التوقيت الأربعاء، 06 نوفمبر 2024
التوقيت 01:52 ص , بتوقيت القاهرة

اللف والملفوف وبينهما تبغ.. رحلة الكيف من البفرة للسيجارة الإلكترونية

"هابطل السجاير وأكون إنسان جديد ومن أول ينايرخلاص هاشيل حديد".. كلمات غناها يوما الفنان الشعبي شعبان عبد الرحيم، ليقاوم إغراء سيجارة تطل في مخيلة المدخن مع أول إصطباحة فورإستيقاظه من النوم، وهو يفتش عنها، وبمجرد أن تتسرب سحب الدخان من فمه وأنفه يردد في سعادة: " كده أقدرأترجم العالم"


صورة كارتونية للتدخين


حلم "عبد الرحيم" تشابك مع أمنية آلالاف المدخنين، التي يقطعونها يوميا في هيئة وعود بالإقلاع عن التدخين، فالكثير منهم من سمع بنصيحة "عبد الرحيم"، واقلع عنه ليوفرالصحة والمال، وآخرون لجأوا بمضض للف سجائر البفرة لتعويض غلاء الأسعار، وفى هذا الإطار ترصد "دوت مصر".. "تطور الكيف المصري من البفرة للسجائر الإلكترونية".


ورق البفرة 


صنعة لف ورق التبغ مهارة يهواها المدخن العاشق لورق التبغ – البفرة - ، ولكنها عادت من جديد لتسكن بين أصابع المدخن الكاره لوجه البفرة، رغما عنه لارتفاع أسعارالسجائرالعادية، وكانت تسمى ببفرة "أوتومان"، وكان من بينها أنواع كثيرة  البفرات السميكة والهشة والمعتدلة والقصيرة والطويلة والعريضة والرفيعة.


سيجارة أوتومان


ورغم الأساطير التي غزلت حول مكتشفوا ورق البفرة التي أكدت في كثير من الكتب أن ظهورها يرجع إلى جندي فرنسي من جيوش نابليون، فقد غليونه في الحرب فوجد ورقة شجر مجففه داخل أحد الكتب فأستخدمها كبفرة، إلا أن المصري  كان له نصيب الأسد، حيث تؤكد رواية لجوء  أخرى أنه في عام 1832  أحد جنود مدفعية الجيش المصري في عهد " محمد على باشا الكبير " جاءته فكرة استخدام الورق الحافظ للرصاصات كورق للف التبغ.


وتتشابه تلك الرواية مع جهود محمد على باشا، مؤسس مصر الحديثة، الذي كان تاجرا للتبغ، وحدثت في عهده نقلة تتعلق بالدخان، حيث كانت مصر أولى الدول التي قامت بتصدير التبغ للعالم بالتزامن مع أول تصنيع سجائرملفوفة أوتوماتيكياً في فرنسا و من بعدها بدأ شركات السجائر تنتشر في العالم ومنها بالطبع مصر.


من البفرة للسجائر العادية


حافظ أسرة محمد علي على ريادة مصر في زراعة التبغ وتصنيعه، حيث أصدر السلطان أحمد فؤاد مرسوم بإنشاء شركة الشرقية للدخان عام 1920، لتأسس شركات كبرى في نهاية القرن الـ19 بينها شركة "ماتوشيان"، وفى فترة الخمسينيات والستينيات انتشرت سجائر "كوتاريللي"، التي كانت تنتجها شركة "أطلس"، وسجائر"واسْب" الفرجينية لشركة "وتكس"، وغمرت الشركتان إعلاناتهما بالفنانين، فظهر على إعلانات "واسب" فاتن حمامة، وأنور وجدي وزوجته ليلى مراد، كما احتلت فاتن حمامة أيضًا إعلانات "أطلس"، مع زوجها عز الدين ذو الفقار، وشاركتها بها الفنانة هدى سلطان.


إعلانات السجائرفى الستينات


ظهورالسيجارة السوبر


ظلت هيمنة السجائر على كيف المصريين حتى فترة الستينيات، وبعد قيام ثورة 23 يوليو، صعد الزعيم جمال عبد الناصر الحكم، وقام بتأميم شركة ماتوسيان ، والشركة الشرقية للدخان، وظل هذا التأميم ساريا، حتى قابل"عبد الناصر" جوزيف ماتوسيان، فقال له الأول:" لو أستطع صنع سيجارة مصرية مثل الكنت سوف يصبح من عملائه الدائمين" ومن هنا بدأ ظهور أول سيجارة للسوبركليوباترا ذات السعر الرخيص، وتم ايقاف قرار التأميم على شركتي الدخان لتندمجا في شركة واحدة لصناعة السجائر في مصر.


صورة من إعلانات السجائر فى جريدة الأهرام


وتتوالى بعدها ظهورأنواع عديدة من السجائرمن بينها سجائر نفرتيتى وفلوريدا بكل أنواعها ثم إندمجت بعدها كلا من شركة كتاريللى مع الشركة الشرقية.


وظلت هذه الشركات تعمل حتى عهد محمد أنور السادات ، الذي عرف عنه تفضيله للبايب بدلا من السجائر.


وظلت إعلانات السجائر تهيمن على الصحف والمجلات حتى عهد "مبارك" وحينها قام صفوت الشريف، وزير الأعلام الأسبق، بإتخاذا قراراً بحظر إذاعة أي إعلان أو تنويه عن التدخين عبر شاشات التلفزيون المصري.


السجائرالإلكترونية


السيجارة الإلكترونية


ومؤخرا تطورت السجائر إلى ماعرف بالسجائر الإلكترونية، وهى عبارة عن جهاز يعمل بالشحن الكهربائى، ويحتوي على بطارية حجمها في حجم السيجارة العادية، يوجد بداخلها مخزن به بخار ماء وخام مادة النيكوتين، وفى مقدماتها سخان يعمل على تسخين مادة النيكوتين وقت التشغيل، ما يعطي نفس تأثير تدخين السيجارة العادية، ولكنها باهظة الثمن، حيث أقبل عليها عددًا من الشباب المترفين، رغم التحذيرات الطبية التي أكدت أنها تؤدى إلى تلف الرئة، ما يؤدى إلى تليفها والانسداد الرئوي المزمن، والربو، وهى المخاطر التي تتشابه مع مخاطر السيجارة العادية.


اقرا ايضا 


تعرف إيه عن المنطق يامرسي؟.. "سقراط" وآخرون قتلتهم الحكمة