء عملية الزراعة .

وأكد رئيس جامعة المنوفية، أنه لن يقصر في حق أى طالب من ابناء الجامعة، ويوفر العلاج لهم مهما كانت تكلفته، وأنه يسعى بكل قوة لتحقيق أعلى معدلات الأمان بينهم للوصول إلى جيل قوى قادر على العطاء .