التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 06:33 م , بتوقيت القاهرة

"الحمار يتحدث"..والجبل يلد جملا"..قصة الحيوانات"المعجزة"فى القرآن والتوراة

ذكر كل من القرأن الكريم والتوراة، العديد من القصص والروايات من أجل الحكم والعبر، خاصة قصص الأنبياء، التى خاطبت أولئك الذين رفضون الإرساليات السمائية لهدايتهم، ومن بين الآيات الكثيرة التى هدفت لهداية البشر، هناك قصص "إعجازية"، استخدم فيها الله سبحانه، انبيائه لإيصال رسائله للبشر، بطرق خارج نطاق العقل، لا تستطيع إدراكها بـ"العقل البشري"، حتي يتيقن لدى المتلقى أنها "معجزة إلهية".


بين "الجمل" و"الحمار"،  دلالات "إعجازية" تم رصدها فى القرآن الكريم والتوراة، هذا "الجبل الذى يتمخص وينجب جملا"، لتأكيد نبوه النبى صالح لقوم ثمود، وذاك الحمار "الناطق" الذى تحدث لنبى الله بلعام، ليعلم الأخير رسالة الله له.


ناقة النبى صالح


من أبرز قصص الحيوانات "المعجزة" التى ذكرت فى القرآن الكريم، هى قصة "ناقة صالح"، ذاك النبى، الذى بعث لقومه "ثمود"، وقد جاءت القصة في العديد من سور القرآن الكريم، منها: سورة الأعراف، وهود، والحِجر، والشعراء، وفصّلت.


تمثال لناقةصالح بدير سانت كاترين


وقد أرسل الله نبيه صالحاً إلى قوم ثمود ليدعوهم إلى الإيمان بالله وحده، وترك ما كانوا يعبدون من دون الله، وثمود قبيلةٌ عربية بمنطقة الحِجر، الواقعة بين الحدود الشمالية من المملكة العربية السعودية وشرق المملكة الأردنية الهاشمية، وإليها ينتمي نبي الله صالح.


كيف استقبل قوم ثمود رسالة النبى صالح؟


لم يصدق قوم "ثمود" رسالة "صالح"، وطلبوا منه أن يأتيهم بمعجزة تثبت لهم صدقه وأنه رسول أرسله الله إليهم،  وحددوا نوع المعجزة ، فطلبوا أن يخرج لهم من الجبل أو من الصخر ناقةً لونها أحمر عشراء، ثم تضع حملها وهم ينظرون إليها، كما أنها ترد الماء الذي كانوا يردون منه فتشرب منه وتغدو عليه وتروح، ثم تأتيهم بلبنٍ مثل ما شربت من الماء.


وبعدما صلى "صالح"، استجاب الله لدعائه، فطلب من قومه أن يخرجوا إلى هضبة أو جهة معينةٍ من الأرض ففعلوا كما طلب منهم، فإذا بتلك الهضبة تتمخض تماماً كما تتمخض الحامل، ثم انفرجت بأمر الله فخرجت الناقة من وسطها، فقال لهم نبي الله صالح ، إن هذه هي الناقة التي طلبتموها كآية فاتركوها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء.


وسرد القرأن الكريم القصة بهذه الآيات فى سورة الشعراء : «وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (140) كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ (141) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ (142) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (143) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (144) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ  إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى? رَبِّ الْعَالَمِينَ (145) أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ (146) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (147) وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ (148) وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ (149) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (150) وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ (151) الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ (152) قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ (153) مَا أَنتَ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (154) قَالَ هَ?ذِهِ نَاقَةٌ لَّهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ (155) وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ (156) فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ (157) فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ  إِنَّ فِي ذَ?لِكَ لَآيَةً  وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ (158) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (159)».


قصة حمار بلعام بن باعور


"بلعام بن باعور"، بحسب رواية"التوراة"، أعطاه الله روح النبوة مؤقتا، ثم انتزعها منه عندما اهتم بجمع المال، أكثر من اهتمامه بروح النبوة التى منحها الله له، وكان يعيش فى منطقة أرام، مابين النهرين فى العراق، وهو من نسل سام ابن نوح، ويبدو أنه كان مشهورًا بأعماله الخارقة للطبيعة التى وصلت أخباره لبلاد موآب، أعداء الإسرائليون آنذاك.


حمارة بلعام


وذكر العهد القديم بالكتاب المقدس، قصة بدء استعدادات الإسرائيليون للدخول إلى أرض كنعان، وفى تلك الآثناء كان ملك موآب ويدعى "بالاق"، يخشي دخولهم فأرسل لطلب "بلعام" للقاءه واعطاءه أموالا مقابل أن يلعن الإسرائيلين، حتى لا ينتصروا عليهم فى حال دخولهم الحرب.


وذكرت القصة فى التوراة فى اصحاح 22 سفر العدد قصة دعوة ملك مؤاب لـ"بلعام" :«وَلَمَّا رَأَى بَالاَقُ بْنُ صِفُّورَ جَمِيعَ مَا فَعَلَ إِسْرَائِيلُ بِالأَمُورِيِّينَ، 3 فَزِعَ مُوآبُ مِنَ الشَّعْبِ جِدًّا لأَنَّهُ كَثِيرٌ، وَضَجَرَ مُوآبُ مِنْ قِبَلَ بَنِي إِسْرَائِيلَ. 4 فَقَالَ مُوآبُ لِشُيُوخِ مِدْيَانَ: «الآنَ يَلْحَسُ الْجُمْهُورُ كُلَّ مَا حَوْلَنَا كَمَا يَلْحَسُ الثَّوْرُ خُضْرَةَ الْحَقْلِ». وَكَانَ بَالاَقُ بْنُ صِفُّورَ مَلِكًا لِمُوآبَ فِي ذلِكَ الزَّمَانِ. 5 فَأَرْسَلَ رُسُلاً إِلَى بَلْعَامَ بْنِ بَعُورَ، إِلَى فَتُورَ الَّتِي عَلَى النَّهْرِ فِي أَرْضِ بَنِي شَعْبِهِ لِيَدْعُوَهُ قَائِلاً: «هُوَذَا شَعْبٌ قَدْ خَرَجَ مِنْ مِصْرَ. هُوَذَا قَدْ غَشَّى وَجْهَ الأَرْضِ، وَهُوَ مُقِيمٌ مُقَابَل لِي. 6 فَالآنَ تَعَالَ وَالْعَنْ لِي هذَا الشَّعْبَ، لأَنَّهُ أَعْظَمُ مِنِّي، لَعَلَّهُ يُمْكِنُنَا أَنْ نَكْسِرَهُ فَأَطْرُدَهُ مِنَ الأَرْضِ، لأَنِّي عَرَفْتُ أَنَّ الَّذِي تُبَارِكُهُ مُبَارَكٌ وَالَّذِي تَلْعَنُهُ مَلْعُونٌ».


وحينما قبل بلعام دعوة الملك وتوجه للقاءه، رفض"الله"، أن يلعن نبيه شعب إسرائيل، وحاول إيقافه بهذه الطريقة التى ذكرت فى الآيات الأتية :« 28 فَفَتَحَ الرَّبُّ فَمَ الأَتَانِ، فَقَالَتْ لِبَلْعَامَ: «مَاذَا صَنَعْتُ بِكَ حَتَّى ضَرَبْتَنِي الآنَ ثَلاَثَ دَفَعَاتٍ؟». 29 فَقَالَ بَلْعَامُ لِلأَتَانِ: «لأَنَّكِ ازْدَرَيْتِ بِي. لَوْ كَانَ فِي يَدِي سَيْفٌ لَكُنْتُ الآنَ قَدْ قَتَلْتُكِ». 30 فَقَالَتِ الأَتَانُ لِبَلْعَامَ: «أَلَسْتُ أَنَا أَتَانَكَ الَّتِي رَكِبْتَ عَلَيْهَا مُنْذُ وُجُودِكَ إِلَى هذَا الْيَوْمِ؟ هَلْ تَعَوَّدْتُ أَنْ أَفْعَلَ بِكَ هكَذَا؟» فَقَالَ: «لاَ»"، 31 ثُمَّ كَشَفَ الرَّبُّ عَنْ عَيْنَيْ بَلْعَامَ، فَأَبْصَرَ مَلاَكَ الرَّبِّ وَاقِفًا فِي الطَّرِيقِ وَسَيْفُهُ مَسْلُولٌ فِي يَدِهِ، فَخَرَّ سَاجِدًا عَلَى وَجْهِهِ. 32 فَقَالَ لَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ: «لِمَاذَا ضَرَبْتَ أَتَانَكَ الآنَ ثَلاَثَ دَفَعَاتٍ؟ هأَنَذَا قَدْ خَرَجْتُ لِلْمُقَاوَمَةِ لأَنَّ الطَّرِيقَ وَرْطَةٌ أَمَامِي، 33 فَأَبْصَرَتْنِي الأَتَانُ وَمَالَتْ مِنْ قُدَّامِي الآنَ ثَلاَثَ دَفَعَاتٍ. وَلَوْ لَمْ تَمِلْ مِنْ قُدَّامِي لَكُنْتُ الآنَ قَدْ قَتَلْتُكَ وَاسْتَبْقَيْتُهَا».


اقرأ أيضًا


من يوسف الصديق لمريم العذراء.. تجسيد الأنبياء وصل إلى مصر