التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 12:03 م , بتوقيت القاهرة

الحلم السعودي من المؤسس إلى المجدد

بدأ الملك عبد العزيز حياته بحلم، حين طلب من والده استرجاع عرش الآباء، وظل الملك عبد العزيز يلح في طلبه محاولة استرداد عرش الرياض ووالده يرفض، حتى جاء اليوم الذي ألقي العباءة أمام والده على الأرض - وهي عادة عادة بدوية تعني طلب الجلوس للنقاش - وما أن جلس والده إلّا وقال له  "يا والدي أنت بين خطتين.. إما أن تأمر أحد عبيدك بانتزاع رأسي من بين كتفي فأستريح من هذه الحياة، وإما أن تنهض من توك فلا تخرج من منزل شيخ الكويت إلا بوعد في تسهيل خروجي للقتال في بطن نجد"، وقد وافق الإمام عبد الرحمن متململا. وقال وقتها "ليس لي قصد في أن أقف في سبيل إقدامك، ولكن كما ترى، موقفنا وحالنا يقضيان باستعمال الحكمة في إدارة أمرنا.. أما وقد عزمت، فأسأل الله لك العون والظفر".


مضى الملك عبد العزيز مع 63 رجلا وقبل الخروج من الكويت جاء له كتاب من أبيه يطلب منه عدم الخروج، وقرأ كتاب أبيه أمام رجاله، ثم قال: «لا أزيدكم علماً بما نحن فيه وهذا كتاب والدي يدعونا للعودة إلى الكويت، قرأته عليكم ومبارك ينصحنا بالعودة.. أنتم أحرار فيما تختارونه لأنفسكم، أما أنا فلن أُعرّض نفسي لأكون موضع السخرية في أزقة الكويت، ومن أراد الراحة ولقاء أهله والنوم والشبع فإلى يساري.. إلى يساري)، ثم التفت عبد العزيز إلى رسول أبيه وهو حاضر يشهد وقال له: (سلّم على الإمام وخبره بما رأيت، واسأله الدعاء لنا وقل له: موعدنا إن شاء الله في الرياض)، نجح الملك عبد العزيز فى السيطرة على الأمور وقرر أن يبني السعودية الثالثة وأحضر العلماء والمتخصصين من كل المجالات ومختلف الدول، من أخلص له حصل على الجنسية السعودية.


إن المملكة تمر الآن بمرحلة إعادة تنظيم، إنها تحتاج إلى ذلك فماذا ستفعل المملكة بعد انتهاء البترول في السنوات القادمة وهنا جاء اهتمام الملك سلمان وولي العهد  بسؤال "ماذا بعد" ؟ "ماذا بعد انتهاء البترول"؟.  


مشروع "نيوم" هو مشروع من ضمن حزمة مشاريع  تستهدف تطوير المملكة والمنطقة بالكامل، ويركز على العديد من القطاعات المستقبلية مثل مستقبل الطاقة والمياه والتنقل والتقنيات الحيوية والغذاء والعلوم التقنية والرقمية ومستقبل التصنيع المتطور والإعلام والإنتاج الإعلامي والترفيه والمعيشة الذي يمثل الركيزة الأساسية لباقي القطاعات، وسيتم دعم المشروع بأكثر من 500 مليار دولار من المملكة وصندوق الاستثمارات العامة، وهي مدينة عالمية تستهدف الكوادر العملية في العالم، مدينة ستكون الأجمل والأفضل في العالم، ستكون أفضل مدينة متطورة في العالم، تجمع المدينة ثلاث دول مع الأردن ومصر والسعودية .


لماذا مصر و السعودية؟، فالسعودية تمتلك أكبر ثروة اقتصادية وأكبر دولة من حيث المساحة.. أما مصر فهي أكبر دولة من ناحية الثروة البشرية كما وكيفا فأيهما أفضل أن يحدث تعاون بين الدول العربية، أما تعمد دول الخليج العربي على العمالة الآسيوية الرخيصة  فهذا من شأنه أن يؤدي في نهاية الأمر إلى تغيير التركيبة السكانية للمنطقة  فتطغى ديانات جديدة  وعادات مختلفة عن طبيعتنا كشعوب عربية.


إن استقبال الأمير محمد بن سلمان يعكس دفء العلاقات بين مصر والسعودية  في الوقت الحالي، والمستقبل في النهاية للعلم والحضارة. بداية القضاء على التطرف والإرهاب هو التطور، وحماية سيناء تبدأ من أن تكون مأهولة بالمشروعات والسكان ولذلك فهناك اهتمام بوجود مشروعات في كل مكان، وكل مشروع يعد خطوة للقضاء  على التطرف. الأمير الشاب استطاع خلال أشهر قليلة القيام بما لم يستطع أن يقوم به آخرون، فهو يتطلع للمستقبل.


للتواصل مع الكاتب اضغط هنا


المقال يعبر عن رأي كاتبه فقط ولا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع