فيديو.. مع الإخوان وضدهم.. "أبو الفتوح" رجل الإرهابية المشتاق والمُتلون
"على كل لون يا باتيستا"، إفيه شاع تداوله في الشارع المصري، والذي يعني التلون بأشكال مختلفة للسير بما يتوافق مع السياسة العامة بادعاء حسن النية، وعلى غرار هذا السلوك سار عبد المنعم أبو الفتوح، مؤسس حزب مصر القوية، فتارة يعارض نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، وأخرى يؤيد "تأييد نفاق".
وفي هذا الإطار يستعرض "دوت مصر" تلون رجل الإخوان الخفي.
صناعة وتضخيم الأزمات
ألقت السلطات الأمنية، مساء الأربعاء الماضي، القبض على عبد المنعم أبو الفتوح، بعد اتهامه بالتخطيط مع جماعة الإخوان الإرهابية وأعضائها الهاربين بالخارج، لإسقاط الرئيس عبد الفتاح السيسي، وإحراج الإدارة الحالية للبلاد، مع خلق أزمات مختلفة للتأثير على الشارع، عقب سفر "أبو الفتوح" في 8 فبراير الجاري إلى العاصمة البريطانية لندن، والتواصل مع كل من عضو التنظيم الدولي لطفي السيد علي محمد حركي "أبو عبدالرحمن محمد"، والقياديين الهاربين بتركيا محمد جمال حشمت، وحسام الدين عاطف الشاذلي، لوضع الخطوات التنفيذية للمخطط وتحديد آليات التحرك في الأوساط السياسية والطلابية استغلالاً للمناخ السياسي المصاحب للانتخابات الرئاسية المرتقبة، على الرغم من إدانة الجماعة في العديد من العمليات الإرهابية الأخيرة ضد رجال الجيش والشرطة في سيناء.
وأثناء إلقاء القبض على "أبو الفتوح" بالتجمع الخامس، عثرت قوات الأمن على بعض المضبوطات التي تكشف محاور التكليفات الصادرة إليه، أبرزها كيفية حشد المواطنين بالميادين، وصناعة وتضخيم الأزمات، بالإضافة إلى تكليفات تشمل محاور تأزيم الاقتصاد المصري، وإسقاط الشرعية السياسية والقانونية للدولة، وعرقلة أهدافها، والمشهد والخريطة الثورية ضد الحكومة.
تأييد السيسي والجيش
الواقعة السابقة خالفت تمامًا تعليقات "أبو الفتوح" على قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالقضاء على الإرهاب في سيناء، حيث نشر "أبو الفتوح" عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الإجتماعي "تويتر" تدوينه يمدح خلالها العملية "سيناء 2018" التي قادها الجيش خلال الأيام الأخيرة، ضد الإرهابيين في سيناء، ليظهر "عبد المنعم" بـ"وشين".
وتضمنت تدوينة "أبو الفتوح": "علمت أن هناك قدرا كبيرا من الرضا من أهل سيناء على الحملة الحالية ضد الإرهاب الداعشي في سيناء، حيث لا يتم إيذاء المدنيين أو اقتحام المنازل ليس بها إلا النساء، والاعتدال في التعامل، أهل سيناء جزء عزيز علينا كمصريين وهم مع جيش الوطن حماة حدودنا الشرقية، حفظ الله كل الوطن".
ثورة وانقلاب!!
عقب نجاح ثورة الثلاثين من يونيو في الإطاحة بحكم الرئيس المعزول محمد مرسي وجماعته، وبالأدق في 9 يوليو عام 2013، خرج "أبو الفتوح" معترفًا بما حدث بأنها ثورة شعبية، ووصف الرجل السبب في ذلك بتدخل جماعة الإخوان المسلمين في شؤون الحكم في مصر، ما عرقل مهام "مرسي".
وشمل انتقاد أبو الفتوح للإخوان رئيسهم نفسه، وقال في تصريح صحفي لشبكة "العربية": "الرئيس مرسي خرج عن تعهّده بأن إدارته ستكون تشاركية وتعتمد على الاستعانة بالقوى السياسية التي يمثلها باقي المرشحين لانتخابات الرئاسة".
وبعد أشهر معدودة، بدأ رأى الرجل يتغير، فما كان يعتبرها ثورة شعبية بالأمس، رأها اليوم بمنظور انقلاب عسكري، ووصف "أبو الفتوح" في تصريحات لصحيفة أجنبية، أن ما حدث في الثلاثين من يونيو عام 2013 انقلاب عسكري وليس ثورة!!.
كما ظهر "أبو الفتوح" خلال مقطع فيديو عرضه الإعلامي أسامة كمال، عبر فضائية "القاهرة والناس" متحدثًا الأول عن ثورة الثلاثين من يونيو واصفًا إياها بأنها إنقلاب عسكري وليس ثورة كما وصفها في بيانه المذاع تزامنًا مع 30 ينويو 2013، لينطبق عليه إفيه "دونت ميكس".
التباهي بالجماعة والتبرؤ منها
بالرجوع بالزمن للوراء ومع اندلاع ثورة الخامس والعشرين من يناير، بدأت الأحزاب المصرية تجهيز نفسها لانتخابات الرئاسة، خاصة بعد إجراء انتخابات مجلسي الشعب والشورى، وبالتزامن مع هذا التوقيت ظهر "عبد المنعم" للعلن معلنًا ترشحه لانتخابات الرئاسة، ولعلمه الشديد أن الشارع يتخوف من الإخوان وأفكارهم، خلع الرجل عباءة الجماعة، وأعلن في أكثر من حوار تلفزيوني آن ذاك، أنه انشق عن الجماعة ولا يعترف بها من الأساس.
وبالرغم من هذه التصريحات العنترية التي أغضبت الإخوان وأنصارهم، وقع الرجل في "شر أعماله" واعترف في حواره عبر فضائية "أون تي في" أن الإخوان ماضيه وحاضره ومستقبله على حد تعبيره، ما يتنافى تمامًا مع خلع ثوب الجماعة الذي تحدث عنه!!.
اقتراب انتخابات الرئاسة
من جانبه أكد إيهاب الطماوى، أمين سر لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية بمجلس النواب، أن تصريحات الرجل المتغيره تظهر للعلن مع اقتراب انتخابات الرئاسة، مطالبًا بسرعة القبض على عبد المنعم أبو الفتوح، لتصريحاته المعادية والمحرضة ضد الدولة، علاوة على علاقته الوطيدة بجماعة الإخوان الإرهابية رغم إدانتها في سفك الدماء وقتل جنود الجيش والشرطة.
وأضاف "الطماوي" في تصريح صحفي، أن الإخوان وحلفاءهم لا يدركون أن الشعب المصرى يقف خلف الرئيس السيسي، ومؤسسات الدولة لبناء مصر بعد انتشالها من أيديهم.
اقرأ أيضًا..
الداخلية: أبو الفتوح متورط بافتعال أزمات سياسية بالبلاد
بعد استضافته على "الجزيرة".. هل تقدم قطر "أبو الفتوح" بديلا للإخوان؟