فيديو.. مأساة سيدة بالشرقية توفى ابنها بالسرطان وتناشد أهل الخير مساعدتها
وجه مألوف لكثيرين ممن يقطنون مدينة العاشر من رمضان بالشرقية، يراها البعض تجلس عند أحد المحلات وفى يداها بعض الأكياس، ويراها البعض الآخر عند أحد تجار المدينة أو تساعد فى نظافة إحدى العيادات، تداعب الفتيات والأولاد ولا تفارقها البسمة، ولا سيما حين ترى شابا فى عمر ابنها 20 عاما، تراها تقترب منه وتقبل جبينه، داعية له بطول العمر والصحة، الكل يعرفها بالاسم والبعض يناديها بأم عبد الرحمن، لكن لا يعرف أحد حكايتها.. "اليوم السابع" اقترب منها واستضافها لبعض الوقت فكانت هذه الحكاية.
إنها وحيدة الزهار عبد الغنى 55 عاما من قاطنى مدينة العاشر من رمضان، جاءت من محافظة الإسكندرية لمدينة العاشر من رمضان منذ أكثر من 30 عاما، وسكنت بمنطقة الكيرهاوس بالمجاورة الـ15 فى غرفة بأحد المنازل مع زوجها الأرزقى، سعيا للرزق ولقمة العيش الحلال، أنجبت 3 أطفال، الابنة الكبرى أسماء 24 عاما، والابن الذى يليها عبد الرحمن 20 عاما، ثم عبد الله 13 عاما.
أم عبد الرحمن جلست تحكى حكايتها مع مرض ابنها، وقصتها مع مرض السرطان الذى اختار الابن الأوسط لها الذى كان يطعمها من عمله بعد مرض الأب وإصابته بالقلب، قائلة: "زى ما المرض نهش جسم ابنى وحوله لقعيد حتى توفى نهش حياتى واستقرارى، صرفت كل ما أملك، رغم إننى كان يساعدنى أولاد حلال كثيرون من أصحاب القلوب الرحيمة، وطول 10 أعوام كنت أحمله على كتفى وأذهب به لأخذ جرعات الكيماوى، فى القاهرة، والزقازيق، وكان كثيرون يساعدوننى بمبالغ مالية ثابتة لشراء بعض الأدوية لعبد الرحمن، وحين مات مررت على الجميع أخبرهم بوفاته، حتى لا يرسلوا لى ما كانوا يرسلونه لعبد الرحمن، كثير منهم توقفوا عن إرسال مساعدتهم لى، وقليلون لم يقطعوا ما وهبه لى، خاصة أن عندى ابنة على وش زواج".
وتكمل أم عبد الرحمن أنها بعد وفاة ابنها وكسرة قلبها ظلت تتردد على بعض الأماكن لتعمل فيها لساعات معدودة حتى تستطيع أن تربى ابنها وابنتها الآخرين، وربت ابنتها حتى أتمت تعليمها فى الثانوى العام والتحقت بأحد المعاهد، والابن الأصغر فى المرحلة الإعدادية، وتقدم لخطبة ابنتها كثيرون لكنها لم تتمكن من استكمال جهازها.
تقول أم عبد الرحمن إنها تقدمت بطلب للحصول على معاش تكافل وكرامة من وحدة الشئون الاجتماعية بالمجاورة الـ15، بمنطقة الكيرهاوس، وظلت تتردد على وحدة التضامن متسائلة عن المعاش لتتمكن من دفع إيجار غرفتها الـ500 جنيه، لكن أخبرها مدير الوحدة أنه تم رفض طلبها، فلم تعرف ماذا تفعل.
وتؤكد أم عبد الرحمن: "أنا اتبهدلت بعد ابنى ما مات، ومش عارفة أدبر إيجار الغرفة ولا آكل ولا أربى ابنى وبنتى، خاصة إن المرض اشتد على زوجى، وطرقت كل الأبواب لمساعدتى، لكن كل المحاولات لم تنجح".
وتروى أم عبد الرحمن كيف ذهبت لجهاز العاشر من رمضان لمساعدتها فى البيع والشراء والعمل أو إعطائها شقة من شقق الإسكان التى يهبونها للحالات التى تستحق، لكن لم يلتفت إليها أحد.
وعن أحلام أم عبد الرحمن قالت: "نفسى أطلع أحج عشان دايما عبد الرحمن يجيلى فى المنام يقولى أنا مستناكى عند بيت النبى، ونفسى أحج وأهبله الحجة، ولو مت هناك يبقى ارتحت لكن عيالى فى رقابتى ولا أعرف ماذا أفعل".