التوقيت السبت، 23 نوفمبر 2024
التوقيت 01:59 ص , بتوقيت القاهرة

فيديو.. فيليب وروكسانا.. وثالثهما حب الإسكندرية وذكريات لا تنسى

"ذكرياتى فى مصر، والإسكندرية على وجه التحديد، لا تضاهى ذكرياتى فى أى بلد أخرى، ولا حتى اليونان التى ولدت بها، وذلك لأن حياتى كلها هنا، ولا أزور بلدى إلا كسائح كل عام أسبوع أو أسبوعين، ولن اقبل بالموت  والدفن إلا فى مصر التى عشت فيها وتربيت على  أرضها، وجلست على مقاهيها"..هكذا تحدث الخواجة فيليب، كما يناديه أصدقاءه فى الإسكندرية.

يقول فيليب، لليوم السابع: أنا من أوائل من حصل على الجنسية المصرية، سنة  1956 ، وكنت أبلغ وقتها من العمر 8 سنوات، حين جاء بى والدى إلى مصر، هربًا من الحرب فى أوروبا، بعد  الحرب العالمية الثانية، بسبب الأزمة الاقتصادية التى كانت تمر بها اليونان آنذاك، والتى دفعت أعداداً كبيرة من اليونانيين إلى الهجرة لمصر، حيث وصل عددهم إلى نحو 400 ألف فى خمسينات القرن الماضى،  وأصبح  والدى يعمل فى الجمارك.

وقال فيليب :"فخور أنى عشت فى مصر، وساموت بها، ولن أتركها فى أى يوم من الأيام، لانى لا أعتبر اى بلد أخرى بلدى، فالبلد الذى مات تحت أرضها قريب أو حبيب لك، هى بلدك، وأنا ماتت أسرتى ودفنت هنا، وأصريت على المكوث فيها، وقت أن رحل الجميع فى عهد جمال عبد الناصر، وبعد تأميم قناة السويس، إلا أنى لم أفكر أبدًا فى الرحيل.

وأضاف فيليب: سمعت أن من يشرب من مياه النيل ، يعود مرة أخرى لمصر لو تركها، وأنا شربت منها الكثير، حتى لا أتركها.

وعن زياراته لدولته اليونان يقول فيليب: حين تزوجت فى بدايات عمرى، كنت أذهب اليونان  5 مرات فى السنة، ولكن قل الأمر بالتدريج، وأصبحت الآن أذهب مرة كل عام، أجلس أسبوع أو أسبوعين، وأتعامل هناك كسائح، فليس لى  الكثير من الأصدقاء هناك، ولا توجد روح المصريين الموجودة هنا.

ويكمل  فيليب: أنجبت فتاة، وزوجتها من مصرى، وتعيش هنا فى الإسكندرية، وتحب هذه البلد كثيرًا، ولم تفكر كباقى صديقاتها العودة إلى اليونان، بعد تحسن الأحوال فيها، وقررت الاستقرار هنا.

ويوضح فيليب: أحب فى الإسكندرية، البحر، الذى لا أستطيع الابتعاد عنه، وكل الأكل البلدى والسكندرى، الذى أعشقه على الرغم من تعبى منه، ولكنى أهرع إلى المطاعم التى تقدمه وأتناوله هناك، كما أنى أحب الجلوس على المقاهى، ولعب الطاولة مع أصدقائى المصريين ، ولا أستطيع أحد أن يغلبنى فيها.

 

أما روكسانا فتقول:  أمى سمتنى بهذا الإسم، حين كانت فى السينما وحامل بى، و كانت تتابع فيلم فيه زوجة الإسكندر الأكبر تسمى روكسانا،  وقررت تسميتى بهذا الاسم، وأنا فخورة به، لأن اسمى يحمل معنى للبلد التى أعيش فيها وأحبها وهى الاسكندرية.

 

وتقول روكسانا:والدتى جاءت إلى مصر فى وقت الحرب العالمية الثانية، وأنجبتنى أنا وأختى، وعشنا هنا، وتزوجنا فيها، ولم يعد لنا مكان فى أى دولة أخرى، وأصبحت عائلتى جميعها هنا، ولا نذهب إلى اليونان إلا زيارات.

وتضيف روكسانا: صحيح عربيتنا مكسرة بسبب المدارس اليونانية التى تعلمنا فيها بفترة دراستنا، ولكن نتعامل مع جيراننا  كأننا مصريين ، ونأكل معهم، ونخرج معهم، ولا فرق بيننا وبينهم أبدًا.

 

وتقول روكسانا: عشرة الناس هنا مختلفة،  وجميلة وأصلهم طيب، حتى لو كان البعض منهم  غير جيدين، فإن الطبع غلاب، والأكثرية جيدين،  وأهنئ  جيرانى فى عيدهم، وهم يفعلون ذلك ايضًا، وفى عيد الفطر المبارك، يأتونى بكعك العيد، وفى عيد الأضحى، أجدهم يأتون بجزء من لحم الأضحية التى يذبحونها، فكيف أجد جيران بمثل هذه الطيبة و الألفة فى بلد آخرى.

 وتوضح روكسانا: أنا أطبخ الأكل المصرى، ولا أطبخ من الطعام اليونانى سوى القليل، وأعشق الملوخية والبامية، والأكلات الشعبية السكندرية.

 وتضيف روكسانا: لا أحب الإسكندرية فقط، ولكنى أعشق ايضًا القاهرة، واذهب إليها أنا وصديقاتى للتنزه هناك وزيارة الأهرامات، ومشاهدة النيل والاستمتاع به، من خلال استقلال مركب بداخله.