التوقيت الإثنين، 25 نوفمبر 2024
التوقيت 11:18 م , بتوقيت القاهرة

عصير محمود سعد

 قد يكون محمود سعد أحد الإعلاميين القلائل الذين اعترفوا  بالطريقة التي التحقوا بها بمجال الإعلام، إذ قال ببساطة في أحد لقاءاته أن الأمر تم عن طريق والدته (بالواسطة يعني) وقال نصا وقتها: "لو لم تكن لي فرصة في الإعلام لكنت اخترت طريقا آخر" .


محمود سعد كإعلامي كان مجرد صديق للفنانين، فستجده صديقا للفنان أحمد زكي وكان يظهر معه في بعض اللقطات السينمائية والفوتوغرافية وغيره، وستجده كصحفي موظف بامتياز، مما مكنه من أن  يصل إلى رئاسة تحرير مجلة الكواكب ويجيد إدارتها وارتفعت مبيعاتها في عهده قليلا، لولا انسحابه الدائم،  وهي عادته فسعد على مدار تاريخه ويتميز  بإجادة الانسحاب والعودة .


محمود سعد وأحمد زكي في مشهد من فيلم الرجل الثالث

منحته هاله سرحان فرصة ليظهر أمام الكاميرا، ليبدأ الجمهور في التعرف إليه بشكل تدريجي من خلال قناة دريم، ليأتي إفيه اشرب العصير ليدخله قلوب المصريين، ثم يقدم  برنامجا رمضانيا  في موعد مميز عبارة عن صحفي يقدم برنامج حواري مع الفنانين لترتفع اسمهمه أكثر، ومازال محمود سعد حتي هذه اللحظة بعيدا عن السياسة.


يبدأ محمود سعد بعدها في تقديم برنامج دقوا المزاهر وكان هدف البرنامج هو تلميع أحمد عز الراعي الرسمي للبرنامج وقتها، وهنا تحدث أهم مرحلة انتقالية في حياة محمود سعد، إذ كان الجمهور يتقبل محمود سعد كمذيع له أداء خاص، يحاول لعب دور طارق علام الذي اتجه للسينما وقتها وقدم عددا من الأفلام التي لم تلقى قبولا لدى الجمهور.
 

محمود سعد صاحب نبرة صوت مميزة، تشعر بداخلها بالطيبة والرقة، فهو الأب الحنون والخال الحكيم، محمود من المذيعين القادرين على تغيير نبرات صوتهم حسب الموضوع الذى يتحدث فيه، فهو يمتلك مساحات  في صوته يمكنه أن يصبح ممثلا إذاعيا من العيار الثقيل، بالإضافة إلى أنه يمتلك بساطة وسرعة بديهة ويستطيع أن يلقي الإفيه بمنتهى الهدوء والراحة أفضل من أى فنان كوميدى متمكن، الحقيقة أن محمود سعد حالة إبداعية على الشاشة فقد اكتسب على مدار تاريخيه وقربه من الفنانيين مهارات فنية أجاد استخدامها، ولذلك اهتم المخرج يوسف شاهين أن ينضم له محمود سعد كممثل فى فيلم اسكندرية نيويورك .


قدم برنامج دقوا المزاهر بهدف تلميع رجل الأعمال أحمد عز


كان محمد هاني يرغب في عمل برنامج توك شو فأحضر محمود سعد وتامر أمين وخيري رمضان. يأتي محمود سعد من القنوات الفضائية فيحدث الارتباط حقيقي مع الجمهور بسبب أعمال الخير التي كان يهتم بها ويقوم من خلالها بدعم شعبيته المتزايدة ، لدرجة أن البسطاء كانوا يجلسون أمام ماسبيرو حتى يعرضون عليه مشكلاتهم البسيطة، وأتذكر جيدا أنه قام بوضع صندوق بريد الشكاوى أمام باب خمسة.


كما قلنا فى السابق أنه حصل بامتياز على دور طارق علام لأن طارق كان يتجنب السياسة بينما محمود سعد كان يناقش المشكلة ويهاجم الوزير المسئول عن الواقعة وقد يجري معه مكالمة تلفونية يسخر منه فيها، ولا أحد ينسى واقعة خلافه مع وزير الإعلام انس الفقي  قبل وبعد أحداث يناير2011 التي أحسن استغلالها وركب على الثورة فيما بعد، وأصبح من الحكماء، ثم أسس قناة التحرير ليتركها فيما بعد كعادته التي تكررت في الانسحاب من القنوات المختلفة فيما بعد.


في النهاية نستطيع أن نقول تاريخ محمود سعد بعيد تماما عن الثورة وآلياتها، ولكنها كانت فرصة مكنته من زيادة أجره وتحقيق نجومية كان ينتظرها منذ سنوات، وأخيرا عندما سألوه لماذا ينسحب دائما قال إنه لديه كنبة يحبها فى منزله يجلس عليها ليسمع أم كلثوم.


للتواصل مع الكاتب اضغط هنا


المقال يعبر عن رأي كاتبه فقط ولا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع