"حسين الشافعي".. النائب المجهول في مسيرة "ناصر" وحكم "السادات"
عسكري وسياسي من الدرجة الأولى، وأحد أعضاء حركة الضباط الأحرار عام 1953، اختفى اسمه وسط القادة والسياسين الكبار مع مرور الوقت، حتى غفل الشارع عن منصب الرجل الأهم عقب نحاج ثورة يوليو والإطاحة بالملكية،ولكن التاريخ دائمًا ما يعيد فتح الصفحات المغلقة قديمًا، ليعيد إلى الأذهان أمجاد وذكريات مر عليها عشرات السنين.
إنه حسين محمود حسن الشافعي، الذي تدرج في المناصب الهامة بالدولة وصولًا إلى منصب نائب الرئيس، وفي ذكرى وفاته يستعرض "دوت مصر" علاقة "الشافعي" بـ "ناصر" و"السادات".
علاقته بـ "ناصر"
في عام 1948 اندلعت حرب فلسطين، وكانت مصر ضمن الجيوش المشاركة لمواجهة الإغتصاب الصهيوني المُمنهج، في هذا التوقيت كان حسين الشافعي، منتدبًا في الإدارة العامة للجيش، ووقعت بعض القوات المصرية في حصار بمنطقة الفالوجة، حينها كان جمال عبد الناصر، ومعروف الحضري (الذي قام بنقل المؤن الي القوات المصرية خلال الحصار) وضباط آخرون ضمن هذا الحصار، ما جعل علاقة "الشافعي" تنشأ بين"جمال" ورفاقه.
بعد انتهاء حرب فلسطين، وفي اللقاء العرضي الذي حدث في الأسبوع الأول من شهر سبتمبر عام 1951، داخل إدارة الجيش مع جمال عبد الناصر، الذي كان يمر على إدارة الجيش، التقى "ناصر" بـ "الشافعي" على السلم الخارجي، ولم يكن الأخير على يقين أن "عبد الناصر" على رأس التنظيم، لكنه تكلم إليه على أنه أحد الضباط الأحرار، ودار الحديث عن الوضع الذي لا يحسدون عليه، والتي آلت إليه الأمور.
في الوقت نفسه ظل "ناصر" مستمعًا لشكوى "الشافعي" دون أي تعليق، وفي ساعات قليلة، زار "الشافعي" كلًا من ثروت عكاشة، وعثمان فوزي، وأبلغوه بمسؤوليته عن قيادة سلاح الفرسان لحساب الثورة بمدرعاته، ودباباته، وعرباته المدرعة.
في 20 أكتوبر عام 1951، انتهي إنتداب "الشافعي" في إدارة الجيش، وعاد بعدها لسلاح الفرسان، ليبدأ معاها تجنيد الكثيرين لصالح الثورة، خاصة بعد توليه قيادة الكتيبة الأولى للمدرعات، التي أطاحت بالملكية ليلة الثالث والعشرين يوليو 1952.
مع حلول عام 1954، كُلف "الشافعي" بمنصب جديد وهو وزير الحربية، وبعد مضي عام واحد عينه "ناصر" وزيرًا للشؤون الاجتماعية، وكان له أثر كبير في إدخال نظام التأمين الاجتماعي وإطلاق برامج "معونة الشتاء" و"قطار الرحمة"، التي ساعدت الفقراء في مصر، كما شغل "الشافعي" منصب وزير التخطيط، حتى يوليو عام 1961، لنتقل الرجل إلى وزارة جديدة وهي وزارة شؤون الأزهر، وفي هذه الأثناء شارك في المفاوضات التي سبقت إعلان الوحدة بين مصر وسوريا في فبراير 1958.
نائب ناصر والسادات
لم تكن ثقة "ناصر" في "الشافعي" قليلة، فالعديد من المناصب السابقة لا تحتاج إلى تفسير، لكن ثقة "ناصر" في الرجل كانت أكبر بكثير، وفي عام 1963 إختاره "عبد الناصر" نائبًا لرئيس الجمهورية.
مع وفاة "عبد الناصر" توقع السياسيون أن "السادات" سيقيل "الشافعي" من منصبه، على غرار التغيرات التى قيام بها "السادات" للقضاء على رجال "جمال" الذين يعيقون إدارته ومهام عمله، لكن "السادات" فاجأ الجميع بقراره، وأبقي "الشافعي" في منصبه، بل وتم ترقيته إلى نائب أول للرئيس حتى عام 1974.
اقرأ أيضًا..
"المرأة ست البيت وراجله".. 4 قرى رفضت عيشة "سي السيد"