فيديو.. شهادة الناجين من حادثة "الغسيل الكلوى" بديرب نجم
مع دقات الساعة الخامسة والنصف, يتوافد المرضى وذووهم على الغسيل الكلوى بمستشفى ديرب نجم فى محافظة الشرقية, جمعهم مرض واحد ليتلقوا العلاج فى مكان مشترك حتى نشأت بينهم علاقات ود ومحبة, وأصبحوا يقضون معظم وقتهم فى هذا المكان, ولم يدركوا أن القدر كما اختار لهم المرض, اختارهم أيضا لأن يواجهوا الموت سويًا فى حادث مأساوى وقع السبت الماضى, وأدى إلى وفاة ثلاثة منهم وإصابة العشرات.
التقى "دوت مصر" بعدد من المرضى بعد تماثلهم للشفاء بعدما احتجزوا فى العناية المركزة الأيام الثلاثة الماضية, وقال جمال أحمد مطاوع, 61 سنة, من قرية شوبك أكراش: "10 سنوات أعانى من الفشل الكلوى بسبب خطأ طبى فى علاج البروستاتا, ومنذ إصابتى وأنا أغسل فى هذه المستشفي, ولم أرصد أى إهمال, ورغم وجود قصور فى بعض الأشياء, إلا أننا لم نشاهد حوادث مثل هذه حتى ولو فردية, كلها أمور عادية زى أى وحدة غسيل".
وأضاف خلال حديثه لـ"اليوم السابع": "نمت على السرير وبجوارى الشاب مصطفى, وعلى السرير الثانى عم صبحى, وبعده سلام, والذين أول من توفوا من الحادث.. صبحنا على بعضنا كعادة المرضى كل جلسة وكأنهم السلام الأخير بينا, وبعد ما يقرب من ربع ساعة بدأت أشعر بزغللة وظننت بسبب عدم الإفطار, ثم بدأت الرؤية تنعدم فصرخت ألحقونى أنا مش شايف وقفوا الميكنة, هرعت الممرضة إلىّ, بدأت أصوات الصراخ تتعالى فى القسم, ونُقلت إلى قسم العناية وهناك فقدت الوعى لمدة يوم كامل, استشهدت ودخلت الغيبوبة".
من جانبها, قالت الحاجة محبوبة محمد السيد, 60 سنة, من قرية كفر الحاج حسن: "كنت أغسل منذ سنوات لم أشاهد أى حادث مثل ذلك, شوفت الموت بعينى وقلت خلاص أنا دى نهاية عمرى, اليوم بدأ عادى زى كل غسلة, الجميع يأتى كل واحد منا على سريره كالمعتاد, وبدأت بزغللة ثم صراخ وهرج ومرج بين القسم, وجرى علينا التمريض والأطباء, وبعدها دخلت فى غيبوبة لم أسترد وعىّ إلا فى العناية المركزة فى مستشفى الجامعة ومحسيتش بالدنيا غير فى العناية المركزة والأطباء بتجرى فوقى".
فيما ترقد الحاجة نبيلة عبدالفتاح, إحدى الناجيات, فى العناية المركزة بالمستشفى الجامعى, حيث قالت زوجة نجلها إنها ترافقها فى جلسة الغسيل, لمعاناتها من مضاعفات جلطة قديمة, وأنه وقت الحادثة صرخت وقتها وقالت "مش شايفة", ثم دخلت فى غيبوبة, فبدأت أصرخ طلبا للنجاة وإنقاذها, وهرع الأطباء والتمريض لنقلها إلى العناية المركزة, ومنها إلى المستشفى الجامعى.
بينما تجمعت أسرة "هبة طنطاوى" 38 سنة فى العناية المركزة بمستشفى التيسير الخاص, وهى فاقدة للوعى تماما منذ الحادث, وينتظرون خبر استردادها للوعى وعودتها لأبنائها الثلاثة, الذين أكدوا أنها تتلقى الجلسات منذ 15 عاما.
ويؤكد شقيقها هانى طنطاوى, أن بعد أقل من 10 دقائق من الحادث انتقل للمستشفى القريبة لمنزله, وشهد حالة هرج ومرج بين الأطباء والتمريض, ومنعنا المدير الإدارى من تقديم أى عون, بحسب كلامه, مضيفا: "قمت بكسر قفل الغرفة لاستخراج إسطونات الأكسجين, وبوصول الدكتور بدأ فى استدعاء أطباء من الخارج للمعاونة فى إنقاذ المرضى".
وتباشر نيابة الزقازيق الكلية, بإشراف المستشار محمد القاضي, المحامى العام الأول لنيابات جنوب الشرقية, التحقيق مع مدير مستشفى ديرب نجم الحالي, ومع طاقم الأطباء والتمريض, بوحدة الغسيل الكلوى, فى الإهمال والتقصير.
لمزيد من الفيديوهات الإخبارية والرياضية والسياسية والترفيهية زورا قناة فيديو 7 على الرابط التالى..
https://www.youtube.com/channel/UCbnJMCY2WSvvGdqWrOjo8oQ?disable_polymer=true