يبدأ يومه باتصال هاتفي لمساعده أو "ذراعه اليمين"، متسائلًا: "إيه الأخبار".. هل من جديد؟ ليرد الآخر في الأغلب "كلو تمام يافندم".. هذا هو ما يفعله أغلب المسؤولين فور استيقاظهم من نومهم في الصباح الباكر، وذلك للاطمئنان على مسيرة العمل في الحقبة التي يترأسها.

تأتي بعد ذلك الخطوة الثانية، وهي استعداده لمباشرة جدول أعمال اليوم، حسبما أعده "السيكرتارية"، والتي تكون بالذهاب لمقر العمل بإحدى الصُروح الضخمة الذي شُيد على أحدث طراز، بعد استقلاله موكبه المشهود.

يمكث المسؤول فور وصوله بضع دقائق ليستجمع قواه ويحتسي مشروبه المفضل، مستفسرًا عن أهم وأبرز ما في جعبة أجندته اليومية والتطرق إلى بعض التعديلات إن أحب؛ ليبدأ الشروع في مهام عمله.

تلك هي أبرز ملامح الانطلاقة اليومية لبعض المسؤولين - حسبما جسدتها الدرامة السينمائية  - وبالرغم من روعة وسلاسة الانطلاقة التي تدفع المسؤولين على مباشرة عملهم بتفاني ودقة، فإن هناك العديد لا يعلمون الكثير عن مهام مناصبهم، والتي كشفتها بعض الكوارث وخاصة من الناحية الرقابية والسرقات واختلاس المال العام، ليصبح "النوم في العسل" عنوانًا لبعض المسؤولين.

في السطور التالية، يستعرض"دوت مصر" أبرز جرائم سرقة التحف الأثرية التي فوجئ بها المسؤولون، بسبب عدم مباشرة دورهم المنوط بهم.

جامعة القاهرة وأخواتها

لم يعلم مسؤولو جامعة القاهرة عن سرقة إحدى المخطوطات الأثرية بالمكتبة التراثية للجامعة، إلا بالصدفة البحتة، فخلال الأشهر الماضية وبالتحديد بعد تنصيب الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيسًا للجامعة، أذاعت المواقع والصحف الإخبارية نبأ سرقة مخطوطات بالمكتبة التراثية للجامعة، ليشكل "الخشت" لجنة للتحقيق من النبأ وجرد وتسجيل كافة الأملاك والمقتنيات الآثرية والتاريخية والمخطوطات.

وأسفرت اللجنة، عن ثبوت الواقعة، وعلى إثرها، قرر رئيس الجامعة، إحالة 9 موظفين عاملين بالمكتبة التراثية إلى النيابة العامة، وذلك بعد مضي قرابة عام على الواقعة.

لم يلاحق البلاء فقط جامعة "فؤاد الأول"، بل طال أيضًا 3 جامعات أخرى، وتنوعت بها السرقات، فقد شهدت كلية الآداب بجامعة طنطا، في أغسطس العام الماضي سرقة "بروجيكتور" يتخطى ثمنه 30 ألف جنيه، ولم تتوصل التحقيقات لمرتكبي الواقعة.

أما جامعة عين شمس فقد شهدت في يناير الماضي، سرقة أجهزة كمبيوتر ومبالغ مالية من "قصر الزعفران"، بعد اختراق مجهولين النظام الأمني للجامعة، ولم تتوصل التحقيقات لمرتكبي الواقعة.

في الجامعات الخاصة لم يختلف الأمر كثيرًا، حيث شهدت جامعة النهضة ببني سويف، سرقة 16 جهازًا إلكترونيًا من المخازن، وكشفت التحقيقات أن 3 من أمناء المخازن وراء عملية السرقة.

غرفة نوم الملك فاروق

وكان لـ"السوشيال ميديا"، دورًا هامًا في إعادة قضية سرقة غرفة نوم الملك فاروق، للصدارة مرة أخرى، بعد أن أصبحت في طى النسيان عقب سرقتها فى سبتمبر عام 2013 من الاستراحة الملكية بحديقة الحيوان، وعرضت الغرفة للبيع عام 2016 بعد مرور 3 سنوات على اختفائها، بمبلغ يقارب المليون دولار.

وكان الدكتور أيمن أبو حديد وزير الزراعة واستصلاح الأراضى آنذاك،  يقوم بجولة تفقدية في حديقة الحيوان، واكتشف خلال زيارته للاستراحة الملكية، اختفاء غرفة نوم الملك فاروق واستبدالها بغرفة أخرى صناعة محلية.

وأعلنت الجهات الرقابية، عن فتح تحقيق بشأن الواقعة، واستدعاء المسؤولين السابقين لحديقة الحيوان.

سرقة لوحة "زهرة الخشخاش"

ظهرت فضيحة سرقة لوحة "زهرة الخشخاش"، للفنان الهولندي "فان جوخ"، من متحف محمود خليل وحرمه، وبالتحديد في أغسطس 2010، بعد بيعها في مزاد "سوزبي"، بالعاصمة البريطانية لندن.

وقدر ثمن اللوحة بـ55 مليون دولار، وتم سرقتها في وضح النهار من متحف محمود خليل وحرمه، وقد حمل المسؤولون آنذاك بداية من الدكتور فاروق حسني وزير الثقافة، والدكتور محسن شعلان رئيس قطاع الفنون التشكيلية، مسؤولية سرقة اللوحة لأفراد الأمن والكاميرات والإنذارات المعطلة.

أسرة الملك فاروق تبدأ جولة سياحية في أسوان