التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 01:58 م , بتوقيت القاهرة

من سخرية الجمهور إلى النجاح.. تعرف على القصة الكاملة لـ"قارئة الفنجان"

إذا أردنا التحدث عن العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، فإن الكلمات قد تكون قليلة علي ما قدمه خلال مسيرته الغنائية، والتى لازلنا نستمع إليها حتي يومنا هذا .


وحرص عبد الحليم حافظ أن يختتم مشواره الفني بعمل غنائي كبير يضيف إلى تاريخه ومسيرته الفنية، لذلك قرر الاعتماد على الشاعر السوري الكبير نزار قباني في كتابه كلمات أغنية "قارئة الفنجان"، والموسيقار محمد الموجي في تلحينها .


وبالرغم من الخلافات التي نشبت مؤخرا بين عبد الحليم حافظ ومحمد الموجي الذى لم يكن يريد استئناف تلحين أغنية "قارئة الفنجان" بسبب صعوبة كلماتها، حيث رفض نزار قباني أي تغيير في كلماتها ، بجانب تعرضه لأزمة في نقل اللحن إلى نواته الموسيقية، الإ أن العندليب أصر على أن يقوم الموجي بتلحين الأغنية، وقرر أن يتحمل تكاليف إقامته بأحد الفنادق الكبري طوال فترة تلحينه للأغنية .


عبد الحليم ومحمد الموجي


وبعد فترة طويلة من المعاناة والتكاليف المادية المرتفعة التي تحملها عبد الحليم حافظ من أجل خروج أغنية "قارئة الفنجان" في أفضل صورة عام 1976، قرر عبد الحليم أن يحيي أولي حفلاته في أحد الأندية الشعبية الكبري وهو "نادي الترسانة" بمنطقة ميت عقبة الشعبية، حيث كان هدفه الرئيسي هو منافسة غريمه "محمد رشدي" ، بعدما نجح الأخير في تلك الفترة في سحب البساط من عبد الحليم حافظ، بسبب تميزه بالطابع الشعبي في أغانيه، حيث كان الجمهور بالمناطق الشعبية يفضل الاستماع لأغاني محمد رشدي عن عبد الحليم حافظ .


ويبدو أن اختيار عبد الحليم حافظ لنادي الترسانة كي يطرح به أغنية "قارئة الفنجان"، لم يكن بمحله، حيث تفاجأ العندليب بردود فعل غريبة من الجمهور الذي لم يفهم كلمات الأغنية الغريبة بالنسبة له، حيث اعتاد جمهور تلك المناطق على الأغاني الشعبية السعيدة، وليس ذلك النمط من الأغاني، ليضطر عبد الحليم إلى الخروج عن شعوره قائلا "أنا كمان بعرف أصفر" بسبب صفير الجمهور المستمر خلال الحفل، ولكن الجمهور لم يصمت بعدها، وظل يصفر ما جعله يقول لهم "بس بقى"، وهي العبارة التى أخذت ضده، حتى قام أحد المتواجدين بالحفل بإخراج بدلة تشبه بدل "البلياتشو" مرسوم عليها فناجين قهوة وشاي ، كي يغني بها خلال الحفل وجعل الناس ينظرون للبدلة وليس له ، وهو ما سبب له الغضب .



وصدم عبد الحليم بعد الحفل بردود الفعل الغريبة الذى لم يتعرض لها من قبل بالرغم من نجوميته الكبيرة، وهو ما جعله يتوقع بأن هناك مندسين وقفوا وراء ذلك الأمر، ولكنه بعد أن ظل لفترة طويلة مبتعدا عن إحياء الحفلات قرر أن يعود من جديد، ولكن هذه المرة من خلال حفل نادي الجزيرة في يوليو من عام 1976، حيث لاقت الأغنية قبولا جماهيريا كبيرا من الجمهور المتواجد بالحفل هناك، ليقرر بعدها أن يعيد تقديم الأغنية بالعاصمة السورية دمشق، حيث غني عبد الحليم حافظ الأغنية خارج مصر مرة واحدة وداخل مصر 4 مرات، والتي كان أخرها حفل شم النسيم عام 1977، والتى جاءت قبل أيام من وفاته .



وبالرغم من المعاناة التى واجهها عبد الحليم حافظ في آواخر أيامه بسبب "قارئة الفنجان"، الإ أن الأغنية تعد من أبرز وأكثر الأغاني التي قدمها العندليب نجاحا، حيث وصل إجمالي مبيعات القصيدة حتي عام 1993 إلى 2 مليون نسخة، كما أن الأغنية لازال لديها جمهور حتي يومنا هذا .


أقرأ أيضا..


خالد زكي "رئيس" و"رجل دولة" أحبه الجميع