التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 02:08 م , بتوقيت القاهرة

منيرة المهدية.. سيدة الغناء ورائدة المسرح تهجر الفن لتربية الحيوانات الأليفة

الشيخ يونس القاضى، محمد القصبجى، المغنى عبد العزيز خليل في حضرة منيرة المهدية
الشيخ يونس القاضى، محمد القصبجى، المغنى عبد العزيز خليل في حضرة منيرة المهدية

"أسمر ملك روحي، يمامة حلوة، ارخي الستارة، علي دول ياما علي دول، بعد العشا يحلى الهزار والفرفشة، أشكي لمين الهوى"، وغيرها من الأغتيات الشهيرة، التي فرضت شخصية منيرة المهدية على الساحة، وجلعها الأفضل لعشاق الطرب، بل وصل وصفها إلى سلطانة الطرب التي اهتز من أجلها "شنبات" رجال الدولة، لتتحول بمرور الوقت إلى ماركة مسجلة في تاريخ الغناء المصري.


كانت قرية المهدية مركز ههيا التابع لمحافظة الشرقية، شاهد عيان على مولد فنانة من طراز فريد، فصوتها المتجلي، وانتقاء كلماتها جعلها قبلة الكثيرين آنذاك، لكن القدر كما يحمل مفاجآت سعيدة، يحمل أيضًا عكسها السيئ، حيث توفي والدها وهي صغيرة، وتولت شقيقتها رعايتها، لكن عشقها للفن والطرب جعلها تواصل مشوارها كمطربة تحيي الليالي والحفلات، وفي مدينة الزقازيق عام 1905، شاهدها أحد أصحاب المقاهي الصغيرة، فأعجب بجمال صوتها، واستطاع إقناعها بالسفر إلى القاهرة، ومن هنا بدأ مشوار "المهدية".


الشيخ يونس القاضى، محمد القصبجى، المغنى عبد العزيز خليل في حضرة منيرة المهدية


أول مصرية على المسرح


خلال فترة قصيرة على تواجدها بالقاهرة استطاعت "منيرة" أن تنال إعجاب الكثيرين، فذاع صيتها، ولقبت بسلطانة الطرب، وسريعًا ما افتتحت ملهى خاصًا بها أطلقت عليه اسم "نزهة النفوس"، والذي تحول إلى ملتقى رجال الفكر والسياسة والصحافة بفضل ما كانت تتمتع به من شخصية قوية وقيادية.


وفي صيف 1915، تقف فتاة ذو صوت رائع على خشبة مسرح عزيز عيد، لتمثل وتقدم شخصية فتى يدعى "حسن"، المتواجدون مندشون إلى المشهد، وعلى الجانب الآخر تكتب "المهدية" تاريخًا جديدًا في المسرح، لتصبح بذلك أول امرأة مصرية تقف على خشبته في التاريخ، وهذا ما زاد الإقبال على المسرحيات، وأصبحت فرقة عزيز عيد، تنافس فرقة "سلامة حجازي".


منيرة المهدية والعندليب


انشغالها بالسياسة


بعد نجاح "منيرة" في المسرح، شاركت الفتاة ذات الصوت الرائع في العديد من الأعمال الأخرى، منها كارمن، وكامنيتا، وتاييس، وعروس الشرق، والپريكول، والغندورة، وحرم المفتش، وصدق الإخاء، وأوبرا عايدة، وصلاح الدين، وكليوبترا، وبالرغم من ذلك لم تكن موفقة بالعمل السينمائي، حيث شاركت في تجربة واحدة، وهو فيلم "الغندورة"، الذي كان في الأصل مسرحية وتحولت إلى فيلم سينمائي، فيما بعد.


الفتاة لم تكتف فقط بمجال الفن والمسرح أو حتى الغناء، وسرعان ما اندمجت في الحياة السياسية، فشاركت في تحرير المرأة، كما تزعمت حركة وطنية عن طريق مسرحها وفنها الغنائي الأصيل، وقامت بتأسيس مقهى بحي الأزبكية أطلقت عليه اسم "نزهة النفوس"، وكان كبار السياسيين والأدباء في مصر وبلاد الشام والسودان يجتمعون فيه وفي بيتها أيضًا، لتطلق الصحافة اسم "هواء الحرية" على مسرح منيرة المهدية، فيما بعد.


منيرة المهدية


تربية الحيوانات الأليفة


ولأن أحبال السياسة تطول كما هو معروف، ابتعدت "منيرة" عن الفن قرابة العشرين عامًا، لكنها استطاعت العودة مرة أخرى إلى خشبة المسرح عام 1948، لكنها لم تلق قبول المتواجدين آنذاك، وشهدت هذه الفترة صراعًا حادًا بينها وبين "أم كلثوم"، المطربة الوافدة التي فرضت شروطًا جديدة على الساحة الفنية، لم تستطع "المهدية" مجاراتها، فما كان منها إلا أن اعتزلت الفن وتفرغت لهوايتها وهي تربية الحيوانات الأليفة، حتى وفاتها في 11 مارس عام 1965.


اقرأ أيضًا..


من "منيرة المهدية" إلى "الحاجة صفية".. تعرف على حياة نادية راشد الفنية


بلاي ليست.. منيرة المهدية