التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 11:02 ص , بتوقيت القاهرة

لماذا انتشر فيروس لاسا في نيجيريا؟

مرض وبائي يجتاح نيجيريا ولا يمكن استخدام التطعيم لإيقافه.. هو فيروس "حمى لاسا" الذي قتل حتى الآن 110 أشخاص على الأقل.. وكان انتشاره بطريقة تشبه كثيرا ما يحدث مع الأوبئة التي نقرأ عنها في كتب التاريخ.


فتش عن الفئران


حمى لاسا النزفية انتشرت في نصف ولايات نيجيريا حاليا، وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن الوباء يشبه الإيبولا في سرعة انتشاره ولا يوجد لقاح يمكنه إيقاف العدوى.. وهذا جعل منظمة الصحة العالمية تعتبره واحدا من 8 أمراض يمكن أن تنتشر وبائيا في العالم هذا العام. 


العدوى نفسها تأتي بنفس شكل انتشار الطاعون في أوروبا في القرن الرابع عشر، والذي عرف باسم "الموت الأسود".


والسبب في ذلك أن الفئران نفسها لديها مناعة من المرض، ولكنها تظل حاملة له وتنقله للبشر.. لذا يسهل تخيل كيف يمكن لفئران في المنازل والقرى أن تنقل المرض بسهولة إذا لمست مصادر المياه أو الطعام.



المرض ليس جديدا


"لاسا" نفسه من الأمراض المستوطنة في نيجيريا ويظهر بشكل موسمي كل عام، ولكن ما يحدث في 2018 أنه منذ 1 يناير بدأت حالات الإصابة في الارتفاع بمعدلات غير طبيعية.. فبجانب وفاة 110 أشخاص هناك 353 حالة إصابة مؤكدة، و 1121 حالة يشتبه فيها.


الخطورة الآن مع المرض هذا الموسم أن الفئران التي تحمله هي نوع من الفئران تعرف باسم فصيلة "متعددة الأثداء" ليست كفئران المدن التي تعيش في المناطق المظلمة، بل هي فئران موطنها الأساسي في الغابات والحقول والقرى، وهو ما يعني أنها قريبة جدا من مصادر الطعام، ويمكن أن تلوث الحقول بمساحات كبيرة.


أسباب أخرى غير الفئران


بحسب تقرير منظمة الصحة العامة البريطانية، فإن العوامل الجوية والبيئية ربما تكون سببا في ظهور المرض وانتشاره بأكثر من المعدلات الطبيعية.. ويشرح التقرير أنه في الظروف البيئية المناسبة يكون انتشار وزيادة أعداد الحيوانات الثديية الصغيرة "مثل الفئران" أسرع من البشر بنحو 10 أضعاف إلى 20 ضعفا.



وهذا يعني أنه إذا كان هناك موسم أمطار كثيفة مع زيادة كبيرة في المحاصيل، فإن المقابل يأتي في صورة زيادة أعداد الفئران التي وجدت طعاما كثيرا يكفي لتكاثر أعدادها.. أي أنه كلما زاد الطعام كلما زادت أعداد الفئران حاملة "لاسا" وكلما زادت نسبة الإصابة بين البشر.


وهذا الأمر لا يقف فقط عند "لاسا"، فهناك أمراض أخرى تنتظر الظروف المناسبة مثل إنفلونزا الطيور والكوليرا وغيرها من الأمراض التي زادت نسبة الإصابة بها بسبب الاحتباس الحراري.


اقرأ أيضا


من الطاعون للكوليرا.. أمراض القرون الوسطى تعود للشرق الأوسط وأفريقيا