التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 01:13 م , بتوقيت القاهرة

كيف نفهم التقارب بين الكوريتين وكواليس احتواء التوترات العسكرية بينهما؟

تطورات ملموسة وتقدما ملحوظا فى مسار العلاقات بين الكوريتين الشمالية وشطرها الجنوبى مع إعلان زعيما الكوريتين، عقد قمة ثالثة بين بلديهما فى إبريل المقبل بالمنطقة منزوعة السلاح، فيما أبدت بيونج يانج استعدادها للتخلى عن أسلحتها النووية فى حال ضمان أمن نظامها، بحسب ما أعلنت سيول، فكيف نفهم هذا التقارب بين البلدين؟


ذروة التقارب بين الشمال والجنوب


مع انطلاق دولة الألعاب الأولمبية لعام 2018 التى أقيمت فى كوريا الجنوبية، اتجهت أنظار العالم إلى ما إذا كان هذا الحدث الرياضى سيجمع زعماء الكوريتين والعالم بهدف إحلال السلام فى شبه الجزيرة الكورية، وبالفعل جاءت ذروة التقارب الكورى الشمالي، عند مجيء كيم يو جونج الشقيقة الصغرى لكيم جونج أون إلى الجنوب، فى أول زيارة لعضو من العائلة الحاكمة فى بيونج يانج منذ نهاية الحرب الكورية فى 1953.


وأشارت وقتها وسائل إعلام كورية شمالية إلى أن الزعيم الكورى الشمالي، كيم جونغ أون، قال لوفد زائر رفيع المستوى من كوريا الجنوبية، إنه يرغب بشدة فى تحسن العلاقات بين البلدين و"كتابة تاريخ جديد لإعادة الوحدة" مع كوريا الجنوبية، مما يشير إلى نية كوريا الشمالية فى التقرب من شطرها الجنوبى.


وزار وفدا كوريا جنوبيا الرفيع المستوى بيونج يانج فى زيارة تاريخية، ترأسها تشونج اوي-يونج، مستشار الأمن القومى للرئيس الكورى الجنوبي، حيث تألف الوفد  من 10 أعضاء، لتشجيع الحوار بين بيونج يانج وواشنطن حول الأسلحة النووية، فى دلالة واضحة على أن سول ترغب هى الأخرى فى احتواء التوترات العسكرية فى شبه الجزيرة الكورية.


وقد عاد الوفد الكورى الجنوبى البارز إلى سول بعدما التقى الزعيم الكورى الشمالى كيم جونج أون، وقد اتفاقا الطرفان على عقد قمة بين الزعيم الكورى الشمالى والرئيس الكورى الجنوبى مون جاى إن فى نهاية إبريل المقبل.                                                                                                      


التوتر بين الجنوب والشمال

فى عام 1953 انتهاء الحرب الأهلية، إلا أن شبه الجزيرة الكورية لم تهدأ نهائيا، إذ إنها تعيش فى أجواء الحروب الباردة منذ ذلك العام وحتى الآن، حيت تصاعدت حدة التوتر بين الشطرين الجنوبى والشمالى بعدما أجرت بيونج يانج تجارب صاروخية نووية فى عام 2017، مما أغضب جارتها الجنوبية والعالم بأكمله.


وبعد مضى أشهر قليلة على هذه التجارب النووية الكورية الشمالية، قرر زعيم بيونج يانج  المشاركة فى دورة الألعاب الأولمبية لعام 2018 فى الشطر الجنوبى، التى انتهت فى فبراير الماضى،  ومن ثم أكد الرئيس الكورى الجنوبى مون جيه- أن مشاركة الجارة الشمالية فى دورة الألعاب لعبت دورا إيجابيا فى عقد "أولمبياد السلام"، وتتيح فرصة لتحسين العلاقات بين الكوريتين.