التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 12:33 م , بتوقيت القاهرة

استحضار روح تشرشل في الساعة الأكثر ظلمة

كلما زادت فترة تأملك للماضي، طالت فترة المستقبل التي تستطيع التنبؤ بها، هكذا تحدث ونستون تشرشل في الماضي، وتلك هي الفكرة التي تكمن فى استحضار روح تشرشل حاليا.


براين كوكس  ممثل قادم من مسرح شكسبير واشتهر بأداء شخصية الملك لير خلال السنوات الماضية  ويعتبر اختيارا موفقا لتأدية شخصية تشرشل بأبعادها  النفسية المعقدة، ولكن الفيلم لا يحقق المطلوب منه، فلا تمر فترة طويلة حتى يظهر فيلم مشابه من بطولة الممثل المبدع  غاري أولدمان مرشح للأوسكار، وإن كان الفيلم البريطاني  اهتم بتجسيد المعارك الحربية، فإن الفيلم الأمريكي  ركز على  المعارك السياسية بين السياسيين التي قادت إلى اتخاذ قرار الإجلاء. هنا يأتي السؤال الأهم، لماذا يرغب الغرب فى استحضار روح تشرشل الآن؟ هل هو حنين للماضى، أم رغبة لدى المبدعين أن يظهر تشرشل ليقف أمام الطموح  الغير متناهي  للرئيس الروسي بوتين.


نحن أمام شخصية محيرة وسياسي داهية تؤمن به المعارضة قبل المؤيدين له


إننا أمام رجل جمع البريطانيين حوله وغير العالم عندما  حقق الانتصار بالسياسة قبل الانتصارات العسكرية، رجل أعطي السياسة  عمره  وأعطته مجده وشهرته التاريخية. الحقيقة أن تشرشل من الشخصيات التي دائما  ما أرفع لها قبعة الاحترام، فهو السياسي العجوز صاحب القبعة والسيجار والنظارة الدائرية والذكاء المفرط.


يؤكد الفيلم على أن قوة الإنسان الحقيقية  تظهر في المواقف الصعبة غير المعتادة ، ويدور العمل حول الحرب العالمية  الثانية وسقوط الدول الأوربية  دولة تلو الأخرى، وكما هو معروف أن الانتصار يولد القوة  والقوة تولد مزيدا من القوة.


نحن أمام شخصية محيرة، وسياسي داهية تؤمن به المعارضة قبل المؤيدين له، الفيلم يقترب من بحثه السياسي  في مادة صنع القرار، كيف اتخذت بريطانيا قرار الحرب فهو أقرب إلى مدرسة فيلم "ناصر 56"، فهو من نوعية السير الذاتية  التي تدور حول لحظة كاشفة توضح ما حدث  وما سيحدث ولماذا، فنحن لسنا أمام فيلم يتناول حياة تشرشل من الميلاد إلى الوفاة كالمعتاد.


ينتهي الفيلم بموافقة البرلمان على خوض الحرب حيث  تقرر بريطانيا إنزال قواتها البحرية، والتي تعد أكبر عملية إنزال جنود في تاريخ البشرية، ويأتي المشهد  المتميز  في" الساعة الأكثر ظلمة  "عندما يقرر تشرتشل  أن يركب مترو الأنفاق، والذي يثبت له أنه كان دائماً على حق. فركاب القطار يخبرونه بكل حماسة وطنية، أنهم يرفضون الاستسلام وأنهم مع قرار  الحرب،  حتى الطفل الصغير يقف بكل شجاعة وتصميم، لبهتف أمامه "أبداً لن نستسلم" ، فهل ينزل القادة الغرب ليستمعوا إلى شعوبهم ويحققوا رغباتهم في السلام الآن؟.


 إن الشعوب الغربية ترغب في الانسحاب من سوريا المتورطة فيها بكل قوة. فالغرب يسعى بكل قوته لتدمير عالمنا الحالي، فهل يأتي تشرتشل جديد ؟ لا أعتقد.


 


للتواصل مع الكاتب اضغط هنا


المقال يعبر عن رأي كاتبه فقط ولا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع


اقرأ أيضا:


ترامب بلا قناع !