هل يصح صيام الخونة فى رمضان؟.. مستشار المفتى يجيب
على الرغم أن الشهر الفضيل يدعونا إلى مكارم الأخلاق والابتعاد عن كل ما يغضب الله، وعبادته آناء الليل وأطراف النهار، حتى نقف بين يدى الله، خالية قلوبنا من الحقد والغل تجاه بعضنا البعض، واتجاه أوطاننا.
لهذا نسمع من وقت لآخر وتحديدا بعد 25 يناير 2011 التحرك نحو خيانة الوطن، تنفيذ عمليات إرهابية لا يرتدع من ينفذها ومن يمولها ومن يحرض عليها.
فهل يقبل الله -عز وجل- صيام من يخون ويتآمر ضد مصر ويخطط من الخارج لزعزعة الاستقرار والأمن ونشر الشائعات وبث الفتن والأكاذيب للتشكيك فى كل الجهود التى تقوم بها مؤسسات الدولة نحو الإصلاح الاقتصادى والمشروعات العملاقة غير المسبوقة بتاريخ مصر.
وهذا ما تؤكده المنصات الإعلامية التى تنفق عليها أجهزة استخباراتية لدول ملايين الدولارات فضلاً عن تجنيد كتائب إليكترونية تمول من الخارج وتعمل ليل نهار على تصدير معلومات غير حقيقة عن مصر والمصريين.
فى حين أن مصر تشهد حالة من الاستقرار السياسى والاقتصادى، وذلك لأن المصريين ورئيس الدولة والحكومة عقدوا العزم جميعهم على إعادة بناء مصر كدولة قوية لها مكانتها فى المجتمع الدولى.
يجيب عن السؤال مجدى عاشور مستشار مفتى الجمهورية حيث قال فى تصريحات لـ"دوت مصر": قد علمتنا السنة النبوية والتاريخ شاهد على ذلك بأن من يزعم أنه يعبد الله ويطيعه أكثر من الناس ومع ذلك فهو يحكم على الناس بالكفر أو بالهلاك، ويزيد على ذلك بأن يحاربهم أو يساعد على تدمير البلاد والعباد فهو شأنه شأن الخوارج.
وأضاف عاشور قائلا: لكل عصر خوارج والنبى عليه الصلاة والسلام قال عنهم "إنكم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم وصيامكم مع صيامهم يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يخرجون من الدين كما يخرج السهم من الرمية وطوبة لمن قتلهم وقتلوه".
واستكمل عاشور: لا نحكم على أحد بقبول الصيام أو عدم القبول وإنما نحكم بصحة القبول وعدم الصحة طبقاً للأحكام الفقيه، فالشىء الذى يعمله الإنسان قد يكون صحيحاً من الناحية الفقهية إلا أنه غير مقبول لأنه ذو خلل فى النواحى الجوهرية منها الصدق والإخلاص ونفع الناس.
واستشهد عاشور بقول النبى عليه الصلاة والسلام، فى حديثه عن شارب الخمر بأنه قال لن تقبل منة صلاة 40 يوما، قائلاً : هذا فى حد الخمر التى تضر بصحة الإنسان، فما الظن فى الضرر البالغ الذى يقع من شخص ضد وطنه من جراء الخيانة والتعامل مع الغير والعدو ضد مصلحة الوطن، لذلك فكل خائن أو عميل يقف ضد مصلحة الوطن والمواطنين ويبيع بلده، فإنه يتسبب فى وقوع أضرار على الجميع فضلاً عن الوطن.
وجاءت الشريعة الإسلامية لمنع وقوع الضرر بالنفس وهى أشد منعا لوقوع الضرر على الغير، ولذلك فإن الذى يخون وطنه فإنه يتسبب فى وقوع أضرار على الجميع فضلاً عن الوطن، والشريعة الإسلامية جاءت لحماية النفس والعقل والكرامة الإنسانية وحماية الأرواح النفس الكلية للمجتمع وحماية أرواح الناس جميعاً وأديانهم.
واختتم: من يصوم فى الظاهر ويتحدث عن الله ورسوله وفى الواقع يتآمر ويخون بلده فهو مريض بانفصام بالشخصية، فالوطن قيمة ويمثل الهوية لكل إنسان، ومن يفعل ذلك خائن لوطنه ويحق فيه قول الله عز وجل "إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون فى الأرض فساداً أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم من خلاف"، كما قال رسول الله عن الصيام "مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِى أن يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ " إذا فالصدق والإخلاص وعدم الإضرار بالآخرين شروط واجبة ليصح الصيام.
مجدي عاشور مستشار مفتي الجمهورية