بين "الجنون" و"المس الشيطاني"، قد تم إلقاء الاتهامات على العديد من مرضي الاضطرابات العصبية على مر العصور، بينما أخذت هذه الاتهامات شكل أخر إلى أن وصلت كونها "سخطًا ربانيًا"، ولكن كان للعلم رأى أخر، حيث أنّ الاضطراب النفسي هو نمط سيكولوجي أو سلوكي ينتج عن الشعور بالضيق أو العجز الذي يصيب الفرد ولا يعد جزءًا من النمو الطبيعي للمهارات العقلية أو الثقافة.

ومن بين الآلاف من المتلازمات الطبية، التي قد تتسبب في الاضطرابات النفسية للشخص، كان هناك بعض منها حاز على غرابة كبيرة، لما قد تتسبب فيه للشخص المصاب بها من أعراض تثير الدهشة، وذلك وفق ما تم تسجيله في الأدب الطبي.  

متلازمة فريجولي

تعد هذه المتلازمة من الأنواع النادرة جدًا، والتي قد تأتى للأشخاص المصابة بمرض الفصام "السكيزوفرنيا"، وليس ذلك فقط بل ترافقت أيضا مع بعض حالات الصرع، والرض القوي بشكل كبير على الرأس.

وتم تسمية هذه المتلازمة على اسم الممثل إيطالي اشتهر بقدرته على القيام بتغيرات سريعة في مظهره على خشبة المسرح، حيث تقوم هذه المتلازمة على اعتقاد صاحب المرض، أنّ أحد الأشخاص المألوفين لديه، اتخذ مظهر شخص غريب، وبذلك فإن أشخاصاً مختلفين بالنسبة إليه هم في الحقيقة شخص واحد يستطيع تغيير مظهره.

متلازمة كابجراس

يمكننا تسمية هذه المتلازمة باسم أخر وهو "وهم التضاعف"، حيث تعتمد على التوهم الخاطئ في التعرف على المقربين لديك، فيعتقد المصاب بهذه المتلازمة أنه تم استبدالهم، مع شخصٍ محتال له نفس المظهر تماماً أو حتى بعدة أشخاص محتالين، وأكثر من يعتقد بهم ذلك الزوج والزوجة.

وسميت هذه المتلازمة بهذا الاسم، حيث تعود إلى عالم النفس الفرنسي، الذي شخصها ووصف هذه الحالة لأول مرة، وتحدث غالباً عند مرضى الفصام، كما يمكن أن تصيب من قد أصيبوا برضوضٍ دماغيةٍ قوية أو حتى مرضى الصرع.

توهم كوتارد

سميت هذه المتلازمة على أسم"جولز كوتارد" عالم الأعصاب الفرنسي، الذي نجح في تشخيصها ووصفها لأول مرة في عام 1880، وهي في معني أخر تدعى"توهم انعدامي" أي يعتقد الشخص لمصاب بها أن قد مات من قبل، متعفن، أو يعيش خاوي من الأعضاء الداخلية، وغالباً ما تصيب مرضى الاكتئاب النفسي أو الفصام.