شاهد.. فضيحة 3 وزراء سابقين وحزب الكرامة الإخوانى
لا يخلو مؤتمر الحركة المدنية الديمقراطية، الذى استضافه حزب الكرامة اليوم الخميس، من عشرات المفارقات المضحكة والمُبكية فى آن، بدءًا من غياب رموز الحركة ووجوهها المعروفة، وقيادة عدّة شخصيات هامشية لا يعرفها أحد للمؤتمر، وصولا إلى المشاجرات والأصوات العالية وتوزيع الاتهامات.
والأهم العجز عن نفى العلاقة الثابتة تاريخيا وواقعيا مع جماعة الإخوان، أو القدرة على التماس براءة حقيقية من اتهامات التمويل والتربح والعمل وفق أجندات خارجية، فى وقت تسيطر فيه على الحركة أحزاب ووجوه مرتبطة بالجماعة الإرهابية بعشرات الوشائج والصلات.
كان من المقرر أن يحضر المؤتمر عدد من أبرز كوادر "الحركة المدنية" ورموزها، وربما بسبب تلك الأسماء ذهب الصحفيون إلى مقر حزب الكرامة، حليف الإخوان السابق، آملين فى لقاء شخصيات لها حيثية حتى لو كانت محاطة بالشبهات، لكن مع انطلاق المؤتمر فوجئ الصحفيون بتصدر خالد داود، رئيس حزب الدستور السابق وحليف الإخوان وضيف قنواتهم الدائم، وجورج إسحاق الذى يتولى التنسيق مع الجماعة وإدارة قنوات الاتصال مع رموزها فى الخارج وحلفائها فى الداخل، وعبد العزيز الحسينى القيادى فى حزب تيار الكرامة وأحد مهندسى صفقة التحالف مع الإخوان فى انتخابات 2011.
كان الملمح الحاضر طوال المؤتمر وخلال الرد على أسئلة الصحفيين، اللجوء إلى أسهل الطرق التي طالما راهن عليها الناصريون وسياسيو الشارع الهواة، فتقدمت الغوغائية والخطابات الشعبوية وتوزيع الاتهامات، مع نفى الشبهات بدون تفنيد أو دليل، وبينما حاول خالد داود وعبدالعزيز الحسينى إدارة الحوار ظاهريا، عمل جورج إسحاق وكريمة الحفناوى وعدد من شباب حزب الكرامة وبعض من ساعدوا "داود" فى تخريب حزب الدستور، على إثارة الفوضى والضوضاء لإرهاب المتحدثين وتصفية الأمر على طريقة "شجارات المقاهى".
نفى "الحسينى" علاقة الحركة بالإخوان بجملة واحدة "لا علاقة لنا بالإخوان".. لكنه للأسف تجاهل تحالف حزبه مع الجماعة فى انتخابات 2011، وتنسيق حزب الدستور ومؤسسه محمد البرادعى معها سابقا وحاليا، وتجاهل أنها تضم حزبا محسوبا على الجماعة بشكل مباشر، وأكثر من 18 شخصيا يرتبطون بها بصور مختلفة.
لم يبرر الحسيني ظهور عشرات من أعضاء الحركة على شاشات القنوات التابعة للإخوان (العربى - مكملين - الشرق) أو عبر إصدارات شبكة الجزيرة المختلفة، وتلقيهم مقابلا ماديا ضخما عن هذا الظهور، أو ارتباط بعض أعضاء الحركة ومؤسسى أحزابها بالجماعة إما بالانتماء المباشر أو القرابة والمصاهرة، أو تنسيق أحد كوادرها الحاليين مع حلفاء الإخوان فى الخارج من أباطرة وبوابات التمويل والعبور المالى، وفى مقدمتهم "ب. ح" المقيم فى فرنسا.