تسع سنوات خدم فيها محمد العباسي- أول جندي رفع العلم على أرض سيناء- وهو ينتظر اللحظة الحاسمة للمعركة الكبرى مع إسرائيل، بعد سنوات طويلة أمضاها في الجيش، خلال سنوات حرب الاستنزاف. 

 

البداية كانت يوم 5 أكتوبر، عندما أخبره قائد الكتيبة بانطلاق ساعة الصفر، لخوض حرب ضد إسرائيل لاستعادة سيناء.

يحكي "العباسى" في أحد الحوارات التي أجريت معه في ذكرى تحريرسيناء، أن الروح المعنوية للجنود كانت عالية، وتنتظرساعة الصفر بفارع الصبر، وبمجرد حلولها تقدم "العباسي" مع الجنود، وتم اقتحام خط بارليف، يقول: «العمل على هدمه كان شاقًا ولكننا استطعنا تحقيق هدفنا في أقل من الوقت المحدد له، وأنا أول من تمكنت من تسلقه ورفع علم مصر عليه، لتصبح المرة الأولى التي يتم رفع العلم على أرض سيناء بعد العبور مباشرة».

بطل حرب أكتوبر، وابن مدينة الشرقية، يستعيد تلك اللحظات الحية من عمر النضال المصري في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي لتحرير الأرض المصرية وهو يقول: "العلم لم يكن بحوزتي، ولكن قائد الكتيبة هو من أعطاه لي وقال لي: ارفع العلم يا عباسي، حررنا بلدنا من اليهود".

 

ويحكي "العباسي" عن ألم النكسة وهويؤكد: "فترة التحاقي بالجيش المصري هي فترة المعمعة، فعقب تجنيدي بالقوات المسلحة (1 يونيو عام 1967م) بـ 5 أيام فقط، كانت النكسة، التي دمرت الجيش ودمرتنا جميعًا بسبب القهر والحزن".