العلاقات المصرية الخارجية.. 50 يوما من الدبلوماسية لحل قضايا المنطقة
تلعب مصر دورًا رياديًا عالميًا وعربيًا وأفريقيًا منذ وصول الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى سدة الحكم، ودلالة ذلك أنه أجرى أكثر من 70 زيارة خارجية منذ توليه مقاليد الحكم وحتى الأن، خُصصت 30% على الأقل منها تجاه الدول الأفريقية، لمواجهة العديد من الأزمات والتحديات التى تعصف بالمنطقة والعالم خاصةً مشكلة المياه وخطر الإرهاب وأزمة اللاجئين والقضية الفلسطينية، بجانب توطيد العلاقات المصرية الخارجية مع دول العالم أجمع سواء العربية أو الغربية.
50 يوما من مناقشة القضايا الإقليمية
وفى الـ50 يوم الأخيرة منذ بداية العام الجارى، واصل الرئيس السيسى جهوده فى تعزيز العلاقات المصرية العربية والأفريقية والدولية عن طريق استكمال مسيرة زياراته الخارجية أو استقباله لقادة العالم، وذلك لترسيخ التعاون الاستراتيجى مع العديد من الدول فى شتى المجالات، فعلى سبيل المثال، بحث الرئيس السيسى مع نظيره أسياس أفورقى رئيس إريتريا- الذى وصل إلى القاهرة فى التاسع من يناير- التعاون الثنائى بين البلدين، واتفقا الجانبان على الاستمرار فى التنسيق المكثف إزاء جميع الموضوعات المتعلقة بالوضع الإقليمى الراهن، سعيًا لدعم الأمن والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، لاسيما فى ضوء أهمية منطقة القرن الأفريقى ودور دولة إريتريا بها، وما لذلك من انعكاسات على أمن البحر الأحمر ومنطقة باب المندب.
القضية الفلسطينية تتصدر قائمة الأولويات
وبعد هذه القمة المصرية الإريترية بأيام قلائل، وبالتحديد فى 17 يناير 2018، استقبل الرئيس السيسى نظيره الفلسطينى محمود عباس، حيث أكد السيسي فى هذا اللقاء على موقف مصر الثابت من القضية الفلسطينية، وسعيها للتوصل إلى حل عادل وشامل يضمن حق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، مؤكدًا فى الوقت ذاته على أهمية تكثيف الجهود الرامية للتوصل إلى تسوية للقضية الفلسطينية، على أساس أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار فى المنطقة.
مصر قبلة المستثمرين الأجانب والعرب
ومع سياسة الانفتاح التى تنتجها القيادة السياسية الحكيمة لفتح آفاق التعاون مع الشركات العالمية كافةً، استقبل الرئيس السيسى، جيم امبليبى المدير التنفيذى لشركة "كاتربيلر" العالمية فى 10 يناير الماضى، الذى أكد اعتزاز شركته بنشاطها وعملها فى مصر وتطلعها لزيادته خلال الفترة القادمة، لاسيما فى ضوء توفر فرص واعدة فى عدد من القطاعات، مثمنا إجراءات الإصلاح الاقتصادى التى اتخذتها مصر فى الفترة الأخيرة.
كما استقبل السيسى وفدًا ضم ممثلين عن 26 صندوقا إقليميًا وعالميًا للاستثمار، حيث أعرب الرئيس عن حرصه على الالتقاء بممثلى صناديق الاستثمار الإقليمية والعالمية لعرض التطورات والإجراءات التى تتبناها الحكومة لتشجيع الاستثمار وتذليل جميع العقبات أمام المستثمرين، لافتا إلى ما تتمتع به مصر من مقومات استثمارية كبيرة وفرص واعدة بمختلف القطاعات.
مصر تحارب الإرهاب
وتقود مصر حربًا شرسة ضد الإرهاب، وواصلت جهودها فى القضاء على التنظيمات الإرهابية المسلحة خلال العام الجارى، حيث أكد الرئيس السيسي خلال استقباله الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين أمين عام منظمة التعاون الإسلامى فى يناير الماضى، حرص القاهرة على مساندة منظمة التعاون الإسلامى وتعزيز دورها فى مواجهة التحديات الراهنة التى يتعرض لها العالم الإسلامى، فيما أكد العثيمين على دعم المنظمة التام لجهود مصر فى مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، مشيدا بإنشاء مصر المجلس الأعلى للإرهاب.
العلاقات المصرية الكويتية
أما فيما يتعلق بالعلاقات المصرية الكويتية، فقد رحب السيسي، برئيس مجلس الأمة الكويتى مرزوق الغانم الذى زار القاهرة فى 17 يناير، حيث أكد الرئيس فى ذلك اللقاء على حرص مصر على تطوير التعاون الوثيق والمتميز بين البلدين على شتى الأصعدة، مشيرًا إلى أهمية تعزيز العلاقات البرلمانية بين البلدين، وتفعيل عمل لجنة الأخوة البرلمانية المصرية الكويتية بما يساهم فى الارتقاء بالتعاون القائم بين الدولتين على المستويين الرسمى والشعبي.
ملف سد النهضة على طاولة المباحثات
ولم يكن ملف سد النهضة بعيدًا عن مباحثات مصر مع الخارج، إنما كان – ولايزال- ضمن أهم أولويات الرئيس فى السنة الرابعة من ولايته لرئاسة مصر، ففى الثامن من يناير استقبل السيسي رئيس وزراء اثيوبيا هايلاماريام ديسالين، وقد أشاد الرئيس بعقد أعمال اللجنة العليا المصرية الاثيوبية بالقاهرة للمرة الأولى على مستوى قيادتى البلدين، فيما أعرب الأخير عن حرص أديس أبابا والتزامها بتعزيز التعاون مع القاهرة فى مختلف المجالات.
وأبدى الرئيس السيسي خلال اللقاء قلقه إزاء الجمود الحالى الذى يشهده المسار الفنى لمفاوضات ملف سد النهضة، مشيرا إلى أهمية الاقتراح الذى طرحته مصر لمشاركة البنك الدولى كطرف فنى فى اللجنة الوطنية الثلاثية لتسهيل المناقشات والتوصل لحل للنقاط الخلافية واتخاذ قرار بشأنها، مؤكدا أيضا على أن نموذج التعاون فى حوض نهر النيل لا يجب أن يكون بأى شكل من الأشكال "معادلة صفرية"، وإنما قاطرة لتحقيق التنمية والرخاء لشعوبنا، من خلال التعاون وتفهم شواغل الطرف الآخر.
قمة مصرية أمريكية لمناقشة قضايا المنطقة
واستمرارا لجهود الدبلوماسية المصرية فى حل الخلافات والقضايا التى تعصف بالمنطقة، ألتقى الرئيس السيسي، بمايك بينس نائب الرئيس الأمريكى فى العشرين من يناير، وناقشا العديد من القضايا خاصة ملف القضية الفلسطينية ومسألة اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لإسرائيل، إضافة إلى استثمار الشركات الأمريكية الكبرى فى مصر.
التعاون العسكرى والاستخباراتى
ويبدو أن مصر تواصل تعزيز تعاونها العسكرى والاستخباراتى مع دول العالم، وظهر ذلك جليا فى لقاء الرئيس السيسي مع رئيس جهاز الاستخبارات الخارجى الفرنسى برنارد إيمييه فى 22 يناير الماضى، حيث أكد الأخير حرص باريس على التنسيق والتشاور المستمر مع القاهرة إزاء التحديات المختلفة التى تواجه البلدين.
وفى 13 فبراير الجارى، استقبل الرئيس السيسى، سيرجى ناريشيكن مدير جهاز المخابرات الخارجية الروسية، بحضور القائم بأعمال رئيس المخابرات العامة، حيث أكد مدير جهاز المخابرات الخارجية الروسية على أهمية التعاون الأمنى بين البلدين فى تلك المرحلة التى يمثل فيها الإرهاب تحدياً كبيراً للمنطقة والعالم.
كما التقى السيسي بالفريق أول جوزيف فوتيل، قائد القيادة المركزية الأمريكية، وذلك فى حضور الفريق أول صدقى صبحى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى، حيث أكد على أهمية العلاقات الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة الممتدة لعقود، خاصة فيما يتعلق بالتعاون العسكرى.
زيارات السيسي الخارجية × 50 يوم
وتوجه الرئيس السيسي إلى أكثر من دول بحلول عام 2018، حيث زار العاصمة الإثيوبية أديس أبابا للمشاركة فى اجتماعات القمة العادية الـ 30 للاتحاد الافريقى، وذلك فى إطار حرص مصر على تدعيم وتطوير العلاقات مع جميع الدول الإفريقية والمشاركة بفعًالية فى جهود تعزيز آليات العمل المشترك لصالح الشعوب الافريقية، وقد ترأس السيسي قمة مجلس السلم والأمن الأفريقى وذلك بحضور رؤساء كل من جنوب أفريقيا، ونيجيريا، وكينيا، وأوغندا، ورواندا، وتشاد، والنيجر، وسيراليون، فضلا عن نائبى رئيس بوروندى ورئيس زامبيا، ورئيس مفوضية الاتحاد الافريقي، وسكرتير عام الأمم المتحدة.
كما حرص السيسي على التوجه إلى سلطنة عمان فى زيارة رسمية عكست حرصه على دعم المصالح المشتركة فى مختلف المجالات، وذلك فى الرابع من فبراير الجارى، تلتها زيارة إلى الإمارات لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين.