التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 04:58 م , بتوقيت القاهرة

أردوغان «جاب ورا».. تاجر بمشاعر المسلمين واعتذر لـ«نيوزيلندا»

أردوغان
أردوغان

دائما ما يتحفنا رجب طيب أردوغان بخطاباته الحنجورية وتصريحاته العنترية المرتبطة بحوادث الإرهاب، أخرها تعليقه على حادث استشهاد 50 مسلما في هجوم على مسجد النور بنيوزيلندا، حين هدد مرتكبه قائلا: «ستدفع الثمن غاليًا وإن لم تحاسبك بلادك فنحن من سيحاسبك».

استغل أردوغان حادث مسجد نيوزيلندا في المتجارة بدماء الشهداء ومداعبة عواطف المسلمين، بتهديد أي مناهض للوجود الإسلامي في الغرب مثل منفذ الجريمة بأنه سيرسلهم في نعوش مثل أجدادهم، مستدعيا في حديثه  من الماضي معركة جاليبولي في الحرب العالمية الأولى التي خاضتها الدولة العثمانية ضد قوات تحالب ضمت (نيوزيلندا – أستراليا – بريطانيا – فرنسا).

في احتفال أردوغان وحزبه بالذكرى 104 لحملة جاليبولي أو جناق قلعة الذي أذاعته وسائل الإعلام التركية منذ يومين، استخدم الرئيس التركي حادث نيوزيلندا في التلاعب بمشاعر الأتراك والمسلمين في العالم، بأن تحدث قائلا: « إخواني الاعزاء بعد مرور 104 عام على معركة جناق قلعة.. نعود من جديد ونقول  لقد تلقينا رسالتكم  وأردكنا مشاعركم وفهمنا أحقادكم وكراهيتكم لا زالت.. ماذا يعني قيام إرهابي بالظهور وقتل 50 مسلما في العلن.. لا يمكنكم إعادة القسطنيطينية.. أجدادكم جاؤووا إلى هنا ووجدونا هنا ثم عادوا.. منهم من عاد على رجليه ومنهم من عادوا في التوابيت.. لدينا تاريخ سجل وقوفنا ضد الأيادي التي تمتد نحو أي برئ نحو أي مسلم نحو اي تركي».

بهذه الكلمات التي أطلقها أردوغان في احتفالية ذكرى معركة العثمانين مع (بريطانيا – فرنسا – نيوزيلندا – أستراليا) المعروفة بـ«جناق قلعة»، داعب مشاعر المسلمين والشعب التركي للظهور في دور حامي المسلمين في العالم، ثم ربط فشله في إدارة ملفات الدولة التركية الاقتصادية والسياسية والأمنية بأنها ضمن الحرب التي تستهدف المسلمين وهو قائد التصدي لها.

لكن سرعان ما ثبت كذب أردوغان بعد حالة الرعب التي عاشها فور ردور أفعال الدول التي مثها حديث الإرهاب والكذب، حتى كلف فخر الدين ألتون مسؤول الإعلام بالرئاسة التركية بحل الأمر وإثبات تراجعه عن تصريحاته العنترية، وأنا ما يقوله ليس إلا شعارات ضمن الحملات الانتخابية لحزب العدالة والتنمية.

دفع ذلك مسؤول الإعلام بالرئاسة التركية، للاعتذار باسم أردوغان زاعما أن تصريحات الرئيس التركي في أعقاب المذبحة التي وقعت في نيوزيلندا «أخرجت من سياقها» بعد أن استدعت أستراليا مبعوث تركيا للاحتجاج عليها.

واعتبر رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون، تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعد الهجوم الإرهابي الذي شنه متطرف أسترالي على مسجدين في كرايست تشرش بنيوزيلندا بأنها (متهورة -  مشينة – مسيئة).