مجهودات رئاسية
أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي رسائل مباشرة للسودان وإثيوبيا وإريتريا بما يفيد أن الدولة المصرية لا تتأمر على أشقائها ولن تحاربهم ولا تسعى للحرب، والرسائل تكررت من الرئيس في أكثر من مناسبة في أحداث عامة يتم بثها على الهواء.
أطلق الرئيس هذه الرسائل خلال عدة إحتفالات لإفتتاحات متتالية لمشروعات تنموية تسعى بها جمهورية مصر العربية لتحسين جودة الحياة وتوفير فرص عمل حتى تتجاوز المرحلة الراهنة وتتجاوز تأثيرات المرحلة الإنتقالية المؤقتة لخطة الإصلاح الاقتصادي، وهو سياق هام يتعين على هذه الأطراف أن تعي جيدا أن الدولة المصرية تسعى للتنمية لتحقيق الرفاهية لشعبها، كما هو الحال في هذه الدول فجميعنا متفقين على أننا نسعى لتحقيق معدلات تنمية مرتفعة وطفرات اقتصادية توفر فرص عمل متنوعة وتساعد على رفع مستوى معيشة المواطنين، ويأتي ذلك ضمن أمور كثيرة مشتركة بين شعوب منطقة شرق وشمال إفريقيا.
وجاءت الاستجابات إيجابية وسريعة وتستحق التأمل والوقوف أمامها للحظات، ففي أقل من أسبوعين استقبلت جمهورية مصر العربية الرئيس الأريتري ورئيس الوزراء الإثيوبي، وأطلق الرئيس السودانى عمر البشير توجيهاته لسفارة السودان بجمهورية مصر العربية للعمل على تسوية كافة الخلافات التي وقعت في فى الأيام القليلة الماضية، ثم توجه الرئيس عبدالفتاح السيسى لحضور القمة الإفريقية العادية رقم ثلاثون المنعقدة بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا تحت شعار الإنتصار فى مكافحة الفساد- نهج مستدام نحو التحول فى إفريقيا، والتي يحرص الرئيس دائما على حضورها كل عام كما يحرص على عقد اللقاءات الثنائية لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية، ويترأس إجتماع مجلس السلم والأمن الافريقي وذلك فى ضوء تولى جمهورية مصر العربية رئاسة المجلس لشهر يناير الحالي ويتناول افجتماع بحث ومناقشة المقاربة الشاملة لمكافحة التهديد العابر للحدود للإرهاب فى إفريقيا نظرا لما يمثله الإرهاب من تهديد يتطلب تعزيز العمل الإفريقى المشترك لمواجهته بفعالية، ويشارك الرئيس أيضا فى قمة النيباد.
إن السودان وإثيوبيا دول ذات ثقل سياسي ودبلوماسي كبير فى شرق إفريقيا والدولة المصرية أيضا دولة ذات ثقل ومكانة هامة ليس فقط بإلقارة الإفريقية فقط بل في العالم أجمع ومنذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي الرئاسة وهو يحاول أن يسعى للتواصل مع كافة دوائر الأمن القومي المصري، وعلى وجه خاص الدوائر الإفريقية، وبلا شك فإن هذه التحركات المصرية تزعج الكثير ممن يريدون للدولة المصرية أن تظل منكبة على مشكلاتها الداخلية ومنغلقة على نفسها ولا تخرج لدوائرها الطبيعية.
وأظن أن حجم الشوشرة التى حدثت من قبل بعض وسائل الاعلام والتي حاولت تصعيد الموقف بأن هناك بشائر حرب تدق فى إفريقيا مرة على الحدود المصرية السودانية ومرة أخرى على الحدود الإريترية الأثيوبية، ومرة بسبب خلاف حدودى ومرة أخرى بسبب خلاف حول إدارة سد النهضة قد تم وأدها جميعها بفضل تلك المجهودات والرسائل التي اطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي، وإستطاع إحتواء هذه الأزمات والسيطرة على الشائعات المغرضة التى كانت توحى لهذه الشعوب أنها على شفا حرب، دفاعا عن الأرض والعرض والحق فى الحياة.
لا يمكن أن نتصور الموقف إذا لم يحتو الرئيس هذا الأمر والفخاخ التي كانت تنصب لإرباك الدولة المصرية عن طريقها لبناء نفسها من جديد هل كنا سنقع فى فخ الحرب بيننا وبين أشقائنا، لو لم يأخذ الرئيس بزمام المبادرة للإعلان عن عدم نية الدولة المصرية محاربة أشقائها، وماذا إذا كانوا إنساقوا بالفعل وراء الدعوات الإعلامية بأن هناك حربا.
المؤكد أن سياسة الدولة المصرية الخارجية يمكن تلخيصها فى كلمات الرئيس البسيطة " الدولة المصرية لا تتأمر ولا تحارب أشقائها وتدعم الجيوش الوطنية والحكومات الشرعية ". إنها مواقفة راسخة في عقيدة الدبلوماسية المصرية.