قصة الرعب الأمريكي من حرب الذكاء الاصطناعى بقيادة التنين الصيني والدب الروسي
وصف مسؤولون في "البنتاجون" قبل أربع سنوات تنامي الاستثمارات الصينية في القوات المسلحة بـ"الإنذار الملموس"، خاصة بعد الزيادة السنوية فى ميزانية الجيش الصييني، مطالبين الولايات المتحدة باتخاذ الحذر وضرورة العمل حماية شواطئ الولايات المتحدة من أي تهديدات صينية محتملة، والعمل على تعزيز قوة الجيش الأميريكي، وذلك من خلال ابتكار وتطوير تقنيات من شأنها ترجيح كفة أميركا ضد منافستها الصين.
ومن بين التقنيات التي حظيت باهتمام مسؤولي "البنتاجون" مشروع ذكاء اصطناعي، بمقدوره تفحص الفيديو الملتقط من طائرة "درون"، والكشف عن تفاصيل قد يهملها العنصر البشري، كتحديد أفراد يتنقلون بين مقار لجماعات إرهابية في منطقة ما مثلاً.
الصين والولايات المتحدة وحرب الذكاء الاصطناعي
تسعى الولايات المتحدة الأمريكية، لتطوير أسلحتها فى ميدان أسلحة الذكاء الاصطناعي، لتقف حاجزا ضد الصين التى تتبنى خطةً طموحةً بأن تصبح القوة العالمية المهيمنة في مضمار الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030.
ونقلت "وول ستريت جورنال" عن تايم مينغ شونغ، الخبير بالشؤون العسكرية الصينية في جامعة "كاليفورنيا" الأميركية قوله، إن جيش التحرير الشعبي الصيني، يحاول استنساخ التجربة الأمريكية في مجال التسليح بأنظمة الذكاء الاصطناعي، ولقد قام جيش التحرير الشعبي الصيني قبل عامين بتحسين وإعادة تنظيم فرع العلوم والتكنولوجيا، لإنتاج تجربة على غرار وكالة مشاريع البحوث المتطورة الدفاعية (داربا) الأمريكية ولكن بمواصفات ومقاييس صينية، كذلك تعمل بكين على بناء مختبرات متطوّرة، وبفضل تأثيرها الصناعي الكبير، فهي قادرة على تحقيق اندماج أكبر بين المؤسسة العسكرية واستثمارات الذكاء الاصطناعي.
ويؤكد كريس تيلور، الرئيس التنفيذي لدى شركة Govini، المتخصّصة في تحليل البيانات ودراسات الاستثمارات الحكومية في الذكاء الاصطناعي، على كلام تايم مينغ شونغ، ويقول: "أجاد الصينيون تبني الاستراتيجية الأميريكية، وهاهم يستخدمونها ضدنا الآن.
تطور الذكاء الاصطناعى الصيني
كشفت وسائل إعلام صينية في يناير الماضي، عن تطوير باحثين بالتعاون مع الجامعة الوطنية لتكنولوجيا الدفاع والمركز الوطني للكمبيوترات الخارقة في تيانجين، لكمبيوتر خارق يتوقع الانتهاء من العمل عليه سنة 2020، وهو أسرع بعشر مرات من أقوى الكمبيوترات الموجودة في العالم.
ويمتد التطوّر الصيني أيضاً ليشمل علم المعلومات الكمية، والذي بات محط أنظار جيوش العالم، للمزايا العسكرية التي يمكن الاستفادة منها بتطبيقات الذكاء الاصطناعي، كافتراض استغلال قدرة الجزئيات دون الذرية كالفوتونات على الانتقال لدول متعددة بذات الوقت، وعكس بعضها البعض عبر مسافات شاسعة، وعسكرياً تبدو الفرص مواتيةً للاستفادة من هذا العلم وتطبيقاته في ضمان توفير اتصالات آمنة، والحصول على شحنات فائقة القوة.
وقد بدأ العمل في مدينة "هيفي" الصينية العام الماضي على مشروع بقيمة مليار دولار، لتشييد مختبر وطني للمعلومات الكمية، بإشراف عالم الفيزياء بان جيانوي، والذي يقود فريقاً أطلق أول قمر اصطناعي للاتصالات الكمية، والذي يتيح إرسال شيفرات لا يمكن اختراقها.
الجيش الأمريكي وضم القطاع الخاص
فى جهة مقابلة، يسعى الجيش الأمريكي لتأسيس تعاون مع القطاع الخاص، للاستفادة من أعمال التطوير لتقنيات الذكاء الاصطناعي، وهو توجه يصطدم برفض عدد من الشركات الرائدة في هذه الصناعة، الدخول في شراكات مع المؤسسة العسكرية، وإدراكاً منها لحجم المشكلة، أسس البنتاجون سنة 2015 مكتباً للتواصل مع مؤسسات قطاع التكنولوجيا، ومنح عقوداً لشركات ناشئة متخصّصة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، كما يعمل سلاح الجو على تعزيز علاقاته بالشركات التقنية والجامعات ومراكز الأبحاث، إذ يتعاون مع باحثين في شركة IBM لإنتاج شرائح ذكية بتقنية "الحوسبة العصبية"، بمقدورها معالجة المعلومات بسرعة فائقة.
وطبقاً لتقرير "وول ستريت جورنال"، يعمل الجيش الأميركي على أنظمة تكتيكية لتقنية الواقع المعزز في ساحات المعارك، لعرض الفيديوهات المستقبلة من طائرات الـ"درون"، وتحسين الرؤية الليلية، وتأمين بيانات عن التهديدات المحتملة، والأهداف والمناطق التي يجب اقتحامها أو حمايتها، كما يستعمل سلاح الجو الأميريكي في طائرته المقاتلة F-35 تقنية الذكاء الاصطناعي، لتقييم ومشاركة بيانات الرادار وأجهزة الرصد الأخرى، بين الطيارين، لمساعدتهم في معرفة ظروف المعركة على نحو أفضل.
روسيا المنافس القادم بقوة
وإلى جانب الصين والولايات المتحدة، تعد روسيا منافساً قوياً، حيث تركز موسكو على تصنيع أسلحة مدعمة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، وتخطط بأن تصبح نسبة 30 % من جيشها وقوتها العسكرية خلال العقد المقبل، تعمل آلياً، وتثير هذه الاستراتيجية الروسية تخوّف الغرب، وهو ما جعل مسؤولين عسكريين بارزين يحثون حلف شمال الأطلسي على زيادة الاستثمارات في مجال الذكاء الاصطناعي، وإنشاء مركز يدرس احتمالات اندلاع حروب مبنية على التقنيات الذكية، ووكالة لمشاريع البحوث المتطورة الدفاعية.
ورغم اتفاق جميع القوى العسكرية المؤثرة في العالم على دور الذكاء الاصطناعي في المعارك المستقبلية، لا تزال هناك العديد من إشارات الاستفهام المرتبطة بتلك التقنيات، كالدور البشري ومدة تدخله في عملها، وذلك لكونهم يتمتعون بقدرات تحليل تواكب المتغيرات والمخاطر، لاتخاذ القرارات الصحيحة والتي تعد العنصر الحاسم للفوز بأي معركة.
اقرأ أيضًا
"كارثة حربية" تعرضت لها أمريكا بسبب أحدث طائراتها F-35