التوقيت السبت، 23 نوفمبر 2024
التوقيت 04:44 ص , بتوقيت القاهرة

معركة منبج القادمة.. سيناريوهات الصراع التركى الأمريكى فى المدينة السورية

دخل الصراع السورى فى مرحلة جديدة على الصعيدين الإقليمى والدولى منذ أن أعلن التحالف الدولى ضد تنظيم داعش الإرهابي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، تشكيل قوة عسكرية من 30 ألفا جنديًا لحماية مناطق نفوذ "قوات سوريا الديمقراطية" شمال شرقى سوريا، ومن ثم صعّدت تركيا من تدخلها فى الأزمة السورية، فقصفت مدينة عفرين السورية، بعد تهديدات مكثفة من أردوغان لضرب الجيش السوري، ولا يزال الجيش التركى يقصف القوات الموالية للنظام السورى بعد دخولها المدينة، متحديًا بذلك الرئيس السورى بشار الأسد وكذلك الولايات المتحدة.


القصف علي عفرين ( أرشيفية )


وتصاعدت حدة الصراع فى سوريا، مع استمرار التهديدات التركية حول طرد وحدات حماية الشعب الكردية من مدينة منبج السورية التى زادت من الفجوة التركية الأمريكية، خاصة أنها تضم مركزا للجيش الأمريكي، وآخر للجيش الروسى، ويتواجد فيها وحدات حماية الشعب الكردية التي يطالب الرئيس التركى بإخراجها نهائيًا منها.


سيناريو المفاوضات للخروج من أزمة منبج


وزير الخارجية التركى مولود جاويش أوغلو، كشف عن وجود خطة أمريكية تركية مشتركة، للخروج من نفق الأزمة التى تسببت فيها عملية "غصن الزيتون" فى عفرين السورية، موضحا أن "تشكيل لجنة مشتركة بين واشنطن وأنقرة، ستعمل من أجل إخراج وحدات حماية الشعب من منبج".


وزير الخارجية التركي  مولود جاويش أوغلو


هذا السيناريو المتوقع، يأتى ضمن المفاوضات الأمريكية التركية التى عقدت فى أنقرة الفترة الماضية أثناء زيارة وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون إلى تركيا، حيث اقترحت الولايات المتحدة الأمريكية بانتشار الجيشين الأمريكى والتركى فى منبج مع تقليص مهام الوحدات الكردية ورفع دور قوات سوريا الديمقراطية "قسد" فى هذه المدينة المحورية، إلا أن أنقرة أصرت على إخراج المقاتلين التابعين لوحدات الشعب الكردية من منبج، وفقا لتقارير إعلامية.


كما كشف مولود جاويش أوغلو عن اجتماع أمريكى تركي سيعقد فى مارس المقبل لبحث سبل إخراج المسلحين الأكراد من مدينة منبج شمال غربى سوريا، فى إطار إنهاء الأزمة بالمفاوضات بين البلدين.


سيناريو الحرب بين تركيا وأمريكا بالمدينة


وفى حال فشل المفاوضات التركية الأمريكية حول أزمة منبج، ستتدخل تركيا عسكريًا فى المدينة، وهذا ما أكده وزير الخارجية التركي، الذى قال "إنه فى حال عدم خروج الوحدات الكردية من المدينة السورية سننفذ العملية"، مضيفًا "روسيا تدرك أهمية عملية غصن الزيتون، وترى أن أمريكا هى سبب تنفيذ العملية"، ومن ثم ستكون منبج المعركة القادمة بعد عفرين.


منبج السورية


أهمية منبج وموقعها الإستراتيجى فى سوريا


تقع مدينة منبج في المنطقة الفاصلة بين شرقى نهر الفرات وغربيه، وبالتحديد تقع شمال شرقى ريف مدينة حلب التى تبعد عنها نحو 80 كيلومترًا، وتقوم على أرض واسعة ترتفع نحو 398 مترا عن سطح البحر، والمدينة هى مركز منطقتها، ولا تبعد سوى 30 كيلومترًا من النقطة الحدودية الفاصلة بين سوريا وتركيا.


وهناك عدة أهداف للتواجد الأمريكى فى أرض منبج السورية، أبرزها توسيع خيارات واشنطن فى سوريا حال تعارضها مع موسكو خلال المرحلة المقبلة، إذ إنها تمثل ضغطا عسكريا أمريكا على روسيا وحلفائها فى دمشق، أضف إلى ذلك المساعى الأمريكية فى توسيع القواعد العسكرية لديها بسوريا، ففى مارس 2017، أن اتخذت الولايات المتحدة الإجراءات اللازمة لحماية مدينة منبج التى تقع تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية من الهجمات المحتملة من الجانب التركى أو من قبل القوات المدعومة من تركيا، وذلك بإنشاء قاعدة عسكرية داخل المدينة.